مايا الخوري

عادل سرحان: من يبلغ مستوى إحترافياً معيّناً لا يمكنه التراجع

22 تموز 2019

13 : 00

بدأ المخرج اللبناني عادل سرحان مسيرته في تصوير الإعلانات والأغاني المصوّرة منذ 20 عاماً، فشكّلت تجارب لتنفيذ أفكار بتقنية سينمائية طوّرت أدواته الإخراجية. بعد "بيترويت" و"خلّة وردة"، يستعدّ لتصوير فيلم أميركي، وتحضير مشروع أوروبي - لبناني - سوري مشترك. عن مشاريعه السينمائية تحدث إلى "نداء الوطن":

نمّى المخرج عادل سرحان خبراته التقنية والإبداعية بفضل التعاون لسنوات مع فنانين شكّلوا بالنسبة إليه ممراً جميلاً نحو السينما، لذا، لا يستطيع برأيه، التخلي عنهم بسهولة أو رفض طلبهم بتصوير أغانيهم، خصوصاً أن ثمة وقت فراغ بين فيلم وآخر. لذا عاد بعد غياب 5 أعوام ليجد أن "الأمور متفلتة، فلا حسيب ولا رقيب على النوعية".

وقال: "حين عرض كليب الفنان عاصي الحلاني "شو بخاف عليكي" و"لو بيسألوا" مع الوليد الحلاني وكليبيْ محمد علي وهبة عيد و "ليش غمّضوا عينيهن" للطفلة تيريزيا مرهج، عبّر جمهور السوشيل ميديا عن توقه إلى هذا المستوى الراقي المختلف عمّا هو سائد". لافتًا إلى أن "هذه الأعمال دليل إلى حضوري المستمرّ ونضالي في سبيل رقيّ المهنة، وتأكيد أن غيابي هو لتطوير قدراتي، بهدف النضوج الشخصي والتقني والمهني".


وأشار إلى أن تصويره بتقنيات سينمائية عالية هي بصمته الإخراجية في الكليب، خصوصاً أن من يبلغ مستوى إحترافياً معيّناً، لا يمكنه التراجع لأن الجمهور يراقب ويحاسب. لذا يدرس خطواته لعدم التكرار بل ليكون قدوة ويتطوّر، وها هو يستعدّ لمشاريع عربية وعالمية.

في ما يتعلق بمعالجته القضايا الإنسانية دائماً، عزا ذلك الى انتمائه للفئة الكادحة في سبيل لقمة العيش لذا يعتبر نفسه لسان مجتمعه، قائلا: "لقد طوّرت نفسي وما أكسبه هو نتيجة جهد وعناء". لافتاً إلى أنه من الطبيعي السعي إلى الماديات، إنما كسب القليل في مقابل رسالة إنسانية وإجتماعية يكون ربحاً كثيراً".


وعن تفاصيل فيلمه الأميركي المرتقب تصويره في الشهر العاشر، قال: "سيُعرض في العام 2020. يعالج قضية إنسانية مهمّة جداً. أسافر منذ 10 أعوام إلى أميركا حيث أتعاون مع جمعيات معنية بحقوق الإنسان والطفل والمرأة وبالمشكلات الإجتماعية، فتوصّلت بفضلها إلى تقديم مشروع صحيح تمت الموافقة عليه من قبل شركة إنتاج أميركية". ورداً عن سؤال عمّا يميّز الإنتاج الأميركي، قال: "يدرسون مشاريعهم بتأنٍ، ويتعاونون مع إختصاصيين لمتابعة التفاصيل، بدءاً من التقنيات وصولاً الى اختيار الممثلين المناسبين للشخصيات". لافتاً إلى الإلتزام بالوقت والنظام والهدوء وإعطاء كل جانب من التنفيذ حقّه. أمّا في لبنان، فنضطر إلى الإسراع في التنفيذ بسبب ضيق الوقت والميزانية، حتى أننا نلغي بعض التفاصيل".



أمّا اللبنانيون فيتميّزون برأيه بالإبداع والإحترافية في التقنيات، وفريق عملهم يوازي بإحترافه الأميركي والإلماني والإنكليزي، قائلا: "لدينا الثقافة الكافية إنما ينقصنا التمويل الصحيح. إلى ذلك، يحول اللااستقرار عندنا ومن حولنا دون قدرتنا على إخراج ما لدينا من طاقات".

ودعا سرحان الجهات الرسمية إلى تسهيل التصوير في لبنان بدلا من العرقلة في الأذونات والتكاليف، مطالباً بتحديد كلفة مادية رمزية مقابل التصوير في كل البلد، أسوة بما يحصل في الخارج، وذلك لأن الأعمال المصوّرة مادة تسويقية للسياحة اللبنانية.

وعمّا إذا كان يحضّر مشروعاً سينمائياً محلياً، قال: "أبحث عن نصّ كوميدي يحمل في طيّاته رسائل إنسانية واجتماعية". أمّا الفيلم الأوروبي، اللبناني، السوري المشترك، فقيد التحضير.



وبالنسبة إلى الدراما المحلية، أسف لكونها محتكرة من قبل شركات إنتاج معيّنة، تحصرها بشهر رمضان. وأضاف: "أرغب في مشروع منفّذ بتقنية سينمائية أي أن تكون كل حلقة قائمة بذاتها". لافتاً إلى أن الدراما العربية المشتركة ليست بجديدة، لذا من غير المنطقي التفرقة في الهويات، خصوصاً أن التطعيم الجميل ساهم في نشر المسلسل اللبناني والممثلين عبر القنوات الفضائية العربية. وقال: "الممثلون اللبنانيون محترفون، وبفضل روح المنافسة عند الإحتكاك بالممثلين السوريين، تغيّرت وجهة نظرهم ورؤيتهم الفنية، ما انعكس إيجاباً على مستوى الأداء. كما انعكس هذا الخليط إيجاباً أكثر على الممثلين السوريين الذين حققوا نجومية أكبر وانتشاراً أوسع، بفضل التسويق اللبناني".


MISS 3