كابول و"طالبان" تتبادلان الأسرى

واشنطن: العمليّة خطوة مهمّة نحو السلام

04 : 05

معتقلو "طالبان" المُفرج عنهم من سجن باغرام (أ ف ب)

اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد بالأمس أن أوّل تبادل للأسرى بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانيّة يُشكّل "خطوة مهمّة" في عمليّة السلام والحدّ من العنف. ودعا الطرفَيْن إلى "تسريع الجهود لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في الاتفاق بين الولايات المتحدة و"طالبان" بأسرع وقت ممكن"، مشيراً أيضاً إلى أن تبادل الأسرى الآن أهمّ أكثر من أي وقت بسبب التهديد الذي يُشكّله انتشار فيروس "كورونا المستجدّ".

كذلك، أشارت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في وقت لاحق إلى أن خليل زاد سافر إلى قطر لعقد اجتماعات جديدة مع ممثلي "طالبان" في شأن التغلّب على "التحدّيات المحيطة بالاتفاق".

ووقّعت واشنطن مع "طالبان" اتفاقاً في 29 شباط في الدوحة، تعهّدت الولايات المتحدة بموجبه سحب القوّات الأجنبيّة من أفغانستان خلال 14 شهراً، شرط أن تبدأ الحركة مفاوضات مع كابول في شأن مستقبل البلاد مع ضمانات أخرى. ويقضي الاتفاق الذي لم تكن الحكومة الأفغانيّة طرفاً فيه، بمبادلة 5 آلاف من عناصر "طالبان" المسجونين بألف من أفراد قوّات الأمن الأفغانيّة، وهو ما كان يُشكّل نقطة أساسيّة في الاتفاق الثنائي.

وكان يُفترض أن يتمّ الإفراج عن الأسرى بحلول 10 آذار ما يُتيح بدء محادثات بين "طالبان" والحكومة الأفغانيّة، لكن العمليّة شابتها مشكلات عدّة.

فقد أعلنت كابول أن "طالبان" تُطالب بالافراج عن 15 "من كبار قادتها"، فيما اتهم المتمرّدون الحكومة الأفغانيّة بإضاعة الوقت بشكل غير مبرّر.

والتقى وفد من "طالبان" الحكومة الأسبوع الماضي لبحث صفقة شاملة لتبادل الأسرى، لكنّه انسحب من المحادثات بعدما بدأ مسؤولون بالافراج عن أسرى تدريجيّاً فقط.

وبحسب اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، فإنّ "طالبان" أفرجت الأحد عن 20 عنصراً من القوّات الأمنيّة الأفغانيّة كانوا أسرى لديها. وجاءت هذه الخطوة بعدما أفرجت الحكومة الأفغانيّة الأسبوع الماضي عن مئات الأسرى من المتمرّدين الإسلاميين.

وقال رئيس اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في أفغانستان خوان بيدرو شيرير في تغريدة: "لقد سهّلنا الإفراج عن 20 عنصراً من قوّات الدفاع والأمن الأفغانيّة الذين احتجزتهم "طالبــان" ونقلتهم إلى مكتب الحاكم في قندهار"، في حين كشفت "طالبان" لوكـــالة "فرانــس برس" أن قرارها الافراج عن مجموعة الأسرى تلك "كان خطوة حسن نيّة لتسريع عمليّة تبادل الأسرى".

من ناحيتها، أعلنت السلطات الأفغانيّة أنها أفرجت حتّى الآن عن 300 معتقل من حركة "طالبان" لا يُشكّلون خطراً كبيراً، بعدما تعهّدوا عدم العودة إلى القتال، مشيرةً إلى أنّها أخذت بالاعتبار في قرارها أعمارهم وصحّتهم وما تبقّى من محكوميّتهم.

وبين من أُفرج عنهم شمس الرحمن (26 عاماً) من إقليم باغرام في ولاية بروان قرب كابول، الذي أوضح أنّه أُفرج عنه من سجن باغرام الأربعاء الماضي بعدما أمضى عقوبة أكثر من 5 سنوات كان فيها إلى جانب مقاتلي تنظيم "داعش" وعناصر من "طالبان" وتجّار مخدّرات.

وروى الرحمن لوكالة "فرانس برس" قائلاً: "الأربعاء، أعطانا مسؤولو السجن ثياباً جديدة وتمّ الإفراج عنّي مع 99 سجيناً آخر، كما أعطونا 5 آلاف ورقة أفغاني (65 دولاراً) نقداً". وتابع: "السنوات الـ19 الماضية من الحرب أثبتت أنّه لا يُمكن أن ينتصر أحد عبر الحرب"، مضيفاً: "جميع الأفغان يجب أن يعيشوا في وحدة وسلام، ويجب أن تتوقف إراقة الدماء. لقد قدّمنا الكثير من التضحيات"، فيما أعلنت السلطات المحلّية أن الرحمن كان من عناصر "طالبان" على الرغم من أنّه ينفي أي علاقة له بالحركة الإسلاميّة.

وتُعدّ عمليّة إطلاق سراح السجناء خطوة حاسمة نحو استئناف المفاوضات في شأن مستقبل البلاد بين كابول و"طالبان" في هذا البلد الذي دمّرته الحرب طوال 40 عاماً.

لكن الحركة المتطرّفة التي تُواصل هجماتها الدمويّة على القوّات الأفغانيّة في كافة أنحاء البلاد، أكّدت أن قرارها الإفراج عن مجموعة من السجناء لا يعني استئناف المحادثات مع كابول.


MISS 3