جورج الهاني

كلمة التحرير

يوسف برجاوي تاريخٌ رياضيّ حافل لن يُمحى برحيله

7 آب 2023

02 : 00

لا يختلف اثنان على أنّ يوسف برجاوي كان رجلاً استثنائياً في ميدان الصحافة الرياضية، وهو الذي عُرف عنه بأنه صاحب فكر منير وموقف حازم وقلم جريء لم يسلم منه الكثير من المتعاطين بالشأن الرياضيّ على مدى عقود طويلة، لكنّ أهمّ ما ميّزه عن غيره هو أنّ لا أحد من الذين انتقدهم أو هاجمهم في مقالاته ضمر له الحقد أو تمنّى له الأذى، لما كان يتمتّع به من قلب طيّب وروح مرحة وشخصية طريفة ومحبّبة قرّبته من الخصوم الرياضيين قبل الزملاء والأصدقاء.

تنقّل "أبو فراس" في الوسط الرياضي، وهو الذي بدأ مشواره لاعب كرة قدم وكرة طائرة، ثم صحافيّ رياضي تدرّج في المهنة مذ كان في الثامنة عشرة من عمره الى أن حلّت "النقلة النوعية" في العام 1974 حين أسّس القسم الرياضي في جريدة "السفير" وبقي رئيساً له حتى احتجابها في مطلع العام 2017، وقد تخلل مشواره سنوات طويلة في العمل الإداري، حيث شغل عضوية اللجنة التنفيذية للإتحاد اللبناني لكرة القدم، الى عضوية لجان عدّة في الاتحاد القارّي، هذه المسيرة الناجحة جعلته ينسج علاقات وثيقة ووطيدة بالقيادات الرياضية العربية والآسيوية والدولية سعى الى توظيفها لمصلحة الرياضة والرياضيين والصحافة الرياضية في لبنان.

تفوّق برجاوي على جميع الصحافيين والإعلاميين العرب، حيث انفرد بحضور 10 نهائيات لبطولات كأس العالم، بدأت في مونديال إسبانيا 1982 وانتهت في مونديال قطر الاخير (باستثناء مونديال المكسيك 1986)، كما حضر 10 دورات أولمبية، فكرّمه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في شهر أيار الفائت كواحد من أساطير القارّة، على هامش أعمال كونغرس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي عُقد في كوريا الجنوبية.

هو عميد الصحافيين الرياضيين في لبنان، والرئيس الفخري لجمعية الاعلاميين الرياضيين، ونال وسام الاستحقاق اللبناني الفضّي من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون تقديراً لخدماته في الاعلام الرياضي، لكنّ الألقاب لم تكن تعني له شيئاً، وهو الذي كان يردّد باستمرار، خصوصاً في مرحلة صراعه الجبّار مع المرض الخبيث قبل أن يستسلم أمامه أول من أمس السبت: "تكفيني محبّة الناس ووقوفهم الى جانبي، وما في أحلى من الوفا"...


MISS 3