حفل تدشين محطة تكرير مياه الصرف الصحي في معهد البحوث الصناعية

17 : 48

أقام المركز اللبناني الأوروبي للتحديث الصناعي ELCIM التابع لمعهد البحوث الصناعية حفل تدشين محطة تكرير مياه الصرف الصحي التي تم أنشاؤها في المعهد في حرم الجامعة اللبنانية في الحدث، بتمويل مشترك مع الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج ENI CBC Med، ضمن مشروع "MAIA-TAQA"، في حضور وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، المدير العام لمعهد البحوث الصناعية الدكتور بسام الفرنّ، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، رئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني، مدير "ELCIM" والمدير المحلي لمشروع "MAIA-TAQA" ناجي ابي زيد، وممثّلين عن المؤسسات المتخصّصة في مجال الطاقة المتجددة ومعالجة مياه الصرف الصحي.



هذا المشروع الذي استغرق تنفيذه قرابة السنة، بكلفة مئة وتسعين ألف دولار اميركي، يهدف الى تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي على الطاقة الشمسية، وتكريرِ المياه المبتذلة، واعادة استخدامها في مجال الريّ كما يمكن ان يستفيد معهد البحوث الصناعية منها لتعويض النقص في المياه.


بوشكيان

وألقى بوشكيان كلمة رأى فيها ان معهد البحوث الصناعية يخوض تجربة نوعيّة مع MAIA-TAQA في مجالات الاستثمارات الجديدة بهدف تحسين نوعية الحياة ورفع مستواها، وما يهمّ من المشروع ثلاث نقاط أساسية هي: البحث العلمي، والتطوير التكنولوجي، والابتكار.


وأكد أن ما يقدّمه المعهد و ELCIM للصناعيين اللبنانيين يعدّ من الدعائم الأساسية لتطوير الصناعة وتحديثها لجهة التوسّع وتكبير حجم الأعمال وخوض تحدّيات المنافسة والتصدير الى الأسواق الأكثر تطلّباً.


وإذ أشار الى أن نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لبنان تتجاوز الـ 90%، وهي حال الدول المحيطة بنا، نوّه بوشكيان بواضعي المشروع وبتوجّههم لدعم هذا النوع من المؤسسات، وتعريف أصحابها أكثر على البحث والابتكار.


أضاف: "بسبب ندرة الموارد الطبيعيّة في بلدان مثل لبنان، وارتفاع تكلفتها التي تنعكس على كلفة الانتاج الصناعي، وبالتالي تخفّض قدرة الصناعيين على المنافسة في الأسواق الخارجية، بادر معهد البحوث الصناعية منذ سنوات الى تبنّي سياسات ترشيد استخدام الطاقة والمياه. ووجَّه الصناعيين الى اعتماد هذه السياسات. أمّا مشروعُنا الذي نفتتحه، فهو يقوم على تشغيل محطة معالجةْ مياه للصرف الصحي على الطاقة الشمسية، وتكريرِ هذه المياه المبتذلة، وإعادة استخدامها في مجال الريّ".


من هنا، أشاد وزير الصناعة بالعلاقة المميّزة بين لبنان والاتّحاد الأوروبي، وبين المعهد والاتّحاد الأوروبي، عبر عضويّته في هيئة المختبرات الأوروبية، وتعاونه المستمر مع منظّمات ومؤسسات أوروبية ذات الصلة. ولفت الى أن الصناعة ركيزة أساسية في الاقتصاد اللبناني خصوصا في ظل المواهب الموجودة، منوّها بالدور الذي يلعبه معهد البحوث الصناعية إذ يُعدّ نقطة الانطلاق في مختلف المجالات.


كما توقّف عند الحاجة الملحة لإجراء مسح شامل للقطاع الصناعي في لبنان.


وختم بالتشديد على ان "لبنان يبقى بوجود المؤسسات الناجحة، دعامة وركيزة أساسية للاقتصاد والصناعة والعلم والابتكار والإبداع. وهذه المؤسسات هي التي تُبقي على الروابط وترسّخها مع دول الغرب المتقدّم. ويعود الفضلُ الأوّل والأساس للموارد البشرية التي تعطي القيمة المضافة وتُبدع في مجالات عملها".


الفرنّ

بدوره، أكد الفرنّ ان الجهات المعنية تعمل ضمن استراتيجية واحدة لتنمية الاقتصاد والمحافظة على البيئة، مشيرا الى أن "معهد البحوث الصناعية" يركز على إيصال الأفكار والمشاريع الجديدة الممكن البناء عليها لدعم الاقتصاد المستدام. وإذ رأى أن المشروع يندرج في هذا السياق، لفت الى ان المعهد يعمل اليوم على جمع مياه الأمطار وإعادة استعمالها، في سياسة تكاملية مع مشروع "MAIA-TAQA".


تابع: "العلاقة مع الاتحاد الأوروبي ليست جديدة، ولولا دعمهم لما كنا نجحنا في إنجاز هذا المشروع المنفذ بتمويل مشترك، وهي لن تنتهي مع انتهائه. بدأنا العمل معهم في موضوع الطاقة منذ سنوات وانجزنا مشاريع كثيرة تكمن أهميتها في الاستدامة، خصوصا اننا نلتزم دائما وفق شعار "المشروع الذي يبدأ هنا يستمر هنا".


واعتبر أن "الهدف الأساس من المشاريع المنفذة يكمن في إيصال الرسالة للمعنيين في المجال الصناعي والاقتصادي وأصحاب القرار في لبنان بأننا مع المشاريع المستدامة".


أبي زيد

وشرح أبي زيد ان MAIA-TAQAتعمل على ثلاثة محاور رئيسية والتي كان لها تأثير كبير في مجال الطاقة، معتبرا ان "المشاريع التجريبية التي انجزتها في بناء الطاقة الكهروضوئية المتكاملة، والحرارة، ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، والتي تم تنفيذها على التوالي في مصر والأردن ولبنان تعدُّ بمثابة دليل بارز على ممارساتها المستدامة.


وتطرق الى البرنامج التدريبي الذي شارك فيه أكثر من 60 طالباً ومهنياً وكان له دور فعال في نقل المعرفة والمهارات، معلناً عن اعتماد ستة مدربين من المشاركين، ما يضمن نشر الخبرات في مجال كفاءة الطاقة ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها. وكشف ان "MAIA-TAQA نجحت في تقديم منح فرعية إلى تسع شركات صغيرة ومتوسطة الحجم في مصر والأردن ولبنان، لافتا الى ان هذا الدعم أصبح ممكنًا من خلال إنشاء مكاتب متكاملة للابتكار، والتي سهلت الوصول إلى الموارد والتمويل لهذه الشركات.


ورأى أننا "نتوّج في هذا الحفل الجهود المبذولة والتأثير الذي أحدثته على قطاع الطاقة، إذ اجتمع فيها عدد كبير من الخبراء وأصحاب المصلحة والمستفيدين لتبادل المعرفة والخبرات وقصص النجاح".




وأمل ان يكون هذا الحدث بمثابة منصة للتواصل والتعاون وتبادل الأفكار، خاتما بالقول: "معًا، يمكننا مواصلة دفع الابتكار والممارسات المستدامة في قطاع الطاقة".


عقب الكلمات، تحدث الخبير في مجال الطاقة والمياه الدكتور طلال سالم عن الدروس المستفادة من مشروع "MAIA-TAQA" في معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها للحفاظ على الثروة المائية وإدارة الموارد المستدامة. وفي الختام دشّن بوشكيان المحطة وكانت جولة للحاضرين على المشروع.