أخطر عنكبوت في العالم يعدّل سمومه بحسب مزاجه

02 : 00

يبدو أن خليطاً محتملاً من السموم لدى واحد من أخطر العناكب في العالم يختلف بحسب الظروف.



يكشف تحليل جديد لطريقة إنتاج السم في العناكب قمعية الشبكة أن عوامل مثل إيقاع ضربات القلب والنزعة الدفاعية لدى العنكبوت قد تؤثر على كمية المواد الكيماوية التي ينتجها الحيوان في أطراف أنيابه حين يكون غاضباً.

سيكون اكتشاف السبب ضرورياً لأن سموم العناكب قمعية الشبكة هي عبارة عن خلطات معقدة يمكن استعمالها في مجالات متعددة مثل المبيدات الطبيعية والأدوية، حتى أن مضاد السم يُستعمَل لمعالجة لدغات العناكب القاتلة. من خلال فهم السبب الكامن وراء إنتاج هذه الخلطات في العناكب قمعية الشبكة، قد تزيد سهولة نزع السموم وتتوسّع استعمالاتها ويمكن اكتشاف مفعول السم.

توضح عالِمة الأحياء، ليندا هيرنانديز دوران، من جامعة «جيمس كوك» في أستراليا: «تحمل العناكب قمعية الشبكة السموم الأكثر تعقيداً في عالم الطبيعة، وهي عناصر مهمة لأن جزيئات السموم قد تخفي في داخلها علاجات ومبيدات حيوية. سيكون جمع معلومات إضافية عن طريقة إنتاجها خطوة أساسية لاستكشاف هذه القدرات الكامنة».

جرت أبحاث كثيرة حول سموم العناكب قمعية الشبكة التي تصبح قاتلة بالنسبة إلى الحشرات التي تطاردها، وحتى الرئيسيات بسبب نزعة غريبة في مسار تطورها.

من المعروف اليوم أن العناكب الأسترالية وقمعية الشبكة هي الأخطر في العالم (بالنسبة إلى البشر على الأقل). يتعرض بين 30 و40 شخصاً للدغاتها سنوياً، لكن وحده ذكر هذا العنكبوت قتل الناس حتى الآن، ولم تُسجَّل أي حالات وفاة على صلة بهذه العناكب منذ ظهور مضاد السم في العام 1981.

تتعدد الأبحاث التي تهدف إلى فهم التعقيدات الجزيئية في ذلك السم، لكن لم تأخذ تلك الدراسات بالاعتبار سلوكيات العناكب، وحالتها الجسدية، وبيئتها. لهذا السبب، قررت هيرنانديز دوران وزملاؤها استشكاف الموضوع، فجمعوا عينات من أربعة أجناس عناكب قمعية الشبكة: هادرونيش فاليدا، ودارلينغ داونز، وعنكبوت الشجر الجنوبي، وسيدني. خضعت هذه العناكب لاحقاً لمجموعة اختبارات مزعجة.

قيّمت تلك الاختبارات سلوكيات مثل التجمّع، والدفاع، والتسلق، وتصرفات ناشطة أخرى، في ثلاثة سياقات مختلفة. كان السلوك الأول يتمحور حول الافتراس الذي قلّده العلماء من خلال نفخ كمية من الهواء أو وخز العناكب بملاقط. أما الاختبار الثاني، فهو يقضي بتمضية الوقت مع عنكبوت آخر من النوع نفسه، وارتكز الاختبار الثالث على استكشاف أرض جديدة.

توضح هيرناندز دوران: «خلال تلك الاختبارات، قيّم الباحثون سلوكيات العناكب وقاسوا إيقاع قلوبها بجهاز ليزر لطرح معدّل تقريبي لمستوى أيضها. ثم جمعنا سمومها وحللناها عبر جهاز مطياف الكتلة».

في ثلاثة أجناس من العناكب، لم يظهر أي رابط واضح بين تلك السلوكيات وإيقاع ضربات القلب وتركيبة السموم. لكن لاحظ العلماء فرقاً في نوع واحد من العناكب: بدا وكأن زيادة ضربات القلب والنزعة الدفاعية لدى عنكبوت «هادرونيش فاليدا» ترتبط بتركيبة سموم مختلفة.

وبما أن الأجناس الثلاثة الأخرى افتقرت على ما يبدو إلى الرابط نفسه بين تركيبة السم والعوامل الجسدية، يعني ذلك أن هذه الروابط قد تكون خاصة بتلك الفصيلة بالذات. لكننا لا نعرف بعد طبيعة هذه الروابط لدى الأجناس الأخرى.

كذلك، رصد البحث رابطاً آخر. تكشف الدراسة أن العناكب قمعية الشبكة قد تقوم بمقايضات سلوكية، فتزيد معدل أيضها لإنتاج السم وتُخفف حركتها حين تتعرض للتهديد.

قد تشمل استراتيجيات أخرى تعديل عدد اللدغات، وتنظيم كمية السموم، وإبداء سلوكيات عدائية من دون إنتاج لدغة سامة. يقول الباحثون إن هذه النتائج قد تسمح بإنتاج مضاد للسموم ودراسة عناصر ناشطة بيولوجياً يمكن إيجادها في سموم العناكب قمعية الشبكة.


MISS 3