إكتشاف تفاصيل ولادة عنكبوت البحر العملاق

01 : 58

في المياه الجليدية للقارة القطبية الجنوبية، يكمن نظام بيئي غامض، إذ تعيش هناك عناكب البحر المريبة.



اكتشف العلماء للتوّ أحد أسرار عنكبوت البحر العملاق في القطب الجنوبي، فقد حدّدوا أخيراً طريقة تزاوج هذه الكائنات المثيرة للفضول، وهي تختلف برأي الخبراء عن أي أجناس أخرى من عناكب البحر.

تقول عالِمة البيئة البحرية إيمي موران من جامعة «هاواي» في «مانوا»: «في معظم الحالات، يعتني الذكر بالصغار عبر حملها أثناء نموّها. لكن رغم الأبحاث التي تعود إلى أكثر من 140 سنة، من اللافت ألا يشاهد أحد عناكب البحر العملاقة في القطب الجنوبي وهي تحضن صغارها وألا يعرف أحد شيئاً عن نموّها».

لا تعيش هذه العناكب في البحر رغم اسمها ولا تدخل في خانة القشريات مثل سلطعون العنكبوت، بل إنها مفصليات بحرية تنتمي إلى فئة مستقلة اسمها «بانتوبودس»، وقد أثبت علم تطور السلالات صعوبة تصنيف هذه المجموعة.

في نهاية العام 2021، بدأت موران وفريقها رحلة إلى القطب الجنوبي لدراسة ظاهرة «العملقة القطبية»، حيث يكون جزء كبير من الأجناس القطبية أكبر حجماً من نظرائها في خطوط العرض الأكثر انخفاضاً. تدخل عناكب البحر في هذه الخانة أيضاً.

أثناء الغوص تحت جليد ممر «ماكموردو ساوند»، صادف عدد من الباحثين عناكب بحر عملاقة كانت منشغلة بالتزاوج على ما يبدو، فجمعوا الحيوانات بلطف ونقلوها إلى غرف المراقبة لاكتشاف طريقة تزاوجها. ثم راقبوا بحذر مجموعتَين منفصلتَين أثناء التزاوج وكانت النتائج مبهرة، فقد أنتجت الحيوانات في ما بينها آلاف البيض على شكل سُحُب جيلاتينية في محيط عنكبوت واحد كان جزءاً من مجموعة التزاوج.

على عكس عناكب البحر الأخرى التي تطبّق استراتيجية معروفة، تبيّن أن هذا النوع العملاق يضع بيضه في صخور قاع البحر.

خلال بضعة أسابيع، أصبح البيض المحفوظ مُغطّى بطبقة من الطحالب، ما جعله غير مرئي. هذا الوضع يفسّر بكل وضوح سبب غيابه عن الأنظار حتى الآن، لكنه يكشف أيضاً أن الاختباء تحت الطحالب طوال ثمانية أشهر على الأقل قد يكون رهاناً أكثر أماناً من التنقل فوق سيقان الذكور الأكثر ضعفاً.

MISS 3