طوال ستة أعوام، شكّلت ولاية الرئيس ميشال عون، لم ينزل الجنرال مرة واحدة من بعبدا إلى مقرّ مجلس الوزراء لترؤس الجلسات ولا سلفه الجنرال ميشال سليمان فعل، ولا اهتم رؤساء الحكومة المتعاقبون منذ ربع قرن، بتطبيق الفقرة الخامسة من المادة الخامسة والستين من الدستور.
لكن الرئيس ميقاتي فكّر بدل النزلة أن يطلع، مقترحاً من صرح الديمان، المقر الصيفي للبطريرك الماروني،عقد جلسة «فوق» لمجلس الوزراء قبل ظهر الثلاثاء المقبل، وهو استعمل في تصريحه تعبير «لقاء للوزراء» وبعد اللغط الذي أثاره اقتراحه أوضح أنّ طبيعة اللقاء ستكون تشاورية، فهواء الديمان العليل كفيل بتذليل المشاكل ونزع أي فتيل.
جلسة في الجبل، جلسة في إده ساندز جلسة في فقرا جلسة في بحمدون الضيعة وينقضي الوقت الصعب بعذوبة. وكم جميل أن تضع رئاسة مجلس الوزراء في تصرف أصحاب المعالي بوسطة، وكل «تلاتا» مشوار بمرافقة رونزا ووحيد جلال وأغنية «مشوار رايحين مشوار تنبرم العالم بنهار... مش مهم لوين نروح. المهم نروح المشوار».
ستكون لطرح ميقاتي ارتدادات على الساح المسيحية، ولا أستبعد أن يدعو متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة إلى جلسة إستثنائية لهيئة مكتب المجلس في دار المطرانية الكائن في حيّ السراسقة، وإن حضر الرئيس بري يترأس الإجتماع. ثمة من يعتقد أنّ أسباباً أمنية تحول دون انتقال بري إلى الأشرفية، للحريصين علـــى أمن دولته، فلتكن كاثوليكوسيـــــة الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس الخيار البديل لانعقاد مكتب المجلس.
ما أجمل مشاعر الوئام بين اللبنانيين واسستشعارهم أهمية التلاقي. وفي إطار هذا المناخ الإنفتاحي سيدعو وزير الداخلية مجلس الأمن المركزي إلى اجتماع في رعية مار ميخائيل رئيس الملائكة الكلدانية، ولا غضاضة في ممارسة نواب حاكم مصرف لبنان مهماتهم من دار طائفة الموحدين الدروز. لن تشكل الديمان إستثناء فأبواب دار الإفتاء مفتوحة لاجتماعات اللجان النيابية لمناقشة مشروع «الكابيتال كونترول» والقوانين الإصلاحية المرجوة، وإذا وفّق الله سعاة الخير والحق والجمال ربما نشهد دورة تجريبية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل شهر أيلول في إحدى قاعات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
ولتعزيز اللحمة بين المسؤولين السياسيين وقادة الأحزاب، كم سيكون رائعاً إنعقاد المكتب السياسي الكتائبي في مقر كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك بالتوازي مع ترؤس الحاج محمد رعد إجتماع كتلته في بيت الكتائب المركزي في الصيفي. والأروع أن يطلع «الإستيذ» شي جمعتين على معراب مع العيلة في عطلة آب وينزل «الحكيم» الى عين التينة ويعقد خلوة للمجلس المركزي تستمر أسبوعين!
