موسكو تُحقّق "نجاحات تكتيكية" وتُهدّد الغرب بـ"ردٍّ قاسٍ"!

02 : 00

جنديّان أوكرانيّان يستريحان قرب أوتشيريتني أمس (أ ف ب)

بعدما تسلّم الجيش الروسي زمام المبادرة منذ استيلائه على بلدة أفدييفكا في شرق أوكرانيا في شباط، أقرّ رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي أمس بأن الوضع على الجبهة تدهور مع شنّ القوات الروسية هجمات على طول خطّ المواجهة وتحقيقها «نجاحات تكتيكية» في مناطق عدّة، فيما يتّبع الجيش الأوكراني الأسلوب الدفاعي حتّى اللحظة.

وجاء في منشور للجنرال سيرسكي على «فايسبوك»: «في محاولته لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية واختراق خط الجبهة، ركّز العدو جهوده في مناطق عدّة، ما خلق تفوّقاً كبيراً من حيث القوات والقدرات»، مؤكداً وقوع «معارك عنيفة» على خط الجبهة خلال الأسبوع الماضي، وتحدّث عن وضع «ديناميكي» مع سيطرة أحد الطرفين على بعض المواقع ثمّ استعادة الطرف الآخر لها، وذلك لمرّات عدّة خلال يوم واحد.

وأشار إلى أنّ القوات الأوكرانية تتمكّن من «تحسين موقعها التكتيكي» في بعض المناطق، لافتاً إلى أن كوبيانسك في شمال شرق البلاد هي من بين المناطق التي يشتدّ فيها القتال وحقّق فيها الروس «نجاحات جزئية، لكن تمّ إيقافهم». وفي منطقة كراماتورسك (شرق)، تشنّ القوات الروسية هجوماً للسيطرة على بلدة تشاسيف يار. لكن سيرسكي ذكر أن «الوضع الأكثر تعقيداً» هو في منطقة بوكروفسك وكوراخوف حيث «يستمرّ القتال العنيف».

وأقرّ سيرسكي بأنّ القوات الأوكرانية انسحبت من بلدات بيرديتشي وسيمينيفكا ونوفوميخايليفكا. كما تحدّث عن «وضع متوتر» في جنوب البلاد، بينما أعلنت روسيا أمس أنها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا الواقعة شمال غرب بلدة أفدييفكا في الجبهة الشرقية والقريبة من أوتشيريتني التي اجتاحتها القوات الروسية بشكل سريع الأسبوع الماضي، حيث تُسيطر حاليّاً على معظمها، وفقاً لمراقبين.

في الأثناء، زعمت الدفاع الروسية أنها اعترضت 17 مسيّرة أوكرانية في مناطق عدّة في غرب البلاد ودمّرتها، مشيرةً إلى أن المناطق الروسية الأخيرة المُستهدفة كانت كورسك وبيلغورود وكالوغا.

توازياً، هدّدت موسكو الغرب بـ»ردٍّ قاسٍ» في حال مصادرة الأصول الروسية المُجمّدة، متعهّدةً بأن يواجه الغرب تحدّيات قانونية وإجراءات مماثلة. وأكدت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو لن تتنازل مطلقاً عن الأراضي التي احتلّتها في أوكرانيا مقابل إعادة الأصول المجمّدة.

من جهة أخرى، أمرت محكمة روسية بحبس مشتبه فيه آخر بعد اعتقال نائب لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للاشتباه في تلقّيه رشى، وفق ما ذكرت وكالة «تاس». وكشفت وثائق المحكمة أن أمراً صدر باحتجاز أنطون فيلاتوف، أحد مساعدي تيمور إيفانوف، نائب وزير الدفاع.

كما أُوقف صحافي في روسيا بتُهمة «التطرّف» والمشاركة في إنتاج مقاطع فيديو لفريق المُعارض الراحل أليكسي نافالني، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس» التي تعاون معها. وسيرغي كاريلين هو ثاني صحافي يتمّ توقيفه بناء على اتهامات مماثلة، بعد كونستانتين غابوف الذي اعتُقل السبت وكان يعمل لصالح وكالة «رويترز».

على صعيد آخر، تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لسيل من الانتقادات من المعارضة التي اتهمته بـ»التنازل» عن السيادة الوطنية بعد اقتراحه إدراج الأسلحة النووية في المناقشة الجارية حول السياسة الدفاعية الأوروبّية المشتركة، بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن تعزيز التعاون الأوروبي في مجال الدفاع سيكون بمثابة «بوليصة تأمين ثانية على الحياة» إلى جانب حلف «الناتو»، داعياً إلى «توحيد أنظمة الأسلحة على المستوى الأوروبي» بشكل أكبر.

MISS 3