فشل قادة صربيا وكوسوفو في الاتفاق على خفض التوتر خلال محادثات مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مع رفضهم تنظيم لقاء وجاهي على ما أوضح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل.
ودُعي الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي إلى اجتماعات «إدارة أزمة» بعدما طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الطرفين بتهدئة الوضع.
لكن المسؤولَين رفضا إجراء لقاء وجهاً لوجه، وعقدا المحادثات منفصلة مع بوري الذي قال: «بعد اجتماع استمرّ 4 ساعات، يُدرك المسؤولان خطورة الوضع، لكن من الواضح أنهما في وضعَين مختلفين ونهجَين مختلفين وتفسيرَين مختلفين.
ودعا صربيا إلى الافراج عن 3 عناصر من شرطة كوسوفو «فوراً ومن دون شروط»، مؤكداً كذلك أن إجراء انتخابات بلدية جديدة في شمال كوسوفو أساسية لخفض التوتر الراهن، بعدما أدّت صدامات بين محتجّين صرب وعناصر قوة حفظ السلام بقيادة الناتو في أواخر أيار إلى تسجيل إصابات بين الطرفين، بينما كشف في الوقت عينه أن لا اتفاق بعد على إجراء الانتخابات.
وقد هدّد الاتحاد الأوروبي كوسوفو بعواقب سياسية، مثل تعليق زيارات كبار المسؤولين والتعاون المالي، ما لم تُغيّر موقفها من الانتخابات. وأوضح بوريل أنه سيتشاور مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع يُعقد الإثنين في شأن الخطوات المقبلة. واعتبر الرئيس الصربي أنه «لا يرى أي سبب» ليتحدّث إلى كورتي، وقال للتلفزيون الصربي: «أرى أن ذلك سيُلحق المزيد من الضرر، لذا ارتأيت أن لا معنى له».
وما زال التوتر بين كوسوفو وصربيا قائماً منذ اندلاع الحرب أواخر التسعينات التي دفعت الناتو إلى التدخل عسكريّاً ضدّ بلغراد. وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، لكنّ بلغراد رفضت الاعتراف بها.
ولا يزال الصرب في كوسوفو موالين إلى حدّ كبير لبلغراد، لا سيّما في الشمال، حيث يُشكّلون الغالبية ويواجهون كلّ خطوة استفزازية تلجأ إليها بريشتينا لتعزيز هيمنتها بالقوّة على المنطقة.
ولكوسوفو رمزية تاريخية بالنسبة إلى صربيا، خصوصاً أنّها كانت مسرحاً لمعارك فاصلة على مرّ القرون. وما زال الإقليم الصربي السابق يضمّ عدداً من أهمّ الأديرة التابعة للكنيسة الصربية الأرثوذكسية.