محادثات أستانا تنطلق في أوّل آب بمشاركة لبنان والعراق

09 : 29

عمليّات النظام والروس في ريفَي حماة وإدلب هجّرت نحو 500 ألف مدني (أ ف ب)

أعلنت خارجيّة كازاخستان، أمس، أن الجولة الـ 13 لمحادثات أستانا حول سوريا ستُعقد في العاصمة الكازاخيّة نور سلطان في 1 و 2 آب المقبل، بمشاركة وفدَيْن من لبنان والعراق للمرّة الأولى. وجاء في بيان الخارجيّة: "تستضيف مدينة نور سلطان الجولة الدوريّة الثالثة عشرة للملتقى الدولي حول سوريا بصيغة أستانا"، مضيفاً: "من المخطّط مشاركة الدول الضامنة، وهي روسيا وإيران وتركيا، إضافة إلى الحكومة السوريّة والمعارضة السوريّة المسلّحة". وتابع البيان: "وسيُساعد في تسيير المحادثات بصفة مراقبين، ممثّلون رفيعون عن الأمم المتّحدة والأردن، إضافة إلى لبنان والعراق، اللذَيْن يُشاركان في عمليّة أستانا للمرّة الأولى".

وأوضح البيان أن الجولة المقبلة "ستُركّز على بحث مستجدّات الوضع في سوريا، خصوصاً في إدلب وشمال شرقي البلاد، والإجراءات اللاحقة لتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة وتحريك العمليّة السياسيّة، بما فيها قضايا تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستوريّة". ومن المتوقّع أن يشهد 1 آب سلسلة مشاورات تمهيديّة ثنائيّة ومتعدّدة الأطراف، بمشاركة الحكومة والمعارضة السوريّتَيْن، وفي اليوم الثاني (2 آب) ستُعقد الجلسة العامة.

وفي سياق منفصل، اعترضت روسيا أمس الأوّل على نصّ لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف الهجمات على المنشآت الطبّية في منطقة إدلب في سوريا. وأفضى الاجتماع إلى بيان نادر بعد لقاء مساعد الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانيّة مارك لوكوك الذي قال إنّ "المذبحة يجب أن تتوقّف".

وفي مسودة القرار التي وزّعت على الصحافيين، تُعبّر الدول الأعضاء عن "القلق العميق من الهجمات الأخيرة على المستشفيات والمنشآت الصحيّة الأخرى"، بما في ذلك قصف المستشفى الوطني في معرّة النعمان، الذي يُعدّ واحداً من الأكبر في المنطقة ووردت إحداثيّاته في "آليّة خفض النزاع" للأمم المتّحدة، التي تهدف إلى تجنيب المدنيين القصف. ونفت روسيا مجدّداً قصف منشآت من هذا النوع.

ويُضاف الاجتماع الذي عُقِدَ بطلب من الكويت وألمانيا وبلجيكا، إلى اجتماعات عدّة أخرى دعت إليها الدول الثلاث منذ أيّار في مواجهة اشتداد المعارك في شمال غربي سوريا. ومنذ شباط الماضي، صعّد الطيران الروسي والسوري عمليّات القصف في منطقة إدلب، التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين نسمة، على الرغم من اتفاق يقضي بتجنّب هجوم عسكري كبير للنظام. ميدانيّاً، كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أمس، أن العمليّة العسكريّة الأعنف للروس والنظام السوري ضمن منطقة خفض التصعيد في ريفي إدلب وحماة، دخلت يومها الـ81 منذ انطلاقها في نيسان. ووثّق المرصد في بيان، منذ بداية التصعيد الأعنف وحتى أمس الأوّل، مقتل 616 مدنيّاً، بينهم 153 طفلاً و122 امرأة، وشهدت الفترة ذاتها مقتل أكثر من 962 عنصراً من المعارضة جرّاء ضربات الروس والنظام الجوّية والبرّية وخلال اشتباكات معها، بينهم 606 من المتطرّفين، بالإضافة إلى مقتل 904 عناصر من قوّات النظام والمسلّحين الموالين لها في استهدافات وقصف وتفجيرات واشتباكات مع المجموعات المتطرّفة والفصائل.

ورأى المرصد أن "العمليّة أثبتت فشلها، رغم الدعم الروسي اللامحدود لقوّات النظام والقوّات الموالية لها، بقيادة سهيل الحسن، المعروف بـ"النمر"، بالإضافة إلى تنفيذ القوّات الحكوميّة ومقاتلاتها وطائراتها المروحيّة وطائرات الشريك الروسي نحو 58 ألف ضربة جوّية، إلّا أنّها لم تتمكّن من التقدّم إلّا في 20 منطقة، ضمن ريفي حماة وإدلب".

كما أسفرت عمليّات النظام السوري وحليفه الروسي عن تهجير نحو 500 ألف مدني سوري من منازلهم ومناطقهم بسبب القصف. وبحسب المرصد، أدّت ضربات الروس والنظام السوري إلى تدمير 19 من المستشفيات والمراكز الصحيّة، منذ بدء التصعيد الأعنف، غالبيّتها بفعل الضربات الروسيّة.

MISS 3