"يويفا" لإقامة المباريات من دون جمهور

البطولات الأوروبيّة الخمس الكبرى تضع خططها لاستئناف دوريّاتها

12 : 00

الملاعب الألمانيّة ستكون الأولى في استضافة المباريات
أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، ان البطولات المحلية في جميع انحاء القارة جاهزة لاستئناف النشاط خلف ابواب موصدة، في محاولة للحدّ من الاضرار الناجمة عن تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.



تسبب "كوفيد-19" بتعليق مختلف منافسات الرياضة حول العالم، من دون ان يستثني ذلك الغالبية العظمى من البطولات الوطنية الأوروبية والمسابقات القارية للأندية والمنتخبات التي علقت الى أجل غير مسمى. كما اضطر "يويفا" الى تأجيل موعد نهائيات كأس أوروبا 2020 الى صيف العام المقبل.

ورأى تشيفيرين أن استئناف المنافسات سيكون خطوة مهمة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية وتجنب الخسائر المالية الفادحة للبطولات، وقال: "قد يتعين علينا أن نستأنف المباريات من دون جمهور، لكن الأهم هو أن تلعب المباريات".

واعتبر تشيفيرين أنه "من المبكر القول إننا لا نستطيع إكمال الموسم. سيكون التأثير رهيباً على الأندية والبطولات. من الأفضل اللعب خلف الأبواب الموصدة بدلاً من عدم اللعب على الإطلاق". وتابع: "في مثل هذه الأوقات الصعبة من شأن ذلك أن يجلب السعادة للناس والشعور بأن الحياة الطبيعية عادت، حتى لو كانت مشاهدة المباريات عبر شاشة التلفزيون فقط". واوضح رئيس "يويفا" انه في حال عودة البطولات قريباً، فإنه يمكن لعب دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بشكل مواز، من دون وضع تاريخ محدد للنهائيين. وأكد تشيفيرين أنه لا يؤيد استمرار الموسم حتى أيلول وتشرين الأول المقبلين، لأنه "سيكون له تأثير كبير" على الموسم المقبل 2020-2021.


البطولات الكبرى



وفي هذا الاطار، وعلى رغم التخفيف الحذِر لأوامر الحجر المنزلي في بعض البلدان، لا تزال قيود الإغلاق سارية في غالبية دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا، وعلى رأسها الأوروبية مثل إنكلترا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وفرنسا، وهي دول البطولات المحلية الخمس الكبرى المتوقفة منذ أكثر من شهر.

ويبقى السؤال: ما هي الخطط لإعادة استئناف الدوريات الخمس الكبرى في "القارة العجوز"؟.

ففي إنكلترا، أكدت رابطة الدوري الممتاز مراراً وتكراراً أن هدفها إنهاء الموسم باقامة المباريات الـ92 المتبقية، لكن استمرار أزمة "كوفيد-19" يحول حتى الآن دون وضع جدول زمني محدد. وفي ظل تبقي تسع مباريات لغالبية الأندية العشرين في الدوري، تردد ان الاجتماع الذي عقدته الرابطة عبر تقنية الاتصال بالفيديو، ناقش إمكانية إنهاء الموسم في غضون 40 يوماً. وأشارت تقارير الى الأندية تبلغت ضرورة إنهاء الموسم المحلي بحلول 31 تموز، على أن يبدأ موسم 2020-2021 بحلول الأسبوع الأول من أيلول على أبعد تقدير. وثمة قبول عام بين الأندية أن استئناف الموسم سيكون خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، في ظل القيود المفروضة على التجمعات والتي يرجح ان تبقى سارية في المستقبل المنظور.

وأفاد بيان لرابطة الدوري الممتاز أنه يجري العمل على عدد من السيناريوهات المعقدة، مع مخاوف من أن الفشل في إنهاء الموسم قد يكلف الدوري أكثر من مليار جنيه استرليني (1.2 مليار دولار). في إسبانيا، تحدث رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس الأسبوع الماضي عن امكانية استئناف الموسم في أيار، لكن تصريحاته أتت قبل قرار السلطات تمديد الإغلاق أسبوعين حتى التاسع من أيار.



من إحدى مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز



وأكد تيباس أنه لا يمكن للفرق معاودة تمارينها إلا بعد انتهاء حال الطوارئ في البلاد، لكنه كان مصمماً على أن إلغاء الموسم "ليس خياراً" نظراً الى التداعيات المالية الهائلة التي ستطال الأندية بسبب توقف المداخيل. وقدر تيباس أن الإلغاء سيكلف الأندية نحو مليار يورو (1.08 مليار دولار)، محدداً ثلاثة مواعيد ممكنة لاستئناف الدوري هي 28-29 أيار، 6-7 حزيران و28-29 حزيران. ومن المتوقع أن تقام المباريات بغياب الجمهور، أقله في المراحل الأولى بعد العودة. اما في إيطاليا، فقال الاتحاد الإيطالي للعبة ان الدوري قد يستأنف "في أواخر أيار وأوائل حزيران"، معتبراً أن الفرق بحاجة الى ثلاثة أسابيع لتحضير لاعبيها من أجل استئناف الموسم بعد رفع إجراءات الإغلاق والحجر الذاتي المقرر مبدئياً في الرابع من أيار.

لكن مسؤولين صحيين حذروا من استئناف الدوري الشهر المقبل. في ألمانيا، ستعقد رابطة الدوري اجتماعاً عبر الفيديو في 23 نيسان الجاري بمشاركة الأندية الـ 36 للدرجتين الأولى والثانية، لمناقشة امكانية استئناف المباريات في أوائل أيار، وإن من دون جمهور.

وعاد اللاعبون الى التمارين مع الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، وإذا أعطت السلطات الصحية الضوء الأخضر، قد يكون الـ"بوندسليغا" أول دوري أوروبي كبير يعاود نشاطه.

لكن هناك جدل حول توافر ما يكفي من الاختبارات لكشف "كوفيد-19" والحفاظ على سلامة اللاعبين. وفي ظل حظر التجمعات العامة حتى 31 آب، تتعزز فرضية أن تقام المباريات من دون جمهور، على أن تجري الأندية اختبارات للاعبيها والمدربين والموظفين كل ثلاثة أو أربعة أيام، ويوضع في الحجر الصحي من تثبت إصابته بالفيروس وليس الفريق بأكمله، مع أمل بإنهاء الموسم بحلول 30 حزيران. ويحظى هذا التاريخ بأهمية كبيرة لأنه سيضمن نحو 300 مليون يورو (326 مليون دولار) من عائدات النقل التلفزيوني وحدها، ما قد ينقذ بعض الأندية من خطر الإفلاس. في فرنسا، تركز الأندية الفرنسية على إمكانية استئناف اللعب وإنهاء الموسم بحلول أواخر تموز، على رغم قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تمديد الإغلاق حتى 11 أيار وحظر التجمعات حتى منتصف تموز.

واستنادا الى ذلك، لن تتمكن الفرق من العودة الى التمارين قبل 11 أيار على أقل تقدير، مع سيناريو محتمل بأن يستأنف الدوري في حزيران خلف أبواب موصدة.

ووضعت رابطة الدوري لنفسها موعد 23 آب لانطلاق موسم 2020-2021، لكنها لا تزال عازمة على إكمال الموسم الحالي أولاً.



MISS 3