معرض لا يشبه المعارض التي زرتموها قبلاً. لوحاته ومنحوتاته ستصطحبكم فعلاً، إلى ما وراء الألوان، إلى مكان تتأملون فيه الفن بقلبكم ومشاعركم فتغوصون في عالم آخر... عالم الفنانين ذوي الإحتياجات الخاصة من الضريرين إلى مضطربي السلوك والمصابين بالتوحد والمشاكل الإجتماعية. هذا المعرض تنظمه منصة Kreative Call (النداء الإبداعي) في نسخته الثانية غداً الخميس 27 الجاري في Rebirth Beirut ليوم واحد، وأنتم جميعاً مدعوون للمشاركة في هذا النشاط الثقافي- الإنساني، الذي يساعد على دمج هؤلاء الفنانين في المجتمع، بحسب ما أشارت إليه مؤسسة ومديرة «النداء الإبداعي» ألين كرم في حديثها إلى «نداء الوطن».
Beyond Colors (ما وراء الألوان) عنوان نشاطكم لهذا العام. ما الرسالة وراء هذه التسمية؟
يرتكز الفن عامةً، ولا سيما المعارض على حاسة البصر، فتجذب ألوان اللوحات والمنحونات المشاركين. في معرضنا، للفن طعم آخر، يأخذكم ما وراء الألوان، ولا سيما في منحوتات الضريرين التي ساعدهم في تنفيذها كارول انجا بالتعاون مع الفنانين المحترفين زينة نادر ووسام ملحم (من خلال برنامج الدمج)، فتنظرون الى أعمالهم بقلوبكم، وتصطحبكم مشاعركم الى عالمهم فتغوصون في معتقداتهم ووجهات نظرهم التي ستلمس روح كل فردٍ منكم.
عرفينا عن الفنانين المشاركين في هذا المعرض.
12 فناناً سيعرضون رسوماتهم ومنحوتاتهم؛ 3 منهم ضريرون، 5 يعانون من اضطراب في السلوك، فنان مصاب بالتوحد، و3 آخرون يعانون من المشاكل الاجتماعية، تتراوح أعمارهم بين الـ12 و30 عاماً. ويخضع هؤلاء من خلال منصتنا الى ورش عمل اسبوعية على مدار السنة، يطورون من خلالها مهاراتهم التي يبرعون فيها كل بحسب حالته بمساعدة اساتذتنا.
يذكر أنّ غالبيتهم شاركوا في معرض السنة الماضية، وكانوا جدّ متحمسين ومنكبين لانهاء اعمالهم تحضيراً لنسخة هذه السنة.
كيف تتطور المعرض بنسخته الحالية؟
نعمل في Kreative Call مع الفنانين المبدعين ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالطبع تطور عملهم عن العام الماضي اذ اكتسبوا مهارات جديدة ناتجة عن استخدامهم تقنيات مواد حديثة اضافةً الى مساعدة اساتذة محترفين. أمّا بالنسبة الى هدفنا الكامن وراء هذا النشاط، فيرتكز بشكل أساسي على دمج فنانينا في المجتمع ككل أولاً وفي المجتمع الثقافي الفني ثانياً. وفعلاً تمكنا من تطوير فكرة الدمج وايصالها الى مرحلة متقدمة جدّاً، بفضل تعاون يحصل للمرة الأولى في الشرق الأوسط، مبني على مساعدة الفنانين زينة نادر ووسام ملحم فنانينا الضريرين في منحوتاهم، فكانت النتيجة اعمالاً فنية مميزة تحاكي الروح.
لماذا اخترتم Rebirth Beirut؟
أولاً لأنها منظمة غير حكومية تساعد في انارة شوارع بيروت، وبالتالي تهدف الى خدمة المجتمع، تماماً كـOptique et vision التي ارادت في عيدها الـ75 التعاون معنا لمتابعة الفنانين الضريرين من ناحية الاختبارات الطبية التي يخضعون لها، مقدمين لنا فضاء Rebirth Beirut لتنظيم المعرض. كلنا نعمل سنوياً لتحقيق الدمج، هدفنا ورسالتنا الاساسية.
كيف يساعد الفن في الإندماج؟
من المهم للفنانين ذوي الاحتياجات الخاصة أن يظهروا فنهم للانخراط في المجتمع والشعور بأهمية دورهم فيه ولحجز مكان لنفسهم في المجال الفني. كما يؤمن هذا المعرض لهم مردوداً مالياً يساعدهم قليلاً في الاتكال على أنفسهم والعيش من عائدات اعمالهم الفنية. يُذكر أنّ نسبة من البيع ستعود الى المؤسسة التي ينتمي اليها كل فنان مشارك، لمساعدتها على الاستمرار.
هل تمكنتم من بيع الأعمال الفنية في معرض 2022؟
يهمني أن أشير الى أنّ موضوع المعرض لا يتعلق بالشق المادّي فحسب، بل هو نوع من العلاج الفعال إن كان من خلال الرسم أو النحت، ونحن نؤمن بذلك وبالتالي اذا بيعت الأعمال كان به، واذا لا فليكن.
على أي حال، بالنسبة لمبيع أعمال معرض العام الماضي، نفدت بأكملها... لأنها مميزة وفيها رسالة انسانية سامية، ما يحفز شغف الشاري. كذلك، نظمت منصتنا معرضاً في دبي في العام الجاري، الّا أنّ كثرة الاتصالات التي وردتنا في لبنان، للاستفهام عن موعد المعرض هذه السنة، شجعتنا على تنظيم آخر في بيروت، رغم أنّ هذه المسألة ليست بالسهلة، فالمعرض بحاجة الى انجاز أعمال فنية من قبل الفنانين اصحاب الهمم لنتمكن من عرضها.
هل يمكن لجميع من يرغب المشاركة في معرضكم غداً؟
طبعاً، نحن في انتظاركم جميعاً، نأمل أن تنال لوحات مبدعينا اعجابكم بعيداً عن الاستلشاق، وأن نتمكن من نقل رسالتنا لكم، لعلّنا نساهم جميعاً في تطوير مجتمعنا ليصبح راقياً.
