ريتا ابراهيم فريد

د. باتريك لحود لمرضى القلب: تابعوا علاجكم بانتظام وتجنّبوا التوتّر

15 نيسان 2020

05 : 00

يشعر مرضى القلب اليوم أنّهم في دائرة الخطر أكثر من غيرهم. فأمراض القلب على اختلاف أنواعها، تصنّف من فئة الأمراض المزمنة التي قد تُدخل المريض في معركة شرسة مع فيروس الكورونا في حال أصيب به. وبالتالي على هؤلاء المرضى أن يحترسوا أكثر من غيرهم، وأن يأخذوا إجراءات وقائية مضاعفة.

"نداء الوطن" تواصلت مع الإختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور باتريك لحود، الذي أوضح أموراً عدة في هذا الشأن، مشدّداً على ضرورة أن يتجنّب مرضى القلب التوتّر وأن يتابعوا علاجهم بانتظام.


لماذا يزيد فيروس الكورونا من احتمال الوفاة لدى مرضى القلب؟



الكورونا يتسبّب بشكل عام بإلتهابات في الرئتين. وكل شخص يصاب بإلتهاب حاد في الرئتين يكون عرضة لمشاكل في القلب لأن الجسم سيحتاج حينها الى عمل مضاعف للقلب. وإذا كان المصاب يعاني من ضعف في القلب، سيكون هناك خلل في عمله بضخّ الكمية المطلوبة من الدم وتلبية حاجة الجسم، وهؤلاء المرضى بالتالي معرضون للمضاعفات أكثر من غيرهم.

الكورونا يمكن أن يتسبّب أيضاً بالتهابات في كل الجسم وتجمّدات في الدم، وبالتالي يتعرّض المرضى الذين يعانون من تصلب في شرايين القلب الى خطر الاصابة بأزمة قلبية.

دراسات صينية تثبت أن الكورونا قد يتسبّب في ارتفاع أنزيمات القلب مع أو من دون تغيّرات في تخطيط القلب لحوالى الـ7% من الناس، وقد يؤدي أيضاً الى تسمّم في كل الجسم مع هبوط حاد في الضغط لحوالى الـ8 % من الناس، وقد يتسبب بمشاكل في كهرباء القلب لحوالى الـ16% من الناس.

تجدر الإشارة الى أنّ هذا الفيروس ممكن أن يتسبّب أيضاً بما يعرف بجلطة رئوية في بعض الحالات.


أمراض القلب مختلفة ومتنوّعة. هل الجميع معرّض للأسوأ بسبب كورونا؟

هناك أنواع كثيرة من أمراض القلب، ولا تندرج جميعها تحت خانة الخطورة ذاتها. المرضى المعرّضون أكثر من غيرهم لمضاعفات الكورونا في حال الإصابة هم من يعانون من تصلّب في شرايين القلب، ومن يعانون من بعض المشاكل الخلقية في القلب، ومن لديهم مشاكل في عضلة القلب. كما أنّ من يعانون من ضعف في عضلة القلب هم الأكثر عرضة لخطورة الكورونا، لأنّ الفيروس يستقرّ على المتلقّي ACE2 recepteur ، كي يتمكّن من مهاجمة الخليّة. ونسبة هذا المتلقّي تكون في العادة مرتفعة لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في العضلة، وبالتالي تكون الخطورة عليهم أكبر.

كما تجدر الإشارة الى أنّ مشاكل القلب تزداد مع التقدم في العمر، وفي معظم الاحيان يعاني هؤلاء المرضى من أمراض مزمنة أخرى مثل داء السكري، ما يفسّر نسبة الوفيات الأكبر عند هذه الشريحة من الناس.



ماذا على مرضى القلب أن يفعلوا لحماية أنفسهم؟

يمكن أن نطمئن هؤلاء المرضى الى أنهم إذا ما التزموا بالبقاء في منازلهم واتخذوا الإجراءات اللازمة وتفادوا الإختلاط قدر الإمكان، سيكونون بأمان وتقلّ الخطورة عليهم. يجب أن يتابعوا علاجهم ويتناولوا أدويتهم بانتظام، وأن يتّبعوا نظاماً غذائياً صحياً، وأن يمارسوا الرياضة المناسبة لوضعهم، وأن يناموا بشكل جيد. وعليهم بالطبع أن يتواصلوا مع الطبيب في حال شعروا بأيّ عارض.





بعض مرضى القلب يشعرون بتعب أو بمضاعفات صحية، لكنهم يخشون من التوجّه الى المستشفى خوفاً من انتقال عدوى الكورونا إليهم هناك. ما مدى خطورة هذا الموضوع؟



يفضّل في هذه الحالة أن يتواصل المريض مـع طبيبه، فقد يتمكن الأخير من معالجة الموضوع عبر الهاتف، وبذلك يتفادى المريـض خطر التنقل والذهاب الى المستشفى. لكن في حال طلب منه طبيبه التوجّه الى المستشفى، فهذا يعني أن خطر بقائه في المنزل أكبر من احتمال انتقال عدوى الكورونا اليه وبالطبع بهذه الحالة يجب عليه اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة التي من شأنها حمايته وحماية الآخرين. معظم المستشفيات اليوم تتخذ الاجراءات الضرورية لناحية فصل مداخل الطوارئ والأقسام الخاصة بمرضى الكورونا عن غيرها من المداخل والأقسام الخاصة بالمرضى الآخرين، وبهذه الطريقة لن يحدث اختلاط مع مرضى الكورونا.



يقال أن مريض القلب يجب أن يتجنّب التوتّر والحزن. ونحن نمرّ اليوم في فترة مليئة بالخوف والقلق. ماذا يمكن للمريض أن يفعل إذا شعر بمضاعفات صحية نتيجة توتّره؟

صحيح، فالتوتّر مؤذٍ جداً للجسم، خاصة لدى مرضى القلب. ويجب بالتالي أن يقوم المريض بتجنّبه قدر الإمكان، وأن يلهي نفسه عن متابعة مواضيع الكورونا. يمكن أن يلجأ مثلاً الى المطالعة أو الى ممارسة رياضة خفيفة. ومن الضروري أيضاً ألا يقلّل من ساعات نومه وأن يقوم بتنظيمها. هذا كله يؤدي الى تخفيف التوتر وتجنّب المشاكل الصحية.



هل هناك خطورة إذا لجأ المريض الى حبوب المهدّئات؟

من المفضّل أن يراجع مريض القلب طبيبه قبل أن يتناول أيّ دواء، كي لا يتسبّب له بمشاكل إضافية، لا سيما إذا كان المريض يتناول كمية كبيرة من أدوية القلب.



ماذا تقول لمرضى القلب الذين يعانون من التهويل اللاحق بهم؟


صحيح أنّ مرضى القلب معرّضون للمضاعفات أكثر من غيرهم، لكنّنا لا نقول ذلك من باب التهويل، بل لضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة. الأمر يتطلّب وعياً والتزاماً وسيكون كل شيء على ما يرام. تذكّروا أنّ الحجر المنزلي هو الأساس وكلمة السرّ لعبور هذه المرحلة. "الشاطر بخلّص نفسه وبخلّص عيلته، وكثرة الشطّار بتخلّص المجتمع كلّه".


MISS 3