في ختام أعمال ندوة الأرشيف السمعيّ - البصريّ..

مكاري: الأرشيف مادّةٌ تُعرّف شبابنا على الزّمن الجميل للبنان وعصره الذهبيّ

19 : 21

اختتم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري أعمال ندوة الأرشيف السّمعيّ البصريّ "حفظ رقمنة وتثمين محفوظات الاعلام العام في لبنان"، التي نظمتها وزارة الاعلام بالتعاون مع "تلفزيون لبنان" والمعهد الوطني السمعي البصري في فرنسا، والسفارة الفرنسية في المعهد العالي للأعمال – ESA كليمنصو، في حضور ممثّلة سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، سابين سكورتينو، مديرة التّراث في المعهد الوطنيّ السّمعيّ البصريّ في فرنسا ميليفا ستوبار، مسؤولة التّراث الرقميّ والتّوثيق، كريستين برامير، المسؤولة في قسم العلاقات الدّوليّة، جولييت كاهين، مدير المشروع، توماس مونتيي، والصّحافيّ جوليان بوديسو. كذلك، حضر من السّفارة الفرنسيّة الملحق الثقافيّ، غييوم دوشومين، مسؤولة التعاون السمعيّ البصريّ ليلى غرواس والمساعدة الإداريّة سينتيا كنعان.


وقد حضرَ أيضاً مدير الدّراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، مستشارة وزير الإعلام اليسار نداف وممثّلون عن وسائل الإعلام.


ستوبار

وشدّدت مديرة التراث في INA على "أهمية نجاح هذا المشروع ودوره في حفظ وتثمين الذاكرة اللبنانية التي تشكل جزءاً أساسيّاً من التراث اللبنانيّ الغنيّ في كلّ المجالات".


وأشارت إلى أنّ "هذَيْن اليَومَيْن كانا حافلَيْن بتبادل المعلومات القيمة والثمينة، خصوصاً وأنّ الإضاءة على الحاضر بمعلومات الماضي هي مسألة في غاية الاهمية".


وأشادت بوزارة الإعلام ومديريّاتها من "الوكالة الوطنيّة للإعلام" إلى مديريّة الدّراسات و"إذاعة لبنان"، وأيضاً "تلفزيون لبنان"، على "دورها الإيجابيّ في نجاح هذا المشروع"، شاكرةً نداف على "مواكبتها الدقيقة وتفانيها من أجل النجاح". كما وشكرت "السفارة الفرنسية على مساعدتها وتعاونها الكبيرَين".


سكورتينو

وتحدثت ممثّلة السفيرة الفرنسية سابين سكورتينو، فأشارت إلى قناعتها "الرّاسخة بضرورة حفظ وتثمين الذّاكرة اللبنانيّة، فعمليّة الأرشفة والحفظ هذه، هي اختصاصٌ فنيّ عالٍ يجبُ التزامُه من أجل نجاح هذا المشروع".


وقالت: "بالتعاون مع الوكالة الوطنيّة وإذاعة لبنان ومديرية الدراسات وأيضاً تلفزيون لبنان، استطعنا إنجاز هذا المشروع رغم الأزمات الكثيرة التي يمرّ بها لبنان، ولكن بالصبر تمّ وضعُ آلياتٍ للتعاوُن والتحالف، ونحن اليوم فخورون بما قُمنا به على صعيد حفظ الذاكرة اللبنانيّة، الذاكرة الجماعيّة ما يُعزّز التّماسك الاجتماعيّ والوطنيّ اللبنانيّ، حيث سمح لنا هذا الأرشيف بتغطية حقبة منذ الخمسينات من القرن الماضي".


وشكرت "كلّ مَن تعاون لإنجاح هذا المشروع لا سيّما الوزير مكاري ومستشارته السيدة نداف".


وزير الاعلام

أمّا وزير الاعلام فقال: "في البداية كان من المفترض أن أكون وزيراً للشّباب والرياضة، ولكنّني صرتُ وزيراً للإعلام وكنت محضراً للعمل في وزارة الشّباب والرياضة، وكان أمامي يومان فقط، حيث قلت إنّ هناك أمراً في غاية الأهميّة هو كيف يُمكنني الحفاظ على أرشيف وزارة الاعلام، بالتنسيق مع INA وهذا أفضل مشروع يمكنني القيام به كوزير للإعلام".


أضاف: "عندما تسلّمت الوزارة قدّم إليّ الوزير عبّاس الحلبي كلَّ المشاريع التي كان يعملُ عليها، ومن ضمنها مغلّفٌ، قال لي حينها: "إذا سمحت أن تفتحه فهذا مشروعٌ هام جداً". وعندما فتحت المغلّف وجدتُ فيه بروتوكولاً جاهزاً بين وزارة الاعلام والـINA".


وتابع: "كان حظّي جيّداً لكوني اتّخذتُ القرارَ بالتوقيع بعد ثلاثة أسابيع فقط من تسلمي مهامي، حيث وجدت أن ذلك يُعتبر أفضل مشروع يُمكن لوزير الإعلام أن يقومَ به تجاه بلده، لأنَّ الأرشيف هو مستقبلٌ، ومادّةٌ تُعرّف شبابنا على الزّمن الجميل للبنان وعصره الذهبيّ، وكم كانت مأساة الحرب مدمّرة، علّهم يتعلمون من هذا الموضوع".


وقال: "منذ تعييني وزيراً لم أعطِ أي مادَّة لأي جهةٍ كانت، وما أعطيناه من بعض الوثائق تمّ بحسب الاصول، وما جرى من سرقة أرشيف هو في الحقيقة سرقة بعض البطاريات القديمة من دون المس بالصور ولا الارشيف".


أضاف: "أشكر سفارة فرنسا في لبنان وINA، والشّكر الكبير لموظفي الوزارة الّذين قبل توقيعنا هذا البروتوكول، عملوا آلاف الساعات في أصعب ظروفٍ من حربٍ وانفجاراتٍ وتقسيمٍ لبيروت وللبنان، وتمكّنوا من حماية كلّ ورقةٍ وكلّ تسجيلٍ يُمكن حمايتُه، وهذا الشكر لستُ أنا مَن ُقدّمه، بل على اللبنانيين تقديمه لموظّفي وزارة الاعلام".


وتابع: "طالما أننا لا نستطيع التوظيف في هذه الظروف، فأقول لكلّ مهتمٍ أو باحثٍ أو دارس للأرشيف يهمه المساعدة في هذا المشروع أو في مشاريع اخرى، إنّ أبواب الوزارة بإداراتها كافة، مفتوحة امامه والدعوة موجهة للجميع ونتمنّى تلبيتها".


وقال مكاري: "منذ توقيع اتفاقيّة مشروع "صون التّراث الإعلاميّ اللبنانيّ ورقمنته وتعزيزه" في نيسان 2022، انتقلت إدارةُ المحفوظات في المؤسّسات المستفيدة من هذا المشروع من مجرد حماية الأرشيف إلى تثمينه وتسهيل الوصول إلى هذا التّراث ونشره على نطاق أوسع للجمهور".


اضاف: "لأن تراثنا هو ذاكرتنا الحية وشاهد على سياق ومرحلة فقد وضعنا الأرشيف السمعيّ - البصريّ للوزارة وتلفزيون لبنان على رأسِ أولوياتنا وطلبنا الدّعم الثمين من سفارة فرنسا. أطلقنا المشروع من دون تردُّدٍ، مُقتنعين بقيمة هذا التراث وضرورة دعم طلبنا حتّى نتمكَّن من إقامة شراكة مع المعهد الوطنيّ للسمعيات والبصريات الذي نظرَ في مشروع لصونِ ورقمنة وتعزيز الأرشيف. والجهات المستفيدة من هذا المشروع هي: الوكالة الوطنية للإعلام، إذاعة لبنان، تلفزيون لبنان ومديرية الدراسات والمطبوعات اللبنانية".


وتابع: "اليوم يمكننا القول إنّ فرقَ الأرشيف اكتسبت المعرفة اللازمة من حيث سياسة الأرشفة والتثمين، وتمّ تزويدُها بالمعدّات اللّازمة لمواصلة عملها بأساليب أكثر حداثة وتكيُّفاً مع الاحتياجات الجديدة".


وقال: "إذا كان هذا العمل قد أتى بثماره فهذا بفضل التزام العديد من الجهات الفاعلة، ولا سيما فرق السفارة الفرنسية و INA، التي أشيد بها بشدة وقد أظهرت احترافا مثاليا يتميّز بالتعاطف والتضامن المؤثّر، قد شعرت بها فرقنا طوال هذا المشروع. لذلك اسمحوا لي أن أشكر السفيرة الفرنسية السيدة آن غريو على الأهمية التي أولتها لهذا المشروع وعلى دعمها الدّائم لمشاريع الوزارة. الشكر أيضاً لرئيس المعهد الوطنيّ للطبّ السّيد Laurent Vallet ، الذي أُتيحت لي فرصةُ مقابلته في شباط خلال زيارةٍ لمعهد INA وقد أبدى اهتماماً كبيراً بهذا المشروع".


وأردف: "أقول لأمناء الوزارة وتلفزيون لبنان، أنتم حُماة تراثنا. لقد عملتم في ظروفٍ صعبةٍ بقدرات محدودة، لكنّكم ما زلتم تتغلّبون على كلّ العقبات الّتي تحول دون استكمال هذا المشروع بحزم. نحن نعتمد على التزامكم بمواصلة عملكم مع التقنيات الجديدة المكتسبة. وأود أن أشكر المعهد العالي للاعمال ومديره السّيّد ماكسينس ديو الّذي قدّم لنا القاعة التي عقدت فيها الندوات".


وختم: "أعلم أنها لحظة مؤثرة بالنسبة للكثيرين منكم، خصوصاً وأنّ هذا المشروع ينتهي اليوم بعد 24 شهراً من العمل المشترك، لكنَّ تمديد هذا المشروع ممكن ولن أقولَ المزيد".


نداف

بدورها، قالت نداف: "من الصعب جداً التحدث في ختام هذا الحدث، لحظات مؤثرة فعلاً بعد عملٍ مع شركاء لمدَّة سنتين، في تعاونٍ مستمرّ لما فيه الخير في حفظ ورقمنة الارشيف في وزارة الاعلام اللبنانية".


وشكرت وزير الإعلام الذي آمنَ بهذا المشروع منذ البداية و دعمه بكل مراحله ووقع الاتفاقية التي نعمل بها اليوم.


كما وشكرت "كلّ من عمل في هذا المشروع من الـINA والسفارة الفرنسية".

MISS 3