ريتا ابراهيم فريد

حساسية وتشقّق ومشاكل جلدية

د. مارتان مرعي: حذار الإفراط في استعمال المعقّمات

8 نيسان 2020

04 : 40

فرض انتشار فيروس كورونا على الجميع اتخاذ إجراءات وقائية مضاعفة، أهمّها الغسيل المستمرّ لليدين واستعمال المطهّرات والمعقّمات. هذا ويضطرّ البعض الى ارتداء القفازات في اليدين ووضع الكمّامة على الوجه، خاصة من هم مضطرّون للخروج من منازلهم. إلا أنّ هذه الإجراءات الوقائية قد تحمل في المقابل مخاطر تضرّ بصحّة الجلد، ومن الممكن أن تتسبّب بأمراض جلدية عدة. "نداء الوطن" تواصلت مع الإختصاصي في الأمراض الجلدية والتجميلية في مستشفى "أوتيل ديو" الدكتور مارتان مرعي، الذي أوضح أكثر عن هذا الموضوع.


ما مدى خطورة الإفراط في استعمال المعقّمات على صحة الجلد؟ وما هي المشاكل الجلدية التي قد تنتج عنها؟


من المهمّ جداًّ أن نستخدم المعقّمات للوقاية من فيروس كورونا، لكن الأهمّ ألّا نُكثر من استخدامها، لأن ذلك من شأنه أن يتسبّب بمشكلتين أساسيتين:

المشكلة الأولى تكمن في قدرة هذه المعقّمات على قتل البكتيريا الجلدية الإيجابية التي تؤدي مهامَّ مفيدة للإنسان الذي يستضيفها، والتي تحمي الجسم من الإصابة بكثير من الأمراض التي قد تسبّبها البكتيريا الضارة.

أمّا المشكلة الثانية فتكمن في أنّ استخدام هذه المعقّمات قد يتسبّب لبعض الأشخاص بمرض الإكزيما، فتصبح جلدة اليدين جافة ومتقشرة، أو ذات شقوق عميقة ومؤلمة.

من هنا نشدّد على ضرورة استخدام المعقّمات بشكل متوازن ومعتدل. مثلاً عندما نخرج من المنزل ونلمس أشياء بيدينا عندها فقط نستخدم المعقمات. لكن الأشخاص الملتزمين في منازلهم لا يجب أن يصابوا بهوس استخدام المعقمات، وعليهم أن يكتفوا بغسل أيديهم بالمياه والصابون لمدّة عشرين ثانية.


هل يوجد علاجات منزلية لهذه المشاكل الجلدية؟


لتفادي الوصول الى مشكلة الإكزيما، ندعو الى استخدام الكريمات المرطّبة بعد غسل اليدين وبعد استخدام المعقّمات. علماً أنّ هذه المشكلة موجودة منذ وقت سابق، وخاصة عند النساء اللواتي يستخدمن مساحيق التنظيف. حتى أن الهواء الجاف شتاءً أو أيام الصيف الحارة يمكن أن يتسبّب بحكّة شديدة ومؤلمة وهي من عوارض الإكزيما. أنصح باستعمال زيت الزيتون، فهو مفيد لترطيب البشرة. كما أنّ الكريمات المرطبة الموجودة في الأسواق تحتوي كلها على أنواع متعددة من الزيوت ومنها زيت الزيتون.





الى جانب المعقّمات، ماذا عن القفّازات التي تسبّب أيضا حساسية ومشاكل جلدية؟


بعض الأشخاص يعانون من حساسية إذا ارتدوا القفّازات وخاصة تلك التي تحتوي على مادة الـLatex. لذلك نجد في الأسواق قفّازات لا تحتوي على هذه المادة.

وهُنا أدعو الذين تظهر على أيديهم هذه الحساسية، أن يبادروا الى شراء القفّازات التي لا تحتوي على مادة الـLatex وأيضاً تلك التي لا تحتوي على بودرة. ولا بدّ من الإشارة الى أنّ الأطباء والنساء اللواتي يعملن بأنفسهنّ في المنازل ويستخدمن القفازات بشكل متكرر، كانوا أكثر من يعانون من الحساسية بسبب القفازات. أما اليوم، وبداعي الوقاية من فيروس كورونا، أصبح كل الناس يستخدمون القفازات وبالتالي برزت مشكلة الحساسية عند عدد أكبر من الأشخاص.


البعض يعاني أيضاً من حساسية وحبوب في الوجه بسبب الكمّامات. ما هو العلاج الموقّت لهم كي لا تتفاقم هذه المشكلة؟


الكمّامات أيضاً تدخل في إطار الحساسيّة والإكزيما. والبعض يعانون من حساسيّة إذا وضعوا شيئاً على وجوههم. العلاج لهؤلاء يكون باستخدام دواء يحتوي على مادة الكورتيزون مع ضرورة مراجعة طبيب الجلد ليصف لهم الدواء المناسب لنوعيّة جلدهم ونوعيّة حساسيّتهم. وكما قلنا سابقاً، بفعل استخدام القفازات قبل انتشار فيروس كورونا، تمّ تطوير أنواع منها لا تحتوي على موادّ تسبّب الحساسية مثل الـLatex.

لكنّ استخدام الكمّامات بشكل كبير يعدّ مسألة حديثة، حيث أنّ استخدامها في الماضي كان محصوراً بفئة معيّنة وقليلة جداً من الناس.

بالنتيجة، حساسية الجلد مرض يمكن معالجته بسهولة، وهو أسهل بكثير من الإصابة بفيروس كورونا. لذلك فلنتحمّل الحساسية التي يمكننا معالجتها لاحقاً، ولتكن أولويتنا الوقاية وحماية أنفسنا ومجتمعنا من انتشار هذا الفيروس.


MISS 3