جاد حداد

Fauda... الموسم الثالث مشوّق لكنّه مبالغ فيه!

22 نيسان 2020

05 : 30

صدر الموسم الثالث من مسلسل الحركة Fauda (فوضى) ولم يخيّب آمال معجبيه. العمل من كتابة ليور راز وأفي إيساشاروف. يكون بطل القصة "دورون" وفريقه جزءاً من وحدة تدريب إسرائيلية خاصة ومُكلّفة بالعمل سراً في مناطق عربية والتجمّع في المدن والبلدات. كما حصل في أول موسمَين، تكثر العناصر الكفيلة بإثارة انتباه المشاهدين.

حقق المسلسل نجاحاً كبيراً في إسرائيل في أوساط العرب واليهود معاً. انتقد البعض البرنامج (من دون مشاهدته) باعتباره منحازاً إلى إسرائيل بكل وضوح، لكنّ الواقع مختلف. يبدو الإسرائيليون و"دورون" متوحشين في تعاملهم مع نظرائهم الفلسطينيين. بعد إلقاء القبض على عنصر من حركة "حماس" ولكمه لإجباره على مساعدتهم، يعرض الإسرائيليون أمامه صوراً التقطتها طائرة بلا طيار لمنزل والدَيه في الضفة الغربية، ثم يهددونه بقصفهما أثناء نومهما ما لم يساعدهم. لا تبدو الشخصيات العربية في هذا المسلسل أحادية الأبعاد أو شبيهة بمواصفات الإرهابيين الشائعة في معظم الأعمال. أمضى "أبو بشار" المعروف باسم "جهاد" 20 سنة في سجن إسرائيلي باعتباره عضواً متطرفاً في "الحركة"، وهو معروف بقوة تحمّله. لكنه بدأ يتعب من أجواء العنف والقتل. حين يقترب موعد إطلاق سراحه من السجن، كل ما يطمح إليه هو الاجتماع مع عائلته ومحاولة تحسين ما تبقى من حياته. لكنه يواجه سلسلة من التحولات والتقلبات التي تعيده إلى الوضع الذي أراد نسيانه.





يكون ابنه "بشار" شخصاً بريئاً آخر تحوّل إلى إرهابي قاتل بسبب العميل المتخفي "دورون". يحب "بشار" والده من كل قلبه لكنه لا يريد أن تربطه أي صلة بالحركة بل يتدرّب كي يصبح ملاكماً. هو يحلم بالفوز في مباراة مرتقبة كبرى في عمّان، الأردن، والانتقال مع حبيبته البدوية من الضفة الغربية. لكنّ مدرّب الملاكمة "أبو فادي" ليس إلا "دورون" الذي تسلل إلى الضفة الغربية ويطارد الإرهابي "أبو فازي" الذي يكون عم "بشار".

تعليقاً على المسلسل، يقول راز في مقابلة حديثة: "أظن أن الموسم الثالث يحمل جوانب أكثر ظلمة. إنها رحلة عاطفية يخوضها "دورون"، وهي أقوى من كل ما عايشه في الموسمَين السابقَين. خسر "دورون" (مجازياً) عائلته وابنه الذي يرفض التكلم معه. فيتقرّب من "بشار" الذي يصبح أشبه بابن له، لكنه يبدأ بخسارته أيضاً".

تنتقل أحداث المسلسل لاحقاً من الضفة الغربية إلى غزة، حيث يواجه الفريق الإسرائيلي تحديات أكثر خطورة لأن تنفيذ العمليات هناك أصعب بكثير. وبما أن الإسرائيليين لا يُسمَح لهم بدخول غزة، حاول فريق عمل المسلسل أن يعيد تصميم المنطقة بأفضل طريقة ممكنة. صُوّرت هذه الأحداث في جسر الزرقاء، وهي بلدة عربية إسرائيلية تقع على الشاطئ بالقرب من حيفا. بنى الجيش الإسرائيلي مجسّماً للمدينة كي يصوّر فيه فريق المسلسل، وهو يشبه الموقع الذي يستعمله الجيش الإسرائيلي للتدرب على القتال في المدن.

يفتقر جزء من مشاهد الحركة في المراحل اللاحقة من القصة إلى المصداقية، لكن يجب ألا ننسى أن هذا العمل يحمل أهدافاً ترفيهية في نهاية المطاف. في مطلق الأحوال، سيتسنى للمشاهدين أن يستمتعوا بتحولات كبرى في الأحداث وبمظاهر فوضى عارمة، لذا تكثر عناصر التشويق والحركة التي تضمن الحفاظ على اهتمام المشاهد.

في ما يخص الترجمة، هي ليست سيئة مع أنها تمرّ بوتيرة سريعة أكثر من اللزوم أحياناً، ويسهل أن ينهي المشاهدون الحلقات الاثنتي عشرة خلال أيام معدودة.

إنطلق العمل على إنتاج الموسم الرابع منذ الآن، إذ سبق وبدأ راز وإيساشاروف بكتابة السيناريو... على أمل ألا يحتاج صدوره هذه المرة إلى سنتَين جديدتَين!