فادي سمعان

فؤاد جرجس لـ "نداء الوطن": لنظام احترافٍ جدّي يحمي جميع الرياضيين

4 نيسان 2020

10 : 30

تخوّف مدرّب اللياقة البدنية ومؤسّس "ستيب أهيد سبورتس سكول" فؤاد جرجس من إنعكاس أزمة "كورونا" على نفسيّة اللاعبين اللبنانيين وعلى مستواهم الفنّي والبدني بسبب ملازمتهم منازلهم لوقت طويل غير محدّد، مؤكداً أنّ الإحتراف يبقى الحلّ الوحيد الحقيقي لكافة الصعوبات والتحدّيات التي يمكن أن تعترض المسيرة الرياضية وهي كثيرة ومتعدّدة. ماذا قال جرجس بالتفاصيل لصحيفتنا؟


بداية تحدّث عن اختصاصه في التمارين الخاصة للاعبين، فقال إنه متعاقدٌ حالياً مع لاعبي منتخب لبنان لكرة السلة، ولاعبات منتخب السيّدات لكرة القدم، وبعض السبّاحين والسبّاحات، بالاضافة الى فرق أندية الحكمة، الشانفيل، المتّحد، وفريق سيدات "بيروت فيرست"، حيث أقومُ بتحضيرهم وتجهيزهم بدنياً والعمل على صقل وتنمية مهاراتهم وقدراتهم من خلال فريق عمل محترف متخصّص. أضاف: "مؤخراً وقّعتُ عقداً سنوياً مع الاتحاد الإماراتي لكرة السلة لتسلّم منتخبات الإمارات الوطنية، كما أشرفُ على أربع صالات تدريبية للياقة البدنية في منطقة الحازمية". أما عن الدروس الخاصة التي يتّبعها حالياً في ظل الظروف الصعبة الحالية في البلاد بسبب تفشّي وباء "كورونا"، فأجاب: "أقوم بتسجيل دروس في اللياقة البدنية والتمارين الخاصة في الصالة الرياضية عبر الفيديو لنحو 300 تلميذ، ثم أرسلها لهم لتطبيقها كلّ في منزله، وبعدها إذا كان لأحدهم إستفسارٌ او أسئلة أتواصلُ معه عبر "السكايب".

وعن الضرر الذي سيلحقُ باللاعب بعد توقف كافة النشاطات الرياضية، أوضح أنه على الصعيد الدولي هو سيفٌ ذو حدّين، إذ إنّ اللاعب المحترف مُنحَ قسراً فرصة للإستراحة من كثافة وضغط المباريات الوطنية والدولية، لأنه كما تعلم فهو يخوضُ أحياناً مباراتَين في الأسبوع الواحد، ناهيك عن عناء التنقّل داخلياً او السفر خارج البلاد، فيتأثر اللاعب جسدياً وهو أصلاً معرضٌ دوماً للإصابة، ومع ذلك فإنه يعرف كيف يتصرّفُ من خلال القيام بتمارين خاصة داخل منزله إضافة الى ضرورة خضوعه لنظام غذائي مُبرمج. وتابع: "لكن من جهة ثانية، وكونه لاعباً محترفاً ويتقاضى أجراً مرتفعاً فإنها ستؤثر حتماً على عقده، وكلما طالت الأزمة فإنّ ذلك سينعكس سلباً على راتبه والمكافآت التي كان يتقاضاها، إلا انني اعتقد أنه مع إنتهاء هذه الأزمة فإنّ اللاعبين سيكونون جاهزين خلال أقلّ من شهر واحد للعودة الى الملاعب".


الرياضة المحلية ستتأثرُ سلباً



وواصل: "أما محلياً فحدّث ولا حرج، فهي الكارثة الحقيقية بالفعل، حيث انّ توقف الدوريات والبطولات في لبنان منذ شهر تشرين الثاني الماضي، بالاضافة الى وباء كورونا سيؤثران حتماً على نفسيّة اللاعبين ومعنوياتهم، فلكي يستعيد اللاعب اللبناني عافيته ومستواه الفني المعهود يلزمه على الأقلّ ثلاثة أشهر". وحول الآلية التي يجبُ على اللاعب إتباعها حالياً للمحافظة أقلّه على لياقته البدنية، شدّد على أنّ عليه مزاولة تمارين خاصة سويدية او على "البيسيكلات"، مشيراً الى أنه يُعطي أيضاً دروساً للمحافظة على اللياقة عبر تطبيق "إنستغرام".

وعمّا إذا كان يتوقع ان يعتزل اللاعبون الذين وصلوا الى عمر معيّن بسبب توقف البطولات لفترة طويلة، لفت جرجس الى أنّ اللاعب اللبناني يعاني حالياً من مشاكل جمّة، منها تجميد الدوريّات وعدم حصوله على راتبه الذي يعتاش منه، فأصبح في حيرة من أمره، خصوصاً انّ مصير الموسم المقبل لم يتحدّد بالنسبة للعقود في ظلّ التكهّنات بأن تكون منخفضة. وأردف: "اذا لم تكن الرواتب على قدر الآمال فان اللاعبين المعروفين سيهجرون اللعبة ليفتشوا عن عمل آخر يضمنُ لهم مستقبلاً أفضل وحياة كريمة، وأعتقد أنّه سيكون هناك هيكيلية جديدة للرياضة في لبنان بعد زوال هذا الكابوس بالنسبة للاعبين والأندية والاتحادات على السواء".

وختم: "علينا منذ الان البحث عن حلّ جذري بما أننا في إستراحة طويلة، ولا حلّ برأيي بالطبع إلا بالاحتراف الجدّي والحقيقي لكافة الألعاب، خصوصاً التي تصرف ملايين الدولارات سنوياً، وذلك عبر مشروع يُدرس ويُحضّر من قبل إختصاصيين ويُقدم على طاولة مجلس الوزراء لتشريعه، وإلا لن نتقدّم في أيّة لعبة مهما كانت لدينا الطاقات والكفاءات الفنية، وسنبقى نراوحُ مكاننا للأسف".


MISS 3