جنى جبّور

حقنة مخصّصة للسكري تستخدم للتنحيف

د. ريتا الفرنجي: Ozempic فعّالة... والتعامل معها له شروط

10 تموز 2023

02 : 01

إنها حقن «سحرية» للتخلص من الوزن الزائد! هكذا يُعَرّف رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حقن «أوزمبك» (Ozempic)، المخصصة أساساً لعلاج مرضى السكري، الّا أنها أثبتت فعاليتها أيضاً كطريقة فعالة وواعدة في خسارة الوزن الزائد ومعالجة البدانة على حد سواء. ولكنّ طريقة التسويق لها ولا سيما عبر «تيك توك»، إذ وصلت عدد مشاهدات الكلمات المفتاحية «أوزمبك» إلى أكثر من 500 مليون، والإقبال الجنوني على هذا الدواء بحثاً عن التنحيف أثارا قلق الأطباء، ودفعهم إلى رفع الصرخة عالياً للحد من العوارض الجانبية والمضاعفات الناتجة عن عشوائية تناوله، بحسب ما تؤكده الإختصاصية في طب البدانة ومعالجة الدهون الدكتورة ريتا الفرنجي في حديثها لـ»نداء الوطن».

قبل الغوص في تفاصيل حقن «أوزمبك»، هل نسبة البدانة مرتفعة في لبنان؟

لنبدأ أولاً بتعريف البدانة؛ هي مرض مزمن من الضروري علاجه تماماً كما مشاكل الكوليستيرول والدهون الثلاثية (Triglyceride)، الضغط، السكري، أمراض القلب وغيرها... وبالتالي لا تقتصر على «الريجيم» وخسارة كيلوغرامات عدة.

يتوسع اطار هذا المرض يوماً بعد يوم، ورغم العلاجات المتاحة تستمر نسبة البدانة بالارتفاع أكثر وأكثر في العالم مسجلةً 35 في المئة. ونتوقع ارتفاعها الى 50 في المئة في السنوات العشر المقبلة. أمّا في الدول العربية، فتتصدر الكويت المرتبة الاولى، تتبعها الامارات والسعودية من ثمّ لبنان ومصر.

كيف نميز بين الشخص الذي يعاني زيادة في الوزن والآخر البدين؟

نتكلم عن زيادة في الوزن عند مَن يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديه (body mass index) بين 25 و30؛ وبين 30 و40 نعتبر الشخص بديناً، وفوق الـ40 نتكلم عندها عن البدانة الخطيرة التي تهدد حياة المريض.

ما العوامل التي يجب أن تدفع المريض للتوجه الى الاختصاصي؟

بعدما يخضع أي شخص لديه زيادة في الوزن الى فحص الدم، تُظهر نتائجه معاناته من السكري أو ضعط الدم أو الكوليستيرول أو مشاكل في الهضم وفي العظام... عندها يجب أن يستشير الطبيب لتحديد ما اذا كانت هذه المشاكل ناتجة عن وزنه الزائد.

أمّا بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيصهم بالبدانة فعلى هؤلاء طبعاً التوجه الى طبيب اختصاصي بدانة أو جرّاح بدانة، للاطلاع على العلاجات المتوافرة من جراحات تنحيف وغيرها. مع الاشارة، الى أنّ كثراً من مرضى البدانة لا يحبذون الخضوع فوراً الى الجراحة، بل يفضلون اتباع الحمية الغذائية بمساعدة الاختصاصي.

هل تفيد الحمية الغذائية مرضى البدانة؟

لا يقتصر علاجهم على الحمية فحسب، بل يترافق مع العلاج الدوائي لتقوية ارادة المريض وتحفيزه على الاستمرار. واشدد على أنّ كل برامج الحمية التي يصفها الاختصاصي مفيدة وفعالة في خسارة الوزن، شرط تخلي المريض عن العادات غير الصحية والمحافظة على الوزن الذي فقده.

في الحديث عن الحمية، تنتشر عبر مواقع التواصل أنواع «غريبة عجيبة» منها، ماذا تنصحين الرواد كي لا يقعوا ضحية هذه الفقاعات التي يزول سحرها سريعاً؟

هذه الحميات «يلي ع الموضة» هي المسؤولة عن زيادة البدانة في العالم أجمع، خصوصاً أنها تبعدنا عن عادات الأكل الصحية، وفي حال خسر من اتبعها القليل من الوزن، بالتأكيد سيعاود اكتساب المزيد منه عندما يتوقف عنها.

لننتقل الى حقن «أوزمبك» التي غزت مواقع التواصل كعلاج «سحري» للنحافة. ماذا عن هذا الدواء؟

ينتمي أوزمبك إلى فئة من الأدوية تسمى «ناهضات الببتيد-1» الشبيهة بـ»الغلوكاغون» والتي تعمل عن طريق الارتباط بمستقبلاتGLP-1 التي تحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس لخفض السكر في الدم، كما يساعد على تقليل كمية السكر التي يفرزها الكبد، ويبطئ خروج الطعام من المعدة. ويساعد الجمع بين هذه التأثيرات على خفض مستويات السكر التراكمي A1C والسكر في الدم، وفي تقليل الشهية من خلال تأثيره على مسارات الجوع والشبع داخل الدماغ. وصنع حديثاً، دواء Wegovy يحمل تركيبة «أوزمبك» (Semaglutide) نفسها (بجرعات أعلى) وخصص لخسارة الوزن فحسب، وبالتالي تم تقسيم الدواءين وتحديد وجهة استعمالهما لأغراض تجارية بحتة.

تكمن المشكلة في الطريقة التي يتم الترويج لهذا الدواء عبر «تيك توك» بشكل خاص، والاقبال الهستيري عليه بطريقة عشوائية من قبل أشخاص يسعون مثلاً للتخلص من 3 كيلوغرامات تحضيراً لموسم الصيف، من دون حتّى استشارة أي مختص. كذلك، بعض مرضاي يطلبون مني الوصفات الطبية (لا يمكن الحصول على «أوزمبك» من دونها) لأصدقائهم... هذه كارثة، وهذا الأمر مرفوض رفضاً قاطعاً. من المعيب أن نتعامل نحن اللبنانيين الذين نتغنى بثقافتنا الطبية بهذا الاسلوب مع هذه الحقن.

ما العوارض الجانبية لـ»أوزمبك»؟

الغثيان والقيء، التهاب في البنكرياس، آلام في الرأس والحساسية... عند الشعور بأي منها يجب مراجعة طبيبك لانه المسؤول عن العلاج الذي وصفه، ومدة تناوله وكمية الجرعات اللازمة وذلك نسبةً لفحص الدم لكل مريض.

مَن يُمنع من استعماله؟

من ينوي خسارة 5 كيلوغرامات فحسب، من هم تحت سن الـ 16، من يعاني من مشاكل صحية، من لديه تاريخ مرضي في عائلته مع سرطان الغدد أو البنكرياس والمرأة الحامل والمرضعة.

هل نتائج «أوزمبك» واعدة؟

يساعد في التخلص من 15 في المئة من الوزن الزائد، ويمكن القول إنّ هذا الدواء حقق فرقاً في علاج البدانة، حتى ان الذين خضعوا للجراحات واكتسبوا الوزن من جديد يمكننا معالجتهم من خلاله.

وأخيراً، اشدد على أنّ نتائجه واعدة، لكنه ليس بحقنة سحرية ستخلصكم من وزنكم الزائد اذا اتخذ من دون متابعة طبية، كما انه مسؤول عن اكتساب الوزن في حال تم التوقف عن استعماله بطريقة عشوائية.


MISS 3