الأندية الإيطاليّة بين الإلغاء والاستئناف

عجلة "الليغا" إلى الدوران قريباً وتخوّف من تعرّض اللاعبين للإصابات

12 : 31

ملاعب فارغة تنتظر "عودة الروح" إليها
تتخبّط الأندية الإيطالية منذ عدة أسابيع في ما يتعلق باستئناف منافسات كرة القدم، في خضم محنتها الصحية، بعد تفشي فيروس كورونا المستجد. ولا يزال من غير المعلوم ما إذا كانت المباريات المتبقية ستقام في ظل بعض المواقف الراسخة للأندية.



تعيش إيطاليا فترة عزل كبيرة راهناً، بعد خسائرها الرهيبة في الارواح نتيجة تفشي "كوفيد-19"، لكن مديري أندية الدرجة الأولى يجدون وسائل مختلفة لايصال صوتهم.

لفترة طويلة كان معسكر رفض الاستئناف مسيطراً في ايطاليا. في 22 آذار الماضي، اعتبر ماسيمو تشيلينو رئيس نادي بريشيا أن "الموسم انتهى وكل شيء يجب ان يؤجل الى الموسم المقبل" بسبب تفشي كورونا الذي شبهه بـ"الطاعون"، معتبراً انه مستعد لعدم احضار فريقه وخسارة جميع مبارياته بحال عودة المنافسة. وكان الرئيس النافذ لتورينو أوربانو كايرو في الخط عينه: "بالنسبة لي فقد انتهى الدوري. لن يتم منح اللقب".

ومن انصار الوقف النهائي للموسم الحالي، أندية المناطق الاكثر تأثراً بالفيروس على غرار بريشيا وميلان وانتر ميلان وتورينو.

في المقابل، يقود مجموعة المطالبين باستئناف الدوري، كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لازيو، وصيف الدوري بفارق نقطة عن جوفنتوس المتصدر وحامل اللقب، علماً أن رئيس جوفنتوس أندريا أنييلي من أنصار العودة، التي أصبحت تملك الغالبية مع فريق بهذا الثقل.

ويبقى السؤال عن الموعد المجهول لاستئناف الدوري. فرئيس الاتحاد الايطالي غابرييلي غرافينا تحدث عن عدة خيارات. لكن الاكثر تردداً هو 20 ايار، حيث يمكن خوض أربع مباريات متأخرة من المرحلة 25.

معظم المراقبين يتحدثون عن ثلاثة أسابيع على الأقل من التحضير، وبالتالي يتعين ان تعاود التمارين في نهاية نيسان.

ومن هذا المنظور، يتعين على الاندية ان تستدعي لاعبيها الاجانب الذين غادروا ايطاليا، ويجب ان يبقوا لمدة 14 يوماً في حجر منزلي فور عودتهم. وفي هذا الاطار، كتبت صحيفة "كورييري ديللو سبورت" امس ان انتر ميلان، الذي غادر سبعة من لاعبيه الاراضي الايطالية، طلب منهم العودة الى ميلانو الاثنين المقبل.

لكن إذا حان وقت التفكير في المرحلة المقبلة، فان كل بيان صحافي أو حديث يكون مصحوباً بعبارة اصبحت تقليدية "عندما تسمح الظروف الصحية والسلطات بذلك". في النهاية، سيكون الفيروس هو من يقرر.

عودة عجلة "الليغا"

في مدريد، قال رئيس رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم خافيير تيباس إن عجلة "الليغا" قد تعود إلى الدوران نهاية الشهر المقبل بأحسن الاحوال، بعد انتهاء فترة العزل بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيراً الى ان الغاء الموسم الكروي "ليس خياراً".

وحذر تيباس الاندية الاسبانية من انها قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو (1.1 مليار دولار اميركي) في حال عدم اكمال الموسم، ما دفع مسؤولي كرة القدم في البلاد الى البحث عن موعد متأخر لانهاء الموسم الحالي.


خافيير تيباس رئيس "الليغا"



وقال تيباس: "السيناريوات المختلفة التي كنا نتطلّع اليها مع الاتحاد الاوروبي للعبة من اجل العودة تبدأ على الارجح في 29 ايار أو 6-7 حزيران أو 28 حزيران". لكن تيباس قال إن عودة التمارين لا يمكن ان تحصل قبل انتهاء حال الطوارئ في إسبانيا والمحددة حتى 26 نيسان الجاري. وفي حال انهاء حال الطوارئ في وقت مبكر، سترتفع حظوظ استئناف "الليغا" في أيار.

أضاف تيباس ان الغاء الموسم "ليس خياراً" نظراً للضربة الهائلة التي سيخلفها نقص الايرادات بالنسبة للاندية، علماً ان الخسارة ستبلغ 150 مليون يورو حتى لو نجحت "الليغا" بانهاء الموسم مع حضور للجماهير.

وقال: "لا نفكر على الاطلاق في أننا لن نعود الى المباريات. لا يتعلق الامر فقط بايرادات الدوري، بل بجميع الايرادات من دوري ابطال أوروبا والتي لن تحصل عليها الاندية". أضاف: "نتحدث هنا عن نحو مليار يورو إذا لم نعد الى اللعب، 300 مليون يورو إذا لعبنا وراء أبواب موصدة و150 مليون يورو اذا لعبنا مع جماهير".

وفي وقت تطمح الدوريات الأوروبية الكبرى الى معاودة نشاطها في أقرب فرصة ممكنة لتفادي كارثة مالية بسبب فيروس كورونا المستجد، حذّر مدربون ومتخصصون بدنيون من ان التسرع في ذلك سيضع اللاعبين تحت خطر الإصابات، والأندية في موقع غير متكافئ.

ومع استمرار هذا التوقف، بدأت بعض الأندية بمعاودة التمارين الجماعية خصوصاً في ألمانيا التي تعد أقل تأثراً من غيرها بالوباء.

أما غالبية الأندية، فلا تزال تعتمد حتى الآن على التمارين المنزلية الفردية أو الجماعية عبر تقنية الفيديو، في ظل القيود الواسعة المفروضة على حركة التنقل والتجمع في مختلف الدول سعياً للحد من تفشي "كوفيد-19".

ويبقى السؤال الأكبر المطروح حالياً، هو عن الوقت الذي يحتاج إليه اللاعبون لاستعادة لياقتهم البدنية الطبيعية والقدرة على خوض مباريات تنافسية، بعد فترة توقف بدأت تقترب من إتمام شهر كامل.

ويقول الاسباني خوانخو دي اوخو، مدرب اللياقة البدنية في نادي موناكو الفرنسي: "يعتمد ذلك على الفترة التي بقوا فيها في الحجر الصحي. إذا امتدت خمسة أو ستة أسابيع، سنحتاج أقله لثلاثة أسابيع قبل تأكيد إمكانية العودة للمنافسة والتقليل من خطر الإصابة".ويثير هذا الواقع التساؤلات حول ما إذا ستتمتع الأندية القادرة على استئناف التمارين قبل غيرها، بميزة تفضيلية على حساب الأندية التي اضطر لاعبوها للبقاء في الحجر لفترة أطول. وسبق للإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب نادي إيفرتون الانكليزي، أن أثار هذه المسألة في مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية الأسبوع الماضي. وقال أنشيلوتي (60 عاماً) إن "أحد أهم الامور هو ان تعاود الأندية التدريبات في الوقت ذاته من دون أي تمييز، لئلا يحصل أي منها على أفضلية على حساب الأخرى".



MISS 3