في مناسبة عيد الجيش الثّامن والسبعين..

العماد عون إلى العسكريّين: صمودُكم سيُفضي بلا شكّ إلى خلاصِ وطننا

08 : 51

أصدر قائد الجيش العماد جوزاف عون، اليوم الإثنين، في مناسبة العيد الثامن والسبعين للجيش، ما يلي: "أيّها العسكريون، الأولُ من آب، يومٌ كُتِبَ بأحرفٍ ناصعةٍ على صفحاتِ تاريخِنا، نستحضرُ فيهِ كلَّ عامٍ مسيرةً حافلةً بالشرف والتضحية والوفاء، خاضَها الجيشُ مُتسلّحاً بإرادةٍ لا تلينُ على مدى ثمانية وسبعين عاماً بتعقيداتها وتحدياتها. اليوم، إذ نرى المؤسسةَ العسكريةَ تُواصلُ أداءَ واجبِها في ضمانِ الأمنِ والسلمِ الأهليّ بكلّ عزم، رغم السنوات الأخيرة الحافلة بالصعوبات، والواقع المعيشيّ الذي يُلقي بثقله على العسكريّين كما على سائر اللبنانيين، ندركُ أنَّ جهودَنا وتضحياتنا ودماءَ شهدائنا وجرحانا تُبذَل دائماً في الاتجاه الصحيح، خدمةً للمصلحة الوطنية دونَ سواها.


أيها العسكريون، لقد شهد لبنان خلالَ الفترة الماضية أحداثاً متلاحقة، تركتْ تداعيات على أكثرَ مِنْ مستوى، داخليّاً وخارجيّاً، قدّمتُم خلالَها المثالَ في الإرادةِ والصمودِ والحرصِ على أرواحِ اللبنانيين، عبرَ نزعِ فتيلِ التوترِ وملاحقةِ المخلينَ بالأمنِ في مختلفِ المناطق، بأعلى درجاتِ الاحترافِ والشفافيةِ والتجردِ والانضباط، غيرَ عابئينَ بحملاتِ التجنّي والشائعات. تقفونَ ثابتينَ عندَ الحدودِ الجنوبيةِ في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيلي، كما وتُتابعونَ تنفيذَ مُهمّاتِكم العملانية بالتنسيقِ مع قوةِ الأممِ المتحدةِ الموقتة في لبنان، وفقَ القرار الدوليّ 1701 ومندرجاتِه، وتتصدّونَ لخطر الإرهابِ وتُحْبِطونَ مخططاتِه التخريبية.


في الوقتِ عينِه، تستمرُّ قيادةُ الجيش في بذلِ أقصى طاقاتِها لتخفيفِ وطأةِ الأزمةِ عن كاهلِكُم، وتحصيلِ حقوقِكم بناءً على الثقةِ الكبيرةِ التي تحظى بها المؤسسةُ العسكريةُ في الداخل، ومِن جانبِ الدولِ الصديقة. ثقةٌ تَجَلَّتْ في خطواتٍ ملموسةٍ عدة، خلالَ المرحلةِ الماضية، مِنْ بينِها المساعداتُ المقدَّمَةُ مِنْ هذهِ الدول، وكذلكَ مِنَ اللبنانيين المقيمين والمغتربين، الذين يرون في الجيشِ الضامن الأوّل لسيادةِ لبنان وأمنِه واستقرارِه.


أيها العسكريون، كونوا على ثقةٍ بأنَّ ما تبذلونَهُ مِنْ عرق ودمٍ هو السببُ الأول في بقاءِ الوطنِ الذي تهون من أجله كلّ التضحيات. تمسَّكوا بالعهد الذي قطعتموه، واعلموا أنَّ صمودَكم سيُفضي بلا شكٍّ إلى خلاص وطنِنا ونهوضِه من أزمتِه حتى يستعيد دورَه وتألُّقَه".

MISS 3