قصّة رجلٍ لازمته الحازوقة طوال 68 سنة

02 : 00

في معظم الحالات، تكون الحازوقة حالة مزعجة، وهي عابرة لحسن الحظ. لكنها قد تدوم لأيام في بعض الحالات الحادّة.

لكن في المرة المقبلة التي تتعامل فيها مع هذه الشهقات اللاإرادية المتلاحقة، فكّر برجل اسمه تشارلز أوسبورن: إختبر هذا الأخير حالة اجتماعية مزعجة طوال 68 سنة!

في 13 حزيران 1922، حين كان أوسبورن يعمل في شبابه داخل مزرعة في نبراسكا، أصيب بالحازوقة أثناء وجوده أمام خنزير واستمرت لديه حتى العام 1990. لكن ما هو السبب الأصلي للحازوقة وكيف يمكن إيقافها؟ يبدو أنها تبدأ في مسار عصبي اسمه «القوس الانعكاسي». تشمل هذه التجربة الجسدية انقباضاً لاإرادياً للعضلات التنفسية، وانغلاقاً مفاجئاً للفتحة الواقعة بين الأحبال الصوتية (منطقة «لسان المزمار»)، ما يؤدي إلى صدور صوت الحازوقة المعروف.

تتعدد العوامل التي تنتج الانقباضات المُسببة للحازوقة، مثل الإفراط في الأكل أو شرب الكحول، أو ابتلاع الهواء أثناء المضغ، أو أخذ بعض الأدوية، أو حتى الحماس والضحك.

قد تظهر الحازوقة وحدها أو تترافق مع إيقاعات منتظمة، فيتراوح عددها بين 4 و60 في الدقيقة. لا نعرف الكثير عن سبب ظهورها، لكنها تصيب الجنين في رحم أمّه أيضاً، ما يشير إلى أنها تُحضّر العضلات للتنفس.

يمكن اللجوء إلى علاجات شائعة مثل شرب المياه الباردة أو غرغرة الفم بها، والتنفس في كيس ورقي، وحبس الأنفاس، أو حتى التنويم المغناطيسي أو الوخز بالإبر. لكن لا شيء يثبت أنها تدابير فاعلة أو آمنة.

قد يكون العلاج الواعد الوحيد في هذا المجال عبارة عن قشّة خاصة طوّرها عالِم أعصاب في السنوات الأخيرة واسمها HiccAway. في مجموعة من التقييمات السابقة، استفاد 90% من الأشخاص من هذا الابتكار أكثر من العلاجات المنزلية الأخرى، لكن تبرز الحاجة إلى إجراء دراسات أعلى جودة.

تتلاشى الحالات التقليدية من الحازوقة من دون أي تدخّل خاص. يكفي أن نتحلى بالصبر. في المقابل، يجب أن نتعامل بجدّية مع الحازوقة التي تصبح طويلة الأمد.

تشير الحازوقة المزمنة إلى النوبات المستمرة (أكثر من 48 ساعة) أو المستعصية (أكثر من شهر)، وهي لا تكون مزعجة بكل بساطة بل تُسبب الإجهاد وفقدان الوزن، وقد تشير إلى سبب كامن أكثر خطورة. قد تتعلق المشكلة باضطرابات في الجهاز العصبي، أو مرض السكري، أو جراحة معينة، أو ارتجاع معدي، أو جلطة دماغية، أو سرطان.

ستكون استشارة الطبيب ضرورية لمعالجة حالات الحازوقة المزمنة، لأن التحليلات المناسبة قد تكشف تفاصيل إضافية عن السبب. تذكر دراسة صغيرة أن 80% من المصابين بحازوقة مزمنة يعانون من اختلالات في المريء أو المعدة، ويكون ثلثا تلك الحالات قابلاً للعلاج.

لم تجمع مراجعة علاجات دوائية مقترحة لحالات الحازوقة المزمنة أدلة كافية لدعم خيار أكثر من غيره، ما يعني أن العلاج يتوقف على حالة كل فرد. يبدو أن أفضل مقاربة تقضي بتحديد سبب المشكلة الأصلي واستهدافه.

في حالة نادرة، كان استمرار الحازوقة طوال ثلاثة أسابيع المؤشر الوحيد الذي دفع مريضاً للذهاب إلى قسم الطوارئ في المستشفى. تبيّن أنه كان يتعرض لنوبة قلبية، على غرار مريض آخر أصيب بالحازوقة طوال أربعة أيام.

كذلك، أُصيب موسيقي في إنكلترا بالحازوقة طوال ثلاث سنوات تقريباً. إكتشف الأطباء أخيراً أن السبب يتعلق بورم في الدماغ ثم عالجوا المشكلة بالجراحة.

لكن لم يكن أوسبورن محظوظاً بالقدر نفسه. هو لم يجد أي علاج للحازوقة رغم استشارة عدد كبير من الأطباء. يقال إن أحدهم حاول وقفها عبر استعمال أول أكسيد الكربون والأكسجين، لكن لم يتمكن أوسبورن من التنفس بطريقة آمنة. هو احتفظ بحسّ الفكاهة على مر حياته، وتعلّم تقنية تنفّس معيّنة لتخفيف صوت الحازوقة.

في شباط 1990، توقفت الحازوقة لديه فجأةً لسبب مجهول. ثم توفي في أيار 1991، بعد سنة خالية من الحازوقة. هو اختبر حوالى 430 مليون حازوقة طوال حياته.


MISS 3