"قمّة شنغهاي" تُقرّ انضمام إيران... وشي يُحذّر من "الثورات الملوّنة"

02 : 00

شاشة عملاقة في بكين تنقل كلمة الرئيس الصيني خلال قمّة شنغهاي أمس (أ ف ب)

طالب الرئيس الصيني شي جينبينغ قادة روسيا وإيران والدول المنضوية في منظمة شنغهاي للتعاون بتوثيق علاقاتهم، في وقت شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلدان هذا التكتّل على دعمها موسكو خلال تمرّد مجموعة «فاغنر» المرتزقة.

وحذّر الرئيس الصيني في كلمة أدلى بها خلال قمة افتراضية للمنظمة بضيافة الهند التي تتولّى رئاستها الدورية، الدول الأعضاء، من «الثورات الملوّنة» ومن «حرب باردة جديدة»، وقال: «علينا أن نكون يقظين للغاية حيال إثارة القوى الخارجية حرباً باردة جديدة وخلق مواجهة في المنطقة، وأن نُعارض بحزم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية (للدول الأخرى) وإثارة ثورة ملوّنة لأي سبب كان».

وشدّد شي على أن «تحقيق السلام الإقليمي والاستقرار على المدى الطويل هما مسؤولياتنا المشتركة»، وتعهد مواصلة الصين «المضي في الطريق الصحيح للعولمة الاقتصادية، ومعارضة الحمائية والعقوبات الأحادية وتوسيع مفاهيم الأمن القومي»، في ما يبدو إشارة ضمنية إلى إجراءات تقييدية اتخذتها واشنطن حيال بكين في مجالات تجارية، أبرزها التقنيات الحديثة.

وتخلّلت القمة كلمة لبوتين هي الأولى له أمام لقاء خارجي منذ تمرّد «فاغنر» على القيادة العسكرية الروسية، وأكد أن «روسيا تُقاوم بثبات وستواصل المقاومة في مواجهة الضغوط الخارجية والعقوبات والاستفزازات»، داعياً الدول الأعضاء إلى مواصلة الانتقال إلى التعامل بالعملات المحلّية، ضمن مساعيها للتخلّي عن الدولار الأميركي.

وأوضح أن منظمة شنغهاي «تلتزم التزاماً راسخاً ببناء نظام عالمي عادل ومتعدّد الأقطاب، ويستند إلى القانون الدولي والمبادئ المعترف بها عالمياً والمتمثلة في التعاون المتبادل والاحترام في ما بين الدول ذات السيادة، مع الحفاظ على الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة»، مجدّداً اتهامه الغرب بشنّ «حرب هجينة» ضدّ روسيا.

توازياً، أقرّت المنظمة انضمام إيران رسميّاً كعضو كامل، ما يرفع عدد أعضائها إلى 9. وكانت الجمهورية الإسلامية عضواً مراقباً في المنظمة منذ 2005، وفشلت آخر محاولة لانضمامها إليها في 2020 نتيجة رفض طاجيكستان حينها. لكن الدول الأعضاء عادت ووافقت في أيلول 2021 على التحاق طهران.

وإذ رحّب الرئيس الروسي بانضمام إيران إلى المنظمة ومشاركتها للمرّة الأولى كعضو كامل، دعا الدول الأعضاء إلى تسريع ملف انضمام بيلاروسيا، فيما شهدت القمة إطلاق مسار انضمام بيلاروسيا إلى المنظمة. ورأى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن العضوية الكاملة لبلاده «ستُعزّز الأمن الجماعي والوحدة وتوسّع العلاقات والتواصل».

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تتكاتف لمحاربة الإرهاب وألّا تتردّد في إدانة الدول التي تدعم الإرهاب. ووجّه مودي انتقادات مبطّنة إلى باكستان، وقال: «تلجأ بعض الدول إلى الإرهاب العابر للحدود كأداة في سياساتها»... وتمنح «ملجأ للإرهابيين».

وفيما عكس قادة مخاوفهم من الوضع الأمني في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي وعودة حركة «طالبان» إلى الحكم، حضّ مودي على العمل من أجل النهوض بأفغانستان وتقديم مساعدات إنسانية إليها، مؤكداً أنه يجب ألّا يُسمح باستخدام الأراضي الأفغانية لزعزعة استقرار جوارها.

ووقعت «دول شنغهاي» خلال القمة على بيان ختامي يحمل اسم «إعلان نيودلهي المشترك»، يدعو إلى زيادة العملات الوطنية في التعاملات التجارية بين الدول. كما جاء في الإعلان أن الدول الأعضاء تؤكد أن المنظمة ليست موجّهة ضدّ دول أخرى وأنها منفتحة على تعاون واسع.

وشدّد الإعلان على أن منظمة شنغهاي للتعاون تؤيّد احترام حق الشعوب في اختيار مستقبل ديموقراطي لتنميتهم. وأعلن البيان الختامي انتقال رئاسة المنظمة لعام 2023-2024 إلى كازاخستان.

وبعد انضمام إيران، باتت منظمة شنغهاي للتعاون التي أُنشئت في 2001، تضمّ 9 دول حاليّاً هي إضافةً إلى إيران: روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان والهند وباكستان.


MISS 3