اليوغا "إكسير" العقل والجسم!

00 : 00

حلّلت إحدى الدراسات الأميركية نتائج 22 تجربة عيادية مبنية على عيّنات عشوائية، واستنتجت أنّ ممارسة اليوغا قد تُحسّن جوانب متعددة من الصحة الجسدية والعقلية ضمن فئة الراشدين الأكبر سناً.

وتشير اليوغا إلى سلسلة من الممارسات التي تستهدف العقل والجسم، وتشتق في الأصل من التقاليد الهندوسية.

غالباً ما يشارك ممارسو اليوغا قصصهم المرتبطة بأثر هذه التقنية الإيجابي في صحتهم العقلية والجسدية، ولقد أثارت هذه التقارير اهتمام بعض العلماء، لذا أرادوا التأكّد من حقيقة تلك المنافع.

ولاحظت بعض الدراسات فعلاً أنّ ممارسات مختلفة من اليوغا، تستطيع تحسين الشعور العام بالراحة، فضلاً عن جوانب متنوعة من الصحة الجسدية. وكشفت سلسلة من الدراسات، في عام 2017 مثلاً، أنّ الأشخاص الذين انضمّوا إلى برامج اليوغا سجّلوا مستويات أدنى من القلق والاكتئاب.

كذلك، ذكرت دراسة من عام 2016 أنّ ممارسة اليوغا ترتبط بتراجع مخاطر الخلل المعرفي لدى الراشدين الأكبر سناً، وكان بحث قد جرى في وقت سابق من تلك السنة، واستنتج بدوره أنّ ممارسة اليوغا المكثفة على مرّ 8 أسابيع أدّت إلى تراجع أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.

وفي الفترة الأخيرة، أجرى باحثون من جامعة «إدنبرة» في بريطانيا مراجعة لتحليل نتائج 22 تجربة عيادية ارتكزت إلى عيّنات عشوائية، وكانت قد قيّمت منافع ممارسة اليوغا بالنسبة إلى كبار السن الأصحّاء.

وقد حلّلت تلك التجارب آثار برامج متنوعة من اليوغا على الراحة العقلية والجسدية معاً، علماً أنّ مدة البرامج تراوحت بين شهر واحد وسبعة، فيما دامت كل جلسة فردية بين 30 و90 دقيقة.

إمكانات هائلة

وفي مراجعة نُشرت في «المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط الجسدي»، أجرى الباحثون تحليلاً إحصائياً لتقييم مجموع النتائج التي توصّلت إليها 22 تجربة، فقارنوا المنافع المرتبطة باليوغا بتلك التي تعطيها نشاطات جسدية خفيفة أخرى، مثل المشي وتمارين الأيروبيك على الكرسي.

أمّا بالنسبة إلى الأشخاص الذين بلغ متوسط أعمارهم ستين عاماً وما فوق، فقد اكتشف العلماء أنّ ممارسة اليوغا، مقارنةً بعدم تطبيق أي نشاط، ساهَمت في تحسين توازنهم الجسدي ومرونة حركاتهم وقوة أطرافهم. وأعطَت أيضاً منافع أخرى، منها تخفيف حدة الاكتئاب، وتحسين نوعية النوم، وزيادة الحيوية. كذلك، لاحظ الباحثون أنّ كبار السن، الذين مارسوا اليوغا، اعتبروا صحتهم الجسدية والعقلية مُرضِية. وعند مقارنتها بنشاطات جسدية خفيفة أخرى، مثل المشي، تبيّن أنها كانت أكثر فاعلية في تحسين قوة أسفل الجسم ومرونته، وتخفيف أعراض الاكتئاب ضمن فئة كبار السن.

وتوضِح المشرفة الرئيسة على المراجعة، ديفيا سيفاراماكريشنان: «لا يمارس عدد كبير من كبار السن أي نشاط، ولا يتماشون مع توصيات المنظمات الصحية الدولية في ما يخصّ مستوى توازنهم وقوة عضلاتهم».

لكن قد تكون اليوغا شكلاً سهلاً وعملياً وجاذباً من النشاطات الجسدية، وبما أنّ الأدلة تشير إلى ازدياد منافعها الصحية، قد يكون الانضمام إلى برنامج يوغا خياراً مثالياً بالنسبة إلى كبار السن، الذين يريدون الحفاظ على رشاقتهم الجسدية وسلامتهم العقلية في آن.


MISS 3