كريم مروة

وجوه وأعلام

إستعادة لتراث المفكّر الإسلامي المصري أمين الخولي مجدِّداً في الدِّين وناشطاً في ميدانَي الأدب والمسرح

21 نيسان 2020

04 : 50

يشكل الشيخ الأزهري أمين الخولي في مواقفه الفكرية والأدبية والسياسية مدرسة جديدة وجريئة، طوّر فيها وجدد مواقف من سبقوه في الاجتهاد في الدين، على وجه الخصوص، وفي الأدب كذلك. وكانت عينه على الجهد الفكري الاصلاحي الكبير الذي خطه الشيخ محمد عبده، ودفع ثمنه. لكن عصر أمين الخولي كان أرحب من عصر محمد عبده.



كان الخولي نفسه أكثر جرأة في اقتحام أبحاث ودراسات وتفسيرات كانت قبل عصره، وخلال عصره، وفي ما بعد، مواقف تقود صاحبها إلى الاتهام بالكفر والزندقة، وتخرجه من الحياة العامة. وهذا ما أصاب الشيخ الأزهري علي عبد الرازق بسبب كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، وما أصاب طه حسين في كتابه "الشعر الجاهلي"، وما أصاب محمد خلف الله في كتابه "القصص الفني في القرآن"، وما أصاب نصر حامد أبو زيد في كتبه ودراساته حين حكمت عليه المحكمة بالتكفير وحكمت بفصله عن زوجته. لكن أمين الخولي ترك للأجيال اللاحقة مدرسة في الجرأة الأدبية والفكرية جعلت كلاً من محمد خلف الله ونصر حامد أبو زيد يتجاوزان، كل منهما على طريقته، تلك الأحكام، ويستمران في الحياة وفي الانتاج الفكري إلى آخر حياتهما.



جامعة القاهرة في الثلاثينات



غير أن الطريف في سيرة أمين الخولي أنه جمع في عمله الابداعي بين التجديد في الدين وبين التجديد في الأدب وفي اللغة وفي أساليبهما، وبين كتابة المسرح والاهتمام بالموسيقى.

ولد أمين الخولي في العام 1895 في قرية شوشاي في المنوفية. في السابعة من عمره أرسلته العائلة إلى القاهرة ليتعلم فيها علوم الدين أسوة بوالده الشيخ ابراهيم الخولي. في القاهرة عاش أمين في كنف جده، وهو شيخ أزهري. ثم أرسلوه، بسبب صغر سنه، إلى مدرسة مدنية. ثم تولى جده تحفيظه القرآن مجوداً. كما علمه مبادئ الحساب. وألحقه بعد ذلك في أحد الكتاتيب. ثم بدأ الصراع بينه وبين جده الذي أراد منه أن يلتحق بالأزهر، بينما كان هو يتطلع إلى الدراسة المدنية. وإزاء إصرار جده على موقفه، أخذ يبحث هو بنفسه عن المدرسة التي يريدها. إلى أن وجد ضالته في مدرسة مدنية هي مدرسة عثمان باشا ماهر التي تستقبل طلاباً من حفظة القرآن وممن لهم إلمام بالحساب. وقد أهلته تلك المدرسة لما كان يتمناه من الالتحاق بمدرسة "القضاء الشرعي". وهي مدرسة عالية خرجت قضاة شرعيين تلقوا تعليماً دينياً صحيحاً مع تعليم دنيوي عصري. وفي مدرسة "القضاء الشرعي" تألقت قدرات الخولي بفضل أساتذة متميزين متعددي الثقافات، ما بين ثقافة دينية راسخة وثقافة أوروبية حديثة. وكان من أهم عناصر التأثير في تكوين شخصيته في تلك المدرسة "ناظرها" عاطف بركات باشا بشخصيته الحازمة وبثقافته الواسعة. وكان أمين الخولي طالباً نشطاً متفوقاً واسع الاطلاع. كوّن مع مجموعة من زملائه جماعة أطلقوا عليها إسم "إخوان الصفا". وكانت لهم مناظراتهم ومناقشاتهم في الأدب وفي السياسة. واكتسبوا خبرة ومعارف واسعة عن طريق التبادل الفكري والمناقشات الحرة. واتجهوا لدراسة اللغات الأوروبية في مدرسة فرنسية. وعندما تخرج أمين بتفوق في العام 1920 عيّن مدرساً في نفس المدرسة وكلّف برئاسة تحرير مجلتها. وحين وقع عليه الاختيار ليشغل وظيفة "إمام المفوضية المصرية" في روما، قضى في العاصمة الايطالية ثلاث سنوات ساعدته على تعلم اللغة الايطالية وإتقانها. ثم نقل من روما إلى وظيفة في برلين إستمر فيها حتى العام 1923. وخلال السنوات الخمس التي قضاها في أوروبا تفتحت أمامه أبواب الثقافة الغربية بعلومها الطبيعية وفنونها. فأقبل عليها بنهم، لكن من دون أن يهتز اعتزازه بتراثه الثقافي العربي-الإسلامي، وبجذور إنتمائه الوطني إلى مصر التاريخ والحضارة والموقع والدور. ومن أبلغ ما قيل عنه في هذا المجال ما كتبه تلميذه الشاعر صلاح عبد الصبور.


أمين الخولي


إستأنف أمين الخولي بعد عودته من برلين التدريس في مدرسة "القضاء الشرعي". وعندما أغلقت المدرسة أبوابها في العام 1928 عيّن مدرساً في كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول – جامعة القاهرة. وظل يتدرج في وظائف هيئة التدريس فيها إلى أن أصبح أستاذاً لكرسي الأدب المصري، ثم رئيساً لقسم اللغة العربية ووكيلاً للكلية. وأصبح في العام 1953 مستشاراً لدار الكتب، ثم مديراً عاماً للثقافة. وهي كانت الادارة المنوطة بالفنون وبالثقافة في مصر. وظل في دار الكتب حتى العام 1955، حين بلغ سن التقاعد. ولم تقتصر جهوده التعليمية على الجامعة وحدها، بل تولى التدريس لسنوات طويلة في كليات جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية وكلية أصول الدين، وكذلك في معهد الدراسات العربية العليا ومعهد الدراسات الاسلامية.

إستمر أمين الخولي بعد التقاعد يتابع نشاطه كعضو في مجمع اللغة العربية وكمقرّر لإحدى لجانه. وقام بدراسات في دوائر المعارف العربية والاسلامية والباكستانية. ومثّل مصر في عدد من المؤتمرات، بدأ أولها في العام 1936 في بروكسل في مؤتمر عن الأديان، وقدم فيه بحثه عن صلة الاسلام بإصلاح المسيحية. ومثّل مصر في مؤتمرات مشابهة في تركيا في العام 1951، وفي موسكو في العام 1960، وفي بغداد في العام 1965، وفي بلدان عديدة أخرى. وأنشأ في قريته "جماعة حياة القرية"، وطبق فيها أفكاره ورؤاه لإنعاش حياة الريف إجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. وأصدر مجلته الشهيرة مجلة "الأدب" في العام 1956. على صفحات تلك المجلة تفتحت عند الخولي مواهب فنية شابة، ولقيت التشجيع والتوجيه. ونوقشت على صفحاتها قضايا وأفكار جوهرية تتصل بحياة المجتمع. واستمرت مجلة "الأدب" تصدر شهرياً حتى العام 1966. وصدر آخر أعدادها، في ظل رئاسته لتحريرها، قبيل وفاته بأيام معدودة. ولم يصدر منها بعد ذلك إلا عدد مزدوج (أبريل/نيسان ومايو/أيار) في العام 1966 خصص بأكمله لتأبينه.



صلاح عبد الصبور



هذا الملخص المكثف لسيرة أمين الخولي إستقيته من مقال لإبنته سميحة الخولي نشر في مجلة "الهلال" في عدد يوليو/تموز من العام 2003، باعتباره أقرب وأدق مصدر عن سيرة هذه الشخصية الفذة في تاريخ مصر الحديث، تاريخها الفكري والأدبي والسياسي.

إلا أن هذه التفاصيل البسيطة والسريعة لا تكفي للتعريف بأمين الخولي كمفكر، وكمصلح ومجدد في الدين، وكأديب وكعالم لغة، وككاتب مسرحي، وكمثقف بالمعنى الواسع والدقيق للكلمة. لذلك سأتوقف عند نماذج من أفكاره وآرائه، مستعيناً بآراء من عاصروه ومن قرأوه بعد رحيله.

لكن أهم ميزة يجمع عليها من كتبوا عن فكر وأدب أمين الخولي هو أنه رجل فكر يؤمن بكرامة العقل الانساني وبحريته وبقدرته على الابداع وعلى إختراق الحجب. فهو كان شجاعاً في تقديم آرائه وفي الدفاع عنها وفي الثبات عليها، حازماً في مواجهة من حاولوا التعرض لحريته في التفكير وفي التجديد وفي الابداع وفي المواقف التي كان يراها تخدم شعبه ووطنه مصر. وكان حريصاً على الالتزام بالتراث الثقافي والفكري العربي، معتزاً بالمجيد فيه من دون تقديس، متجاوزاً ما صار في ذلك التراث قديماً متعارضاً مع العصر، من دون أن يحسب حساباً لنقد من هنا أو لهجوم من هناك أو لتحريض عليه في اتجاه تكفيره من هنالك. بل هو كان قوياً وشجاعاً، لا يعرف الخوف والمهادنة في الدفاع عن أفكاره وعن أفكار من كانوا شركاء له في التجديد في الدين وفي الفكر وفي الثقافة. وكان من أبرز مواقفه في هذا الشأن دفاعه عن تلميذه محمد خلف الله في رسالته الجامعية التي حملت عنوان "الفن القصصي في القرآن".


طه حسين



أما خلف الله فيقول عن أستاذه أمين الخولي في المقدمة التي كتبها لمسرحية الخولي "الراهب المتنكر" التي نشرت في مجلة "أدب ونقد" في عدد شهر يوليو/تموز في العام 1995: "... والشيخ الخولي كان يهمه المنهج الذي يعتمد على دراسته المفردات في القرآن وكيف يدور في السياقات المختلفة وأصل المعاني في الآيات المختلفة. هذا المنهج هو الذي جعلني أتجه لتطبيق نفس المنهج في رسالة الدكتوراه الثانية عن الفن القصصي في القرآن، على أساس أن تطبيق المنهج على الألفاظ يؤدي إلى صحة تطبيقه على الموضوعات وأبرزها التي يلاحظها المرء في القرآن هي القصص القرآني. ويبدو أن الشيخ أمين الخولي قد تأثر في دراساته وأبحاثه ومنهجه بالمستشرقين الألمان، الذين عاش بينهم فترة من الزمن أثناء سفره إلى الخارج. وهذا التأثر واضح في معجم ألفاظ القرآن الكريم الذي طبعه المجمع اللغوي في جزءين. والمؤكد أن الشيخ الخولي هو واضع المعجم كله، رغم صدوره باسم المجمع اللغوي. ويعتمد هذا المنهج على حصر اللفظ وتحليل المعاني التي ورد فيها اللفظ تاريخياً، ولماذا ساد في عصر من العصور، بمعنى من المعاني دون غيرها. فالشيخ الخولي كان يفهم النصوص بفهم المفردات الواردة في النص القرآني".


محمد أحمد خلف الله




ألّف الخولي العديد من الكتب. وكتب الكثير من الأبحاث والمقالات. وكتب عدداً من المسرحيات. لكنه، إلى جانب ذلك، أنشأ مدرسة في الأدب ومدرسة في الفكر ومدرسة في الصحافة الثقافية. وفي العام 1944 أنشأ مع لفيف من أصدقائه وطلابه، عندما كان يدرس في كلية الآداب في جامعة القاهرة، "مدرسة الفن والحياة". ووضع الأستاذ للمدرسة دستوراً يستحق أن يكون من علامات الطريق في تاريخ الفكر الحر العميق المنزّه عن الأغراض. كتب يقول: الأمناء: مدرسة الفن والحياة شعارهم: كريم على نفسي. أهدافهم:

1 - ألا يكون الفن إرتزاقاً وضيعاً ولا تكسباً متجراً يخدم الشهوات والأهواء ويحمي الأصنام والأوهام، وأن يكون الفن نشاطاً وجدانياً سامياً يسعد الفرد والأمة، إذ يفي حاجتها ويحقق في الحياة الكريمة غايتها كسائر ألوان نشاطها.

2 - ألا يكون الفن نسياناً للذاتية وإهداراً للشخصية يجول في الأرجاء يرجم بالظن ويحدس بالوهــم، وأن يكون طابع شخصيتـه وصورة نفسيته، وهــو في الأقاليم المتواشجة ذو طابـع عام وراءه خصائص خاصة.

3 - ألا يكون الرأي العام الفني توجيهاً مسيطراً ولا احتطاراً متجراً ولا تهويشاً مضللاً ولا وضع يد ولا مضى زمن، وأن يكون الرأي الفني العام دقيقاً فنياً متجدداً يستعصي على الاستهواء ويحكم التقدير فيذهب الزبد جفاء ويخلد على الزمن.

4 - ألا يكون درس الأدب وتاريخه تناولاً سطحياً وتزيداً تقليدياً لما لا يساير تقدم الانسانية ورقي الحياة العقلية، وأن يكون درس الأدب وتاريخه على منهج تصححه الخبرة الانسانية بالحياة والنفس والجماعة ويمثل التقدم الانساني والرقي العقلي...".



ويعرّف الخولي الفن بأنه "التفسير الوحيد في الكون والحياة ليقف إلى جانب العلم الذي هو التفسير التجريبي للحياة، ومع الفلسفة التي هي التفسير التأملي للحياة". ويتابع في مقال آخر القول في الفن: "... والفن ثوري بطبيعته... إن الفن الذي هو فن ثائر دائماً ولا يكون إلا ثائراً. الفن بكل صنوفه فن صامت وناطق ثائر دائماً. الفن في أمسه ويومه وغده ثائر دائماً... الفن على كل لسان رجل أو امرأة ثائر دائماً. الفن عند كل سن وعمر وتجربة ثائر دائماً".

ويدافع الخولي عن حقه في التجديد، من خلال النقد، معتبراً أن النقد ضروري كالتنفس: "إن النقد من الناحية الاجتماعية - بل من الناحية الفردية أيضاً - أشبه الأشياء بالتنفس وجهازه في حياة الكائنات المادية. فتلك الأحياء التي تتنفس الهواء لا تحيا دقائق بغير تنفس ولا يصلح دمها ولا يحفظه من العناصر الضارة ولا يمده بالعناصر المصلحة إلا التنفس. وكذلك يكون تنفسها ونموها وحيويتها".


ويدافع عن فكره التجديدي انطلاقاً من إيمانه بالتطور الذي هو واحد من أهم سنن الحياة إذ يقول: "هذه الحياة ليست إلا أمواجاً متلاحقة وخطى متصلة. والتطور ليس إلا تقدم الركب وسير الجماعة لا ينقطع فيه أحد عن أحد، ولا ينفصل فيه جزء عن جزء". ويتابع في السياق ذاته: "التطور كما هو معلوم تحوّل وتغير يوائم به الكائن بين نفسه وبين تغيرات الدنيا المستمرة حوله. والكائن الصالح للحياة الذي يدرك ضرورة هذا التحوّل والتجدد ويتهيأ له ويعيّن عليه إذا ما اهتدى إلى اتجاهه. والتطور بهذا مرونة وإستجابة للمؤثرات، فمن تهيأ لها وفر على نفسه الكثير من الخسائر. ومن لم يتهيأ لها تعرض لخسارة في الوقت وفي النفس ثم تمّ التطور في حياته هو كارهاً أو راضياً... والتطور هو سنة الحياة ودستور الوجود، وكل فهم أو إبداء رأي أو تأريخ لحقيقة من الحقائق لن يصح أو يسلم إلا إذا قام على أساس من فهم تطورها ومن أين بدأت وإلى أين تتجه وما خطواتها في اتجاهها. وعلى ضوء هذا كله قد يمكن القول بشيء في مستقبلها ومصيرها، فيكون ما يقال عنها أقرب ما يكون إلى الصواب ما دام مأخوذاً من فهم صائب لماضيها وحاضرهــا واتجاه تطورها...


محافظة المنوفية



جميع هذه المقتطفات مأخوذة من مقالات للخولي في مجلته "الأدب" إنتقيتها من مقال مهم لماهر شفيق فريد نشر في مجلة "أدب ونقد" في عدد اكتوبر/تشرين الأول من العام 1996، بعنوان "الملامح الأساسية في فكر أمين الخولي".

يعتبر الخولي أن إهتمامه بالبحث في التجديد في الدين لا ينبع فقط من إيمانه بالعقل وبالتطور. بل هو يعتبر في مقال له نشر في مجلة "الرسالة" بعنوان "التجديد في الدين" أن في الدين فكرة واضحة عن التجديد تبين ناموساً كونياً وتنبه إلى سنة إجتماعية مطردة لا تتبدل، إذ ورد في الحديث "إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها...".

لم يكتف الخولي بالنشر في مجلة "الأدب". بل هو نشر مقالاته ودراساته في الأدب وفي الفكر الديني في عدد من المجلات التي كانت معروفة في عصره، وهي: "الرسالة" و"السفير" و"المقتطف" و"السياسة الأسبوعية" و"البلاغ" و"المصري" ومجلة كلية الآداب وسواها من المجلات.

أما علاقته بالمسرح فيقول الخولي في أحد مقالاته حول هذا الموضوع: "كان الابتداء بالمسرحية صدى لحب المسرح. فأول مرة دخلت فيها المسرح كانت سنة 1911. رأيت جورج أبيض في تياترو الأزبكية القديم يمثل لويس الحادي عشر. وإستولى عليّ هذا الممثل الكبير بإجادته الفائقة، ما لفتني إلى أهمية العمل المسرحي وعظمته، تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، وأن العمل الأدبي فيه أبرز منه في القصة، وبخاصة أن القصة لم تكن شيئاً يذكر...". وكانت أولى محاولاته المسرحية في العام 1913.

لكن أمين الخولي المفكر الاسلامي، المجدد والأديب والكاتب المسرحي والناقد الأدبي والباحث عن نهضة جديدة في مصر وفي العالم العربي، كان في الوقت عينه ثائراً منذ شبابه مع سواه ممن رفعوا راية تحرير مصر من المحتلين الأجانب. فكان من المشاركين في تظاهرات العام 1919 وما بعدها. ولم يتوقف عن العمل في سنوات نضجه الفكري والأدبي والسياسي في الاتجاه ذاته. وظل وفياً لكل أفكاره ومواقفه حتى اللحظة الأخيرة من حياته.


MISS 3