مكاري: أفقر منطقة في لبنان أنجزت ما لم ينجزه أهمّ السياسيين..

إدراج موقعَين في التّبانة وجبل محسن على الخارطة السياحيّة.. نصّار: للمحافظة على العيش الواحد

20 : 32

أعلن اليوم الخميس، عن اعتمادِ "قهوتنا" و"طريق الحب والحرب" بين منطقتي التبانة وجبل محسن، كموقعَين سياحيَّين وفقاً لقرارَين صادرَين عن وزارة السياحة، برعاية وزيرَي السّياحة والإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار وزياد مكاري، اللّذين جالا في "قهوتنا" ومشاريعها وعند خط التماس السابق بين المنطقتين، بمشاركة وفد مثل السفارة البريطانية، بدعوة من جمعية "مارش"، وذلك "لاستكشاف الوحدة والمصالحة بين مقاتلي الماضي واصدقاء اليوم والغد من شبان جبل محسن وباب التبانة".


مؤتمرٌ صحافيّ

ثم عقد وزيرا السّياحة والاعلام مؤتمرا صحافيا، استهله نصار بالقول: "كانت منطقة باب التبانة في السّابق تسمى باب الذهب، وكنّا نسمع للأسف خلال الحرب معارك المحاور وأخبار الاقتتال، واليوم نحن بصدد مشاريع مؤثرة في المنطقة. أشكر الوزير على اهتمامه".


اضاف: "أنتم هنا تُطالبون بإدراج هذه المواقع على الخريطة السياحية المحلية والدولية، وطبعا يمكن الاستفادة من هذا الامر. في المناسبة أود تهنئة شباب التبانة وجبل محسن على تقبل بعضهم البعض، وقرارهم وضع لغة الحرب وراءهم فلا يتوارثها الأولاد وأولاد الأولاد، وهذا أمرٌ بالغُ الدّقّة، وبالتّالي، إنّ المحافظة على العيش الواحد والوحدة والمحبة والألفة ثوابت لا بد منها".


وتابع: "نفهم طبعاً أنّ الحرب قد تترك رواسب تحتاج الى الوقت لتنجلي نهائيا، انما دوركم مهم جدا وما تقومون به أيضا، وقد تأثرت جدا بما قدمتم من أعمال ومنتجات ومشاريع".


وقال: "إنّ طرابلس المدينة الاقتصاديّة الثانية تمرّ بظروفٍ صعبة، ونحن نعمل على خطّة نهوض اقتصادي نأمل أن تستفيدَ منه المدينة فعلاً، كما ونطمحُ إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وتأليف حكومةٍ إصلاحيّة من أولوياتها حلّ المشاكل الاجتماعيّة والاهتمام بالتربية، فالمجتمع الصالح يحتاجُ إلى التربية بجناحَيْها الرسمي والخاصّ، لينجزَ تقدماً ضرورياً. كما ولا بدّ من توفير الحوافز للبنانيين كي يكونوا منتجين".


أضاف: "يسرّني أن اعلمكم بمضمون قرار وزارة السياحة رقم 141 القاضي بإدراج قهوتنا في باب التبانة في طرابلس على الخارطة السياحية والترويج لها محلياً ودولياً. ونتوجّه إلى المؤسسات المعنية من أجل المساهمة في الترويج لها، وان تعمّم أيضاً على الادلاء السياحيّين. كما سنُعمّمها على وكالات السياحة والسفر لتكون محطة سياحية يزورها قاصدو المدينة".


وتابع: "كما أعلمكم عن مضمون القرار الخاص بدرب الحب والحرب الذي دارت فيه المعارك إبان المواجهات بين المنطقتين، ويحمل الرقم 142 والذي يدرج مسار الحب والحرب على الخارطة السياحية في طرابلس والترويج له محليا ودوليا".


وأثنى على "أجواء المحبة التي تجسدت من خلال عمل قهوتنا"، داعيا الجميع الى "التفكير بالمستقبل والتلاقي".


وقال: "هناك الكثير من الجمعيات ومن المواقع السياحية التي نضيف إليها اليوم هذين الموقعين، وإذ أتمنّى لكم جميعاً موسمَ صيفٍ مباركاً، أعلن أنّنا نشهد موسماً سياحياً جيداً في كلّ المناطق من دون استثناء، إذ اننا بصدد حركة سياحية غير اعتيادية. نحن هنا لنؤكّد أنّ طرابلس غالية علينا وندعو الجميع لزيارتها".


مكاري

من جهته، قال وزير الاعلام: "اليوم نحن بصدد نشاط مختلف كليا، إذ إنّنا أمام خطوط تماس تسببت معاركها بمآسٍ وآلامٍ بين منطقتَين في حي واحد وبلد واحد، وأمام قرار باعتمادهما مواقع سياحية، هذا أمرٌ جديد وأرى أنه متقدم جدا".


اضاف: "ما يهمنا استخلاص الدروس، فإتاحة السلام لأبنائنا أمر ممكن جداً، فمن نلتقيهم هنا من الشّباب ربما كان أفق المستقبل مسدوداً أمامهم وحدود حياتهم محدودة جغرافياً، ما يجعلُ الانفتاح أمراً أساسياً لهم اليوم، وأحاديثهم تزخر بالطموح وحبّ الحياة، فشكراً لكلّ الجهود التي بذلت وهي كبيرة ومؤثرة للغاية".


وتابع: "أعود للتأكيد أنّ وزارة الاعلام ملزمةٌ بإظهار كلّ ما هو إيجابي، وهذا مساري وعملي وهدفي في الوزارة، فنحن لسنا معنيّبن فقط بتغطية أخبار السياسيين والأحداث المتنقّلة بل يهمنا إيصال الصّورة الايجابية للبنانيين، ونعمل بجهد على ذلك. هنا مثلا، من أفقر منطقة في لبنان، أنجز عمل لم ينجزه اهم السياسيين فيه ولا اعرف إذا أرادوا ذلك فعلا".


وقال: "الناس هنا سامحوا وغفروا، وعرفوا كيف يعملون معاً، وغداً إن شاء الله يعيش أولادهم معاً. فليكن ما يحصل هنا درساً لجميع السياسيّين، ولنكُن على يقينٍ بأن البلد أكبر من الجميع".

وختم: "وهنا أيضاً أوجّه الدعوةَ للسياسيين لوضع العناد جانباً، وليذهبوا في اتجاه انتخاب رئيس، وإلا فسنذهب جميعا الى مكان سيئ للغاية، ولا أعلم إذا كان من بيدهم المفاتيح يشعرون بذلك. نتمنى أن يخرجوا من الشخصنة ويستشعروا بأن البلد لم يعد يحتمل".

MISS 3