الجثث تملأ شوارع دارفور المهجورة

02 : 00

شوارع الجنينة تختصر المشهد السوداني السوداويّ (أ ف ب)

شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرَين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2.5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، لا سيّما في دارفور، حيث الشوارع ملأى بالجثث، بحسب ما كشفت الأمم المتّحدة أمس.

وإذا كان الهدوء يُخيّم حاليّاً على العاصمة الخرطوم، ففي الجنينة، المدينة الأكثر تضرّراً من الحرب والواقعة في إقليم دارفور (غرب)، والتي شهدت أعنف المعارك، تمتلئ الشوارع المهجورة بالجثث والمتاجر تعرّضت للنهب.

وفي رسالة صوتية نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس، قال قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي» إنّه بسبب «الصراع بين المكوّنات القبلية في الجنينة أمرنا قواتنا هناك بعدم التدخّل».

وأكّد أنّ لديه «كلّ المعلومات حول عمليات التسليح التي حصلت من قبل مخابرات الجيش، ولجميع الأطراف في الولاية، من أجل إشعال الفتنة». ومنذ أيّام يفرّ سكّان الجنينة سيراً على الأقدام في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسّر، على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بُعد 20 كيلومتراً إلى الغرب.

وتؤكّد الأمم المتّحدة أنّ أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني موجودون الآن في تشاد، فيما حذّرت الأمم المتّحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد» من أنّ النزاع «اكتسب الآن بُعداً عرقيّاً» مع «هجمات على الهوية». كما تتحدّث الأمم المتّحدة عن احتمال وقوع «جرائم ضدّ الإنسانية».

وفي مختلف أنحاء السودان، بلغ عدد النازحين «مليونَي شخص»، وفقاً للمفوضية العليا للاجئين، في حين أحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني.

توازياً، افتتح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر، بالتعاون مع الحكومة المصرية، «ممرّاً إنسانيّاً» بين أسوان في جنوب البلاد، ووادي حلفا في السودان، لتلبية الاحتياجات العاجلة للأشخاص المتضرّرين من الصراع المستمرّ.

في الأثناء، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالَين هاتفيَّين برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، و»حميدتي». وأوضحت وزارة الخارجية السعودية أن الاتصالَين الهاتفيَّين بحثا مستجدّات الأوضاع في السودان، مشيرةً إلى أن بن فرحان أكد أهمّية التزام جميع الأطراف السودانية باستعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرّات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.

كما جدّد دعوة المملكة إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حلّ سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار إلى السودان وشعبه.


MISS 3