في تخريج تلامذة مدرسة الثّلاثة الأقمار..

عودة: فسادٌ في الإدارات الرسميّة واستهتارٌ بالاستحقاقات وأوّلها انتخاب رئيس

20 : 51

أقامت مدرسة الثلاثة الأقمار الأرثوذكسية، مساء اليوم الثلثاء، حفل تخريج دفعة العام 2022-2023، برعاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ومباركته، في حضور رئيس جامعة القديس جاورجيوس - بيروت الوزير السابق طارق متري، ممثل رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء إيلي مخايل، أعضاء اللجنة التنفيذية في مطرانية بيروت وأعضاء مجلس إدارة جمعية القديس بورفيريوس، ممثلين عن المركز الفرنسي، وكلية التربية في الجامعة اللبنانية، ومشروع "كتابي"، إضافة إلى أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية وأهالي الخريجين، وعدد من الكهنة والمسؤولين في مؤسسات الأبرشية.


أحيت الحفل جوقة من متعلمي المدرسة، فتلت الصلاة الافتتاحية، ثم النشيد الوطني ونشيد المدرسة.


ضعون

وتحدثت مديرة المدرسة نايلا خوري ضعون عن "المهنية التي أبدتها الهيئتان التعليمية والإدارية لإنجاح العام الدراسي، رغم التحديات"، مشيرة إلى "الجدية التي أظهرها المتعلمون، إذ تميّز كلّ واحد منهم بقدرته على تطوير مواهبه ومهارته".


كلمة عودة

وألقت المدربة المساعدة إيفا مريا بطش مسعود كلمة المطران عودة، وقالت: "على مشارف حقبة جديدة من عمركم، أود أولا أن أهنئكم على نجاحكم وعبوركم مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، حيث الأفق أوسع والتحديات أكبر والمسؤولية أعمق".


أضافت: "السنوات الأخيرة لم تكن سهلة عليكم، كما كانت صعبة على جميع اللبنانيين، وعلى ذويكم. فإضافةً إلى الجائحة التي أصابت لبنان، كما أصابت العالم أجمع، عانى لبنان من تراجع سياسي واقتصادي واجتماعي ومالي وأخلاقي جعله في عداد الدول الفاشلة، بعدما كان لؤلؤة هذا الشرق وجامعته ومدرسته ومستشفاه ومطبعته وملتقى الأحرار والمثقفين والمبدعين. أما عاصمتنا الحبيبة بيروت فعانت مرَّتين: مرة مثل كل لبنان، ومرة بسبب تفجير مرفئها الذي أودى بما يفوق المئتين من أبنائها، وأصاب الآلاف منهم، وهدم مبانيها، وأظلم طرقها، وقلب حياة أهلها الذين ما زالوا ينتظرون انتهاء التحقيق والعدالة".



وتابعت: "مدارسكم لم تسلم من ذاك الزلزال، وقد أصيبت مبانيها، وشوهت صفوفها وملاعبها، وحرمتم من ارتيادها لفترة ليست بقصيرة. كل هذا وُلِد غضباً في النفوس، يرافقه قلقٌ على المستقبل والمصير، وما زاد الأمر سوءاً هو ما تسمعونه عن فساد يسود في الإدارات الرسمية بمعظمها، ومصالح تسير الحكام والزعماء بمعظمهم، إضافة إلى عدم احترام القوانين، وتخطي الدستور، وهو ناظم حياة الدولة والمواطنين، والاستهتار بكل الاستحقاقات وأولها انتخاب رئيس للبلاد".


وأردفت: "في هذا الخضم، أنتم العلامات المضيئة التي تبعث على الأمل لأنكم مستقبل هذا البلد وصانعو مصيره. أنتم الخمير القليل الذي نأمل أن يخمر العجين كله. أنتم الملح الذي سيضفي النكهة على حياة هذا البلد. «ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس" (متى 5: 13) يقول الرب يسوع".


وقالت: "كونوا أحرارا من كل شر وتعصب وضلال وتعنت، ابتغوا الحق والخير والعدل والصلاح، لا تنقادوا وراء زعيم محرض أو قائد منغلق أو رفيق متعصب، كونوا أمناء لما اكتسبتموه من ذويكم وما تعلمتموه في مدرستكم، ليكن العلم والأخلاق زادكم في طريقكم إلى المستقبل، لتكن القيم التي نشأتم عليها في مدرستكم الضوء الذي ينير طريقكم، ليكن إيمانكم بالله وإخلاصكم لوطنكم ثابتَين في حياتكم، والصدق والأمانة والنزاهة واحترام الذات وقبول الآخر ومحبته صفات ملاصقة لشخصيتكم، تقودها في طريق البحث عن النجاح. كونوا قدوة في الأخلاق، في الوطنية، في الإنسانية، وفي العلم".


أضافت: "بما أننا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أوصيكم بأن تحذروا الانزلاق إلى التجريح والإسفاف والاستخفاف بحياة الناس وكراماتهم، احذروا الأخبار الملفقة والإشاعات الكاذبة، فاعتماد هذه الوسائل يتطلب وعيا ومسؤولية. لا تدعوها تسيطر على حياتكم وتستنزف وقتكم، أو تحرمكم من العلاقات الإنسانية الضرورية وتبعدكم عن أهلكم وأصدقائكم. يقول الرسول بولس: "كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل شيء يوافق، كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط على شيء (1 كورنثوس 6: 12)". إنتقوا ما يفيدكم منها وتجاهلوا كل ما يسيء إليكم ويفسد حياتكم".


وختمت: "افتدوا الوقت ولا تضيعوه لأنه ثمين، والفرصة التي تفوت لا تعود، إحذروا الاستغلال والنفاق والمراوغة، فالإنسان الصادق، المحب، الوديع، والرحوم يوفقه الله ويحترمه من يتعامل معه. يقول النبي داود في المزمور 50: "القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله". لقد أوصانا الرب يسوع بأن نكون نوراً يشعّ إيمانا ومحبة، والنور في الظلمة يضيء (يوحنا 1: 5)، فأملنا أن تكونوا النور الذي يضيء ظلمة بلدنا ويبشر بأيام أفضل".


توزيع الشهادات

ووزعت الشهادات على طلاب فرعي العلوم العامة وعلوم الحياة، وألقت باسمهم الطالبة ليا نور كلمة مؤثّرة باللغة الفرنسيّة عبرت فيها عن "الأثر المميّز الذي تركته المدرسة في نفوس الطلاب".


وشكرت لـ"الأساتذة مواكبتهم خلال مسيرتهم في المدرسة".


ثم وزعت شهادات PASSE على مجموعة من المتعلمين أنهوا برنامج "مهارات الحياة اليومية".


وفي الختام عُرِض فيلم وثائقي عن جمعيّة القديس بورفيريوس، التي تشكل الذراع الاجتماعية لمطرانية بيروت، وقدمت جائزة قيمة إلى الطالب بيتر صباغ الذي تميز خلال حياته المدرسية.

MISS 3