محمد دهشة

صيدا تبحث عن رئيس جديد لبلديّتها

27 تموز 2023

02 : 00

الخيارات الصعبة

ما زالت صيدا وأبناؤها وقواها السياسية تحت تأثير المفاجأة التي أعلنها نائب رئيس بلدية صيدا إبراهيم البساط بالاعتذار عن تولّي مهام رئاسة البلدية وفق ما كان مُتّفقاً عليه بعد قبول استقالة الرئيس محمد السعودي رسمياً من محافظ الجنوب منصور ضو.

وتنوّعت المتابعة الصيداوية بين عقد اجتماع بلدي واتصالات بقيت بعيدة من الاضواء، وقد ميّزها موقف النائب عبد الرحمن البزري المنوّه بدور السعودي، مؤكّداً في الوقت نفسه ثقته بأعضاء المجلس البلدي وقدرتهم على الإستمرار في إدارة شؤون البلدية رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها، وتراجع وضعها المالي، والتراخي الإداري الذي يُصيبها ومعظم إدارات الدولة اللبنانية.

وعقد المجلس البلدي أول اجتماع له برئاسة البساط في مبنى القصر البلدي، بحضور نحو 14 عضواً، حيث جرى تكليفه بمهام الرئيس ريثما يتمّ انتخاب بديل عنه بعدما أبلغ المشاركين تصميمه على الاستقالة تحت مبرّر الأسباب الشخصية وضيق الوقت بين التفرّغ لعمله الخاص ومهام البلدية. وكشف أحد أعضاء المجلس البلدي المشاركين لـ»نداء الوطن»، أنّ «الاجتماع كان هادئاً وقد جرى تكليف البساط بمهامه، وسط نقاش مستفيض عن أسباب اعتذاره وضرورة أن يتحمّل المسؤولية في هذه المرحلة كونه على إلمام تام بعمل الرئاسة والقيام بمهامها وقد خبرها خلال سفر السعودي إلى الخارج، وعلى اعتباره أنه على مسافة واحدة من مكوّنات المجلس البلدي والقوى السياسية، إضافة إلى إرثه العائلي الوازن».

ووفق المعلومات، لم يجر داخل الجلسة طرح أي اسم لتولي رئاسة البلدية أو النيابة، إذ إن القوى السياسية لم تتبلغ من البساط رسمياً اعتذاره، وبالتالي لم تتّخذ قرارها بعد بترشيح أي بديل توافقي أو تنافسي، وسط حرص الجميع على الحفاظ على المجلس البلدي وعدم انفراط عقده، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة مع تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة.

ومن خارج الجلسة، بدأت الأحاديث تدور عن أسماء مرشحين لنيابة الرئيس تطرح نفسها أو من قبل بعض القوى السياسية كبالون اختبار، ومن بين الأسماء التي تتردّد الدكتور عبد الله كنعان، المهندس محمد البابا والدكتور محمد حسيب البزري، فيما الأنظار تبقى شاخصة على الاجتماع الذي سيعقد في السراي الحكومي يوم الخميس في 3 آب المقبل بعدما كان مقرّراً الأربعاء في الثاني منه لارتباط المحافظ ضو بموعد مسبق.

سياسياً، أكّد البزري ثقته في قدرة أعضاء المجلس البلدي على القيام بما هو مطلوب في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تمرّ بها البلاد ومدينة صيدا تحديداً، معلناً وقوفه إلى جانبهم في أي قرار يتّخذونهُ مُرتبط بإدارة شؤون البلدية، داعياً مختلف القوى السياسية والمجتمعية إلى مساندتهم في حرية اختيارهم لرئيس ونائب رئيس للمجلس البلدي.

ويتوقع أن يعقد نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الدكتور بسام حمود لقاء مع البساط للوقوف على تفاصيل موقفه وأسباب اعتذاره، بعد التواصل الهاتفي والتمنّي عليه التفكير ملياً بهذا القرار قبل الإقدام عليه، كي لا يقع المجلس البلدي في حرج قد يؤدّي إلى خلاف أو انفراط عقده في حال لم يتم التوافق على الرئيس ونائبه قبل جلسة الخميس.


MISS 3