"خطوة تاريخيّة" في لاهاي تُمهّد لمحاكمة القادة الروس

02 : 00

من آثار هجوم روسي بطائرات مسيّرة على مبنى سكني في سومي أمس (أ ف ب)

في خطوة اعتبرتها كييف «تاريخية فعلاً» نحو إنشاء محكمة لمحاكمة القادة الروس، افتتح في لاهاي أمس مكتب دولي مكلّف التحقيق في الغزو الروسي لأوكرانيا. ويجمع المركز الدولي لمحاكمة جريمة العدوان ضدّ أوكرانيا (ICPA) مدّعين عامّين من كييف والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.

وتتمثّل مهمّة المكتب في التحقيق وجمع الأدلّة، ويُنظر إليه على أنه «خطوة أولى» قبل إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس عن اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو مطلب كييف. وعقد عدد من كبار المسؤولين مؤتمراً صحافيّاً في مقرّ الوكالة القضائية للاتحاد الأوروبي في لاهاي.

ومن بين هؤلاء خصوصاً المدّعي العام الأوكراني أندريي كوستين، والمدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ونائب وزير العدل الأميركي كينيث بولايت، والمفوض الأوروبي لشؤون العدل ديدييه رينديرز، وفق «يوروجست».

واعتبر كوستين أنّ افتتاح المكتب يُشكّل «إشارة واضحة إلى أن العالم متّحد وثابت على طريق محاسبة النظام الروسي على كلّ جرائمه»، فيما أكد بولايت أنّ واشنطن «فخورة بالوقوف إلى جانب شركائنا الأوروبّيين» في مقاضاة مرتكبي «الحرب العدوانية الروسية غير المشروعة ضدّ شعب أوكرانيا».

ميدانيّاً، استعادت أوكرانيا خلال أسبوع 37 كيلومتراً مربعاً في شرق البلاد وجنوبها من القوات الروسية بعد أسبوع «صعب» في إطار هجومها المضاد، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن القوات الروسية تشنّ هجوماً في مناطق أخرى على الجبهة.

وعلى الجهة المقابلة من الجبهة، أطلق الجيش الروسي هجمات في مناطق أفديفكا وماريينكا وليمان، يُضاف إليها منذ نهاية الأسبوع الماضي سفاتوفي، بحسب نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، بينما زعم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ كييف «لم تُحقّق أهدافها على أيّ محور» منذ بدأت هجومها المضادّ في مطلع حزيران، مدّعياً أنّ قواته دمّرت 16 دبابة «ليوبارد» ألمانية.

وفي أوّل تعليق له على تمرّد مجموعة «فاغنر» المرتزقة، اعتبر شويغو أن التمرّد «لم يؤثّر على عمليات القوات» في أوكرانيا، مشيداً بـ»ولاء» الجنود الذي أتاح إفشال التمرّد. بالتزامن، ادّعت أجهزة الأمن الروسية إحباط محاولة أوكرانية لاغتيال سيرغي أكسيونوف، حاكم شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، وذلك عبر زرع عبوة في سيارته، مشيرةً إلى توقيف شخص في إطار التحقيق بالمحاولة.

توازياً، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف من أن مواجهة موسكو مع الغرب ستستمرّ عقوداً، معتبراً أن صراع بلاده مع أوكرانيا قد يُصبح دائماً، في حين دعا المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تمديد اتفاقية الحبوب التي تُتيح تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى السوق العالمية والتي تنتهي مدّتها قريباً.

في غضون ذلك، أمر زيلينسكي بطرد سفير جورجيا في كييف احتجاجاً على تدهور صحّة الرئيس الجورجي الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي الذي يحمل الجنسية الأوكرانية أيضاً والذي ظهر في اليوم نفسه في تبيليسي هزيلاً للغاية. وجدّد الرئيس الأوكراني مطالبة تبيليسي بأن «تُسلّم» ساكاشفيلي إلى كييف وبـ»إنقاذ هذا الرجل».

على صعيد آخر، أعرب وزير الدفاع الصيني لي شانغفو خلال محادثات مع قائد البحرية الروسية نيكولاي يفمينوف في بكين عن أمله بتوسيع نطاق التعاون البحري مع روسيا، و»تعزيز التواصل على كلّ المستويات»، وفق بيان لوزارة الدفاع الصينية، في وقت وصلت فيه 3 سفن حربية صينية إلى نيجيريا في زيارة تندرج في إطار تنامي التعاون البحري بين البلدَين.


MISS 3