تواصلت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم أمس مع تبادل كلّ من الجيش و»قوّات» الهجمات على المواقع التابعة لكل جانب. وأشارت «الدعم السريع» في بيان إلى أنّ «قوّاتها الخاصة نفّذت فجر أمس، مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية في كرري أم درمان»، مُضيفة أن «الهجوم أسفر عن تدمير 3 طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدّات الحربية والمؤن ومقتل وجرح العشرات من قوات الانقلابيين». إلى ذلك أعلنت رئاسة قوات الشرطة في بيان مقتل مساعد المدير العام للإمداد الفريق عمر محمد ابراهيم حمودة «إبان أحداث قيادة قوات الإحتياطي المركزي في الخرطوم».
وأوضح الجيش السوداني في بيان أمس، أن وفده في محادثات مدينة جدّة عاد إلى السودان «للتشاور». ولفت إلى أنّ «الوفد سيكون مستعداً لمواصلة المباحثات متى ما تمّ استئنافها بعد تذليل المعوقات». وأكّدت القوات المسلّحة السودانية في بيان رغبتها في «التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهّد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب».
وكانت السعودية والولايات المتحدة أعلنتا في الأول من حزيران الماضي تعليق محادثات جدّة بين طرفي الصراع الدائر في السودان، بسبب «الانتهاكات الجسيمة» المتكررة لوقف إطلاق النار من قِبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. لكنّ البلدين اللذين يسهّلان المحادثات أبديا استعدادهما لاستئناف المباحثات حال تنفيذ طرفَي الصراع «الخطوات اللازمة لبناء الثقة».
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنّ «الإتحاد مستعدّ للنظر في استخدام جميع الوسائل المتاحة بما في ذلك التدابير التقييدية للمساهمة في إنهاء الصراع في السودان وتشجيع السلام».
وأكد في بيان أنّه «يشعر بالصدمة إزاء الوحشية وعدم الإكتراث من جانب طرفَي الصراع في السودان تجاه المدنيين». وحذّر «قادة البلاد من أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يحقّق بالفعل في جرائم تقع في دارفور»، مضيفاً أنّ الوضع مثير للقلق بوجه خاص. روايات الناجين تعكس فظائع الإنتهاكات الجسيمة التي وقعت بحق سكان دارفور قبل 20 عاماً». وشدّد على أنّنا «لن نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه». وتابع أنّ «الإتحاد الأوروبي في طليعة جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الإنسانية لضحايا الصراع في السودان».
