في خطوة لافتة بالغة الدلالة على الإقرار الرسمي الفرنسي بالمرجعية الطبية للبروفيسور ديدييه راوولت في مواجهة وباء كورونا، زار الرئيس إيمانويل ماكرون أمس مدينة مرسيليا الساحليّة في جنوب فرنسا، للقاء راوولت، المدافع عن استخدام مادة الهيدروكسيكلوروكين لمعالجة مرضى فيروس "كورونا المستجدّ"، بهدف الاطلاع على مستجدّات البحث عن علاج، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.
وجرى استقبال الرئيس الفرنسي في معهد المستشفى الجامعي "إي أش أو ميديتيرانيه"، مقر عمل البروفيسور راوولت، في وقت يُكثف فيه ماكرون زياراته إلى المستشفيات من دون صحافيين، للتشاور مع الفرق الطبّية الجامعيّة المشاركة في البحوث السريريّة لتطوير علاج للفيروس القاتل، قبل التوجّه بكلمة إلى الفرنسيين مساء الإثنين.
وكان لافتاً للانتباه الحضور اللبناني ضمن إطار الفريق المعاون للبروفيسور الفرنسي، بحيث حرص ماكرون لدى وصوله إلى المعهد على توجيه التحية والتقدير لهذا الفريق وقد بدا في تسجيل مصوّر وهو يعبّر لهم عن امتنان الدولة الفرنسية للجهود التي يبذلها أعضاء الفريق الطبي المنتمي إلى عدة بلدان من بينها لبنان.
وزوّد طلاب لبنانيون متمرنون يعملون مع البروفيسور راوولت "نداء الوطن" بصورة لهم رافعين العلم اللبناني أمام "معهد المستشفى الجامعي" الفرنسي الذي يشهد إقبالاً كبيراً راهناً بسبب الاختبارات المكثّفة التي ينظّمها يومياً راوولت على علاجه الشهير للكورونا، علماً أنّه محاط بأطباء لبنانيين يصل عددهم إلى عشرة ويبذلون جهوداً شاقة منذ شهر. ويُعتبر هذا المعهد بمثابة أكبر قطب (قبل باريس) في مجال الأمراض المدارية وعلم الطفيليات في مونبلييه ومارسيليا بفضل مؤسسيه، ويشمل العدد الإجمالي للطلاب المتمرنين فيه 217 طالباً من المغرب العربي (منهم 168 من الجزائر)، 309 من أفريقيا جنوب الصحراء الفرنكوفونية، 30 من آسيا الفرنكوفونية، 19 من لبنان متواجدين هناك منذ العام 2011.
تجدر الإشارة إلى أنّ الرئاسة الفرنسيّة أعلنت أن تدابير الحجر المنزلي التي مُدّدت أخيراً حتّى 15 نيسان، ستستمرّ إلى ما بعد هذا التاريخ، فيما أسفر تفشّي وباء "كوفيد-19" في البلاد عن وفاة أكثر من 12 ألف شخص، موضحةً أنّ ماكرون سيجري قبل الإثنين "مشاورات مع عدد كبير من الجهات العامة والخاصة في فرنسا وأوروبا والعالم"، لتحضير قرارات سيجري الإعلان عنها، في ما خص مكافحة أزمة كورونا.
