مريم سيف الدين

موظّفون ملتصقون بمناصبهم

23 تموز 2019

15 : 49

كمال حايك
"تداول السلطة"مفهوم ديموقراطي أصيل. فالغالبية اللبنانية لا تفضّل تغيير المرؤوسين، والمتربعون في المناصب العليا لا يحبذون فكرة "التداول" الغريبة عن تقاليدنا. وتبدو ولايات بعض رؤساء المجالس والمدراء، وخلافاً للمنطق والقانون، من دون تحديد سقف زمني. فيما لا يشغر بعض المواقع إلا بوفاة شاغليها. وإليكم سبعة نماذج:



عبد الهادي محفوظ



عبد الهادي محفوظ: ولاية مفتوحة

المجلس الوطني للإعلام، تظن لوهلة أنه مؤسسة خاصة يرأس مجلس إدارتها عبد الهادي محفوظ. فالزميل محفوظ "المعين" رئيساً للمجلس منذ العام 2001، يناشد منذ أعوام المشرعين ويناضل من أجل منح المجلس صلاحيات في قانون الإعلام المقبل، فيتحول دوره من "استشاري" إلى "تقريري" ملزم للجميع من دون الرجوع إلى أي سلطة. يأمل محفوظ في أن يستمر في رئاسة المجلس إلى حين إقرار قانون إعلام جديد يمنحه مزيداً من الصلاحيات ولو في العام 2026 في ذكرى مرور ربع قرن على توليته! ومن يراجع مقابلات حضرة الزميل فهو كثير النق على أن الزيادات على الرواتب لا تشمل أعضاء مجلسه الكريم. إستقل يا رجل!



رياض سلامة



رياض سلامة: ولاية تجرّ ولاية

رياض سلامة والليرة توأمان. حاكم بأمر المال منذ العام 1993 وأفضل حاكم عربي (غير سياسي) للعام 2019. عاصر 4 رؤساء في ولاياته الخمس. هو الثابت والرؤساء يتغيرون كل ست سنوات أو كل تسع رئيس. وعلى الرغم من اعتراض كتل سياسية وازنة على أداء سلامة على رأس الحاكمية، وانتقاد هندساته التي أفادت مصارف "محظوظة"، إلا أن استمراريته في موقعه باتت مرادفة للإستقرار المالي، وعمليا لم يطرح اسم مرشح جدي لخلافته على رغم اشتهاء كثيرين ورغباتهم الجامحة. رياض سلامة باق باق باق حتى آب وما بعد بعد آب من العام 2023


نصري خوري


نصري خوري: عيّنوه ونسوه

منذ العام 1993عيّن نصري خوري أميناً عاماً للمجلس الأعلى السوري اللبناني الذي نصّت عليه معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين ومن مهام المجلس وضع سياسة عامة للتنسيق والتعاون بين الدولتين في المجالات كافة كما يعتمد الخطط والقرارات التي تتخذها هيئة المتابعة والتنسيق... ويجتمع المجلس الأعلى المؤلف من رئيسي البلدين ورئيسي مجلس الوزراء في البلدين ونائبيهما ورئيس مجلس الشعب السوري ومجلس "الدوما" اللبناني مرة كل سنة وعندما تقتضي الضرورة. وآخر إجتماع للمجلس الأعلى عقد في دمشق في 5 آذار 2005 وبحضور الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني اميل لحود ومشاركة رئيسي مجلسي النواب والحكومة في البلدين ونصري خوري بطبيعة الحال.


كمال حايك: يستمر ويدوم

منذ عهد مصباح الناطور، وهناك أزمة وعجز في مؤسسة كهرباء لبنان.

ومنذ تعيين المهندس كمال حايك العام 2002 رئيساً لمجلس إدارة شركة كهرباء لبنان، ومديراً عاماً، والعجز يتقدم بنجاح منقطع النظير.

يستمر عجز كهرباء لبنان منذ نحو 27 عاماً، بينما يستمر مديرها العام، كمال الحايك، في منصبه منذ العام 2002. عاصر 10 وزراء طاقة أولهم محمد عبد الحميد بيضون وآخرهم صاحبة المعالي ندى البستاني خوري ويستمر على رأس مؤسسة هي الأكثر نزفا للإقتصاد.

خاض معارك كثيرة مع العمال والمياومين ومع المواطنين في كل المناطق.

أما مجلس الإدارة المؤلف من سبعة أعضاء فبقي منه عضوان فقط. وقد يبقى الحايك وحيدا على الرغم من أن القانون 181 الذي صدر العام 2011 أعطى مهلة ثلاثة أشهر لإعادة تأسيس المجلس. الأمر الذي لم يحصل حتى تاريخه. كما أعطى ستة أشهر لتأسيس الهيئة الناظمة التي لم تبصر النور. ويستمر الحايك على رأس المؤسسة ويدوم بدوام الرضى.


محمد عبيد



محمد عبيد: مدير محسود

منذ نحو عشرين عاماً وضع المدير العام السابق لوزارة الإعلام، محمد عبيد، بتصرف مجلس الوزراء. تشكلت11 حكومة لكن لم يتصرف أي رئيس حكومة بعبيد، لا عاد إلى موقعه سالماً ولا أسندت إلى المدير العام مديرية. والجميل في الأمر أن راتب عبيد، العاطل عن العمل، ظل سارياً من دون أداء أية وظيفة، جاء القرار الظالم لمصلحة المظلوم وأراحه من أعباء الوظيفة والمسؤوليات المرتبطة. وكم من مدير يحسد عبيد على راتب بلا عمل...



معين حمزة


معين حمزة: 21 سنة في خدمة البحوث

فيما نعتقد أن العلم والتجديد متلازمان، نفاجأ بأن الدكتور معين حمزة يشغل منصب الأمين العام لـ "المجلس الوطني للبحوث العلمية" منذ العام 1998، أي منذ حوالى 21 عاماً. ما يوحي بأن حال البحوث العلمية في لبنان كحال بقية الوظائف في الدولة، حيث تحتكر المناصب لسنوات. فحتى وإن تمتع الدكتور حمزة بالكفاءة اللازمة لتوليه المنصب، لكن الأكيد أن في لبنان علماء كفوئين يستحقون التعيين في المنصب لإغنائه وإغناء مجلس البحوث بأفكارهم وطروحاتهم. فمن الجميل تعاون الخبرات والكفاءات العلمية في ما بينها من أجل تطوير البحوث العلمية، بدل قتل روحية المنافسة من خلال تخصيص المناصب لأشخاص.


طوبيا زخيا



طوبيا زخيا: انتهت ولايته واستمر

يستمر رئيس مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، طوبيا زخيا ( 79 سنة)، في منصبه بعد نحو 11 عاماً من انتهاء ولايته. والسبب عدم تعيين أعضاء جدد في مجلس الإدارة المؤلف من 26 عضواً، لم يبق منهم سوى 15عضواً معظمهم فقد صفته التمثيلية التي عين على أساسها. يروي موظفون في الضمان أن زخيا المعين منذ 16 عاماً، مقيم منذ مدة زمنية طويلة في فرنسا حيث يتلقى العلاج. لكن زخيا حضر أخيراً إلى لبنان لاستقبال وزير العمل كميل بو سليمان، والذي جال في نيسان الماضي في مقر المؤسسة المشلولة الإدارة والعاجزة عن اتخاذ قرارات، ما يقلق راحة نحو مليون ونصف المليون لبناني، تقدم لهم التغطية الصحية إضافة إلى غيرها من التقديمات الاجتماعية.


MISS 3