لن تكون المهرجانات الرياضية الصيفية بعيدة من الخارطة السياحية التي ستمتدّ على مساحة لبنان بأسره بين شهرَي تموز وأيلول المقبلَين، كما لن تكون أقلّ شأناً من المهرجانات الفنية والثقافية والتراثية وغيرها، إذ أطلقت الأندية المنتشرة في المدن الساحلية والقرى الجبلية إستعداداتها الجدّية لتنظيم دوراتٍ في كرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم المصغّرة "الميني فوتبول"، حيث ستتنافس فرق الأندية والبلدات لإحراز الكؤوس والميداليات التي ستكون بمعظمها مقدّمة من البلديات التي تقع الأندية المنظّمة ضمن نطاقها الجغرافي، أو من جيوب المغتربين من أهالي البلدات التي ستستضيف المنافسات الودّية في ظلّ أجواء حماسية جميلة، بعيداً من المنافسات الحامية والصاخبة في البطولات الرسمية، وما يتخللها من إشكالات وأحداث شغب مؤسفة على المدرّجات.
يخطئ من يعتقد بأنّ الدورات الصيفية تُقام فقط من باب الترفية والتسلية وجمع الشباب وتلاقيهم على أرض الملاعب، إذ إنّ الأندية الكبيرة والمعروفة في مختلف الألعاب الجماعية والفردية تولي إهتماماً خاصاً بهذه المهرجانات التي يبرز من خلالها جيلٌ جديد من اللاعبين الصاعدين والواعدين الذين تسنح لهم الفرصة الحقيقية لإبراز مواهبهم ومهاراتهم الفنية على أفضل وجه، فيسرقون أنظار إداريي هؤلاء الأندية الذين يسعون الى التعاقد معهم ليشكّلوا دعماً إضافياً لمقاعد إحتياطييها، ومنهم من يبرع ويبرز بشكل كبير، فيحرق الخطوات والمراحل ويحجز مكاناً ثابتاً له في التشكيلة الأساسية باكراً.
إنّ من واجب الإتحادات الرياضية تشجيع أنديتها على تنظيم المهرجانات الصيفية ودعمها معنوياً إذا كانت غير قادرة على دعمها مالياً في ظلّ الظروف الإقتصادية الصعبة الراهنة، وذلك لما لها من أهمّية قصوى في بروز لاعبين موهوبين جدد من جهة، وبقاء اللاعبين المشاركين في البطولات الرسمية في مختلف الدرجات على جهوزيتهم الفنية والبدنية التامّة قبل انطلاق الموسم الرياضيّ الجديد.
