عماد موسى

العونيون و"ورتة الـ 30 سنة"

14 نيسان 2020

09 : 00

لا يكلّ نواب ووزراء التيار البرتقالي ومسؤولوه ولا يملّون من تكرار معزوفة "ورتة الـ 30 سنة" التي يعالجون تبعاتها بخطط ومشاريع خمسية وعشرية كنخبة مجتمعية نذرت نفسها للإصلاح والتغيير، وتأسيس الدولة القوية الطاهرة النظيفة العفيفة، رافعين أي شكل من أشكال المسؤولية عن كواهلهم محمّلينها بشكل خاص لـ"الحريرية". وعادة ما ترافق معزوفة "الـ 30 سنة"، موشحات إدانة الطبقة السياسية التي حكمت منذ العام 1990. وعلى الرغم من العداء المستحكم بين البرتقاليين والطبقة السياسية والإقطاع، فقد تحالفوا عضوياً مع الياس بك سكاف، وطوني بك فرنجيه وعطوفة المير طلال إرسلان وجلس على يمين الأب ذات يوم ميشال المر، وجلس إلى يسار الصهر الياس الفرزلي، وهم، برحمة الأمير فخر الدين، من خارج الطبقة السياسية المرذولة.

وفي الإنتخابات الأخيرة لم يجد العونيون أفضل من "الوريث سعد" ليكون رافعة لمرشحيهم في الكورة وبيروت الثانية والزهراني.

ينصّب البرتقاليون أنفسهم ديّانين للحقبات الماضية، وعند الحاجة السياسية ينكرون "الإبراء المستحيل"، و"أجراس الكنائس"، والقرار 1559، وصفحات من "الطريق الآخر"، لتبقى المعزوفة إياها صالحة لكل المنعطفات والمحطات.

جاء الحريري (الأب) إلى الحكومة العام 1992، ودخل إلى الندوة البرلمانية العام 1996، وسبقه من الـ 1990 إلى العام 1992 سليم الحص ورشيد الصلح وعمر كرامي،... ثم سليم الحص ثانية وعمر كرامي. قبل استشهاده. لا الحريري الأب كان الحاكم بأمره مالياً وسياسياً بوجود سلطة الوصاية، ولا الحريري الإبن كان الحاكم المطلق وهو المحاصر بجشع سلطوي قلّ نظيره، وبسلطة أمر واقع لا حاجة لتعداد مآثرها وتأثيرها المباشر على التنمية والسياحة واجتذاب الرساميل. وقد تولى الحريري (الإبن) رئاسة الحكومة ثلاث مرات في خلال 15 سنة من الثلاثين بين تهجير قسري وهجرة طوعية.

أحد لا يعرف كيف احتسب قادة الرأي العوني "الثلاثين عاماً"، وكأني بنوابهم الوازنين عدداً وفعالية، في كل المجالس ما بين العام 2005 وحتى انتخابات العام 2018، ما كانوا سوى شهود زور على سياسات مالية إقتصادية وما طالع "بإيدن شي". وكأني بوزرائهم في الحكومات المتعاقبة، "إلن تم ياكل ما إلن تم يحكي" فقط لأن وزارة المالية ظلّت خارج حقوقهم الطبيعية، وحاكم مصرف لبنان خارج دائرة نفوذهم والمصارف، ومنها سيدروس، خارج دائرة مصالحهم!

عندما يتحدثون عن "ورتة التلاتين سنة" تظنّ أن ريمون غجر إستلم وزارة الطاقة والمياه أمس مباشرة من محمد عبد الحميد بيضون، ولا تعود تعرف إن كانت فترة الحكم العوني المباشر، منذ العام 2016 من ضمن الثلاثين أو خارج الزمن.

"ورتة الثلاثين عاماً"، يدفع اللبنانيون ثمنها، فيما شهدت السنتان اللتان سبقتا "الثلاثين" رخاء وأمناً وازدهاراً لم يعرفه لبنان من ذي قبل.


MISS 3