أكثر من مليون طفل نازح في السّودان وتحذيراتٌ بشأن أوضاع دارفور

22 : 52

تسبّب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريبا في إقليم دارفور حيثُ تتزايدُ المخاوف بشأن وقوع انتهاكاتٍ إنسانيّة جسيمة تترافقُ مع انقطاع في الاتصالات.


ومنذ 15 نيسان، تشهدُ الخرطوم ومناطق سودانيّة عدّة معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوّات الدّعم السّريع بقيادة محمّد حمدان دقلو، فشلت معها كلّ مساعي الحلّ والغالبية العظمى من اتّفاقات وقف إطلاق النّار.


وزاد النّزاع من حدّة الأزمات الّتي يُعانيها السّودان، إحدى أكثر دول العالم فقراً حتّى قبل المعارك، وأثّر على مجمل مناحي الحياة لسكّانه الّذين يُقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.


وكما في كلّ حرب، يبقى الأطفال من الفئات الأكثر ضعفاً، إذ أكّدت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف) أنّ "أكثر من مليون" تركوا منازلهم.


وأكدت المنظمة الخميس أنها تلقت تقارير "عن مقتل أكثر من 330 طفلاً وإصابة أكثر من 1900".


ويشكّل الأطفال، وهم وفق تصنيف المنظمة كلّ مَن لم يبلغ الثّامنة عشرة، نحو نصف عدد سكان السودان.


وحذّرت ممثلة يونيسف مانديب أوبراين من أن "مستقبل السودان على المحك، ولا يمكننا أن نقبل الخسارة والمعاناة المتواصلة لأطفالهم".


أضافت: "الأطفال عالقون في كابوسٍ بلا هوادة، يتحمّلون العبءَ الأكبر لأزمةٍ عنيفة لم يكن لهم أي دور في اندلاعها"، آسفة لأن هؤلاء باتوا أسرى "النيران، مصابين، يتمُّ استغلالهم، نازحين ويُواجهون الأمراضَ وسوء التّغذية".


وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخصٍ وفقَ آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعدادَ الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.


كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم الى دول الجوار، وفق أحدث بيانات منظمة الهجرة الدولية.


ويُعاني السّكان نقصاً في الموادّ الغذائيّة والخدمات الأساسيّة خصوصاً الطّبيّة، إذ إنّ ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال أصبحت خارج الخدمة.

MISS 3