جورج الهاني

لبنان يتألّقُ في الأولمبياد الخاص... فهل تكريمُ أبطاله لمرّة واحدة يكفي؟

26 حزيران 2023

02 : 00

بعثة لبنان الى الأولمبياد الخاص

هم بالنسبة الى بعض الجاهلين في وطننا أشخاصٌ ثانويون، بل هامشيون، لا مكان أو دور لهم في ورشة بناء المجتمعات ونهضة الأوطان، ويشكّلون حرجاً وعبئاً على أسَرهم ومحيطهم، لكنّهم في الواقع من صلب النسيج الإجتماعيّ وأشخاصٌ قادرون على القيام بكامل المهام الموكلة إليهم، وتحمّل كلّ المسؤوليات الملقاة على عاتقهم بإقتدار، كما أنهم يستطيعون تمثيل لبنان خير تمثيل، وأن ينجحوا ويتفوّقوا في بعض الأحيان حيث يفشل الآخرون ممّن أنعم الله عليهم بأجسادٍ وعقولٍ سليمة.

هذا ما أثبته بالقول وبالفعل لاعبو ولاعبات وطن الأرز الـ17 الذين شاركوا في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص الصيفيّ التي اختتمت أمس الأحد في العاصمة الألمانية برلين. فعلى رغم الأوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان حالياً، وعلى رغم ظروفهم المأسوية الخاصّة تحديداً، أبوا إلا أن يفرضوا ذاتهم ويُثبتوا أنفسهم بين أكثر من 7000 رياضيّ من ذوي الإعاقة الذهنية من 170 دولة حول العالم، فقارعوا خصومهم في سبع رياضات من أصل 26 رياضة أولمبية تضمّنتها الدورة، وانتزعوا 12 ميدالية ملوّنة في ختام المنافسات.

وتوزّعت غلّة الأبطال والبطلات اللبنانيين بين ذهبيتَين بفضل رانيا دغمان (الوثب الطويل) وعبدالله خليفة (كرة الطاولة)، وأربع فضّيات أحرزت السبّاحة سارة خليفة منها إثنتَين في سباقي الـ100 والـ200 متر حرّة، وبلال قطيش إثنتَين أخريَين (الريشة الطائرة)، وستّ برونزيات من نصيب عباس ياسين (الريشة الطائرة)، محمود جلّول (السباحة: 100 متر ظهراً)، عباس سلهب (السباحة: 50 متراً حرّة)، مريم حشيشو (كرة الطاولة)، وكلّ من الثنائي إبراهيم عميس وعلي عوض (البوتشي)، ليصعدوا إلى منصّات التتويج بجدارة ويعكسوا أجمل وأبهى صورة عن بلدهم الذي بخلَ عليهم بالكثير من حقوقهم، لكنّهم لم يبخلوا عليه في المقابل بأيّ نقطة عرق سكبوها في أكبر إستحقاق رياضيّ عالميّ لهم، فرفعوا اسمه وعلمه عالياً، بانتظار تكريمهم رسمياً لدى عودتهم اليوم الى بيروت، ولكن هل تكريم هؤلاء الأبطال لمرّة واحدة يكفي؟


3