مايا الخوري

كارلوس عازار: الغناء شغف أشاركه مع الناس

9 آب 2023

02 : 05

مشهد من كليب "كل ما بدقلك"

بعد النجاح الذي حقّقه في أعماله التمثيلية وآخرها في «ستيلتو»، عاد الممثل والمغنّي كارلوس عازار بحماسة إلى ساحة الغناء مقدّماً أغنية «كل ما بدقّلك» (كلمات منير بو عسّاف، ألحان رافاييل جبور) التي صوّرها على طريقة الفيديو كليب في قلب الطبيعة. عن نجاح الأغنية والتمثيل يتحدث إلى «نداء الوطن».



9 سنوات غياب عن الغناء فترة طويلة جداً بعمر الفنّ، كيف استعددت للعودة خصوصاً أنها مسؤولية كبيرة لئلا تأتي خطوة ناقصة؟


صحيح أنها فترة طويلة في عالم الفنّ، لكنني أعمل من دون ضغوطات، لأنني أنتج بنفسي بدعم من شركة «يونيفرسيل» التي تتولّى التوزيع، لذلك لا أفكّر بالمدّة الزمنيّة للغياب خصوصاً أن الغناء شغفي، ويحبّ أي فنان مشاركة هذا الشغف مع الناس. نالت أغنية «كل ما بدقّلك» رواجاً كبيراً سمعاً ومشاهدةً، فكانت عودة موفّقة واكبتها تغطية جيّدة من شركة «يونيفرسيل» فحقّقت النتيجة التي خطّطت لها.







دقيق جداً في خياراتك حتّى لو طال الغياب، فكيف تضمن الاستمرارية في هذه الحال؟

من الطبيعي أن أكون انتقائياً ودقيقاً في خياراتي لأن هدفي ليس حبّ الظهور والانتشار. أنا فنّان، أعمل خصوصاً في التمثيل من أجل أن أترك بصمة، مثلما حصل في «ستيلتو». أفضّل تقديم عمل يحمل بصمة بدلاً من تقديم أعمال كثيرة من دون نكهة ولون. لا يمكنني بعد 22 عاماً تقديم عمل عشوائي، بل أنتظر الدور المناسب أو أصنع الفرصة بمكان ما على حسابي الشخصي.



تتعاون مجدّداً مع الكاتب منير بو عسّاف، هل شارك في اختيار هذه الأغنية؟

منير بو عسّاف من أبرز كتّاب الأغنية في العالم العربي، نتعاون في اقتراح المواضيع مثلما حصل في «قصة وقت» التي كانت من فكرتي وتنفيذه. نحن متفاهمان فنياً، عندما رغبت في القيام بهذه الخطوة تواصلت معه أوّلاً، لديه وجهة نظره الخاصة التي تساعدني في أمور كثيرة.

نوّعت سابقاً ما بين الرومانسية والإيقاعية، فما الذي يفرض خيارك في هذا الإطار؟

عدت بالأغنية الرومانسية لأنه يجب أن أتواجد في الموقع الذي يشبهني. ليس بالضرورة أن تكون الأغنية الرومانسية بطيئة، إذ يمكن أن تكون إيقاعية أيضاً بحسب التوزيع الموسيقي الذي يأخذها إلى أبعاد أخرى. على كلّ، أختار الأغنية التي تشبهني لأتمكّن من تحقيق النجاح فيها أداءً وانتشاراً.


جمعت الغناء والتمثيل تحت إدارة المخرج الشاب جو عازار في تجربته الأولى في الكليب، بم تميّزت صورته الإخراجية وهل تدخّلت شخصياً في تفاصيل الكليب؟

فاز جو، وهو ابن شقيقي، بجوائز في إطار إخراج الوثائقيات، وهو يتميّز بأذن إيقاعية ممتازة لذلك أحببت خوض هذه التجربة معه لأننا نفهم على بعضنا البعض. منذ طرح الفكرة وحتى لحظة التنفيذ، أبديت رأيي في التفاصيل انطلاقاً من خبرتي فقط، من دون فرض رأيي عليه. مرّ تنفيذ العمل بطريقة سلسة وقد نال إعجاب مخرجين كبار.




مع المخرج الشاب جو عازار



آخر أدوارك التمثيلية، «طارق» في «ستيلتو» ما مقوّمات نجاح هذه الشخصية؟


دور «طارق» في «ستيلتو» سلس وخفيف. يفرض واجبي كممثل فهم هذه الشخصية وهدفها لتقديمها بالسلاسة التي مرّت فيها. استطعت إحداث تغيير فيها مضيفاً نكهة تميّزها من النسخة التركية. يجب أن يضع الممثل لمسته الخاصة وإحساسه وانطباعه الخاص في الشخصية لتقديمها بنكهة مختلفة، لأنه ليس بمقلّد.


 

تحدثنا سابقاً عن إيلاء الممثل اللبناني أدواراً ثانوية مقارنة مع السوري أو المصري في الأعمال المشتركة، لكننا لاحظنا مساواة في الأهمية في «ستيلتو»، ما السبب؟


قدّمنا أعمالاً مهمّة في لبنان مثل «ثورة الفلاحين» و»وين كنتي» و»حادث قلب» و»عشرة عبيد زغار» وغيرها... تكمن المشكلة في أن الأدوار المهمّة لم تكن متوافرة في الأعمال المشتركة لأسباب عدّة لن أخوض فيها. بالنسبة إلى «ستيليتو»، جاءت الأدوار كلّها متساوية لذلك شاركت فيه، لأنه لا يمكنني رمي 22 عاماً من البطولات في لبنان من أجل المشاركة ببطولة ثانية في عمل مشترك.



لكن ما سبب تميّز الممثل اللبناني في الأعمال المشتركة أكثر من الأعمال المحلية؟


لطالما كان الممثل اللبناني متميّزاً إنما تختلف المساحة التي تُعطى له. كنّا نتلقّى فرصتنا ومساحتنا في لبنان، فانتقلت سوق الدراما إلى العمل المشترك، فأصبحت أعمالنا المحلية ضعيفة جداً نوعاً ما تضمّ ممثلين دون المستوى للأسف، لكنهم يلائمون الإنتاج المحلي فيما لم نعد نستطيع نحن العمل بهذه الطريقة. برأيي يبرع الممثل اللبناني أينما كان خصوصاً إذا تم اختيار «الممثل الصح للموقع الصح» من دون وسائط ومصالح مشتركة.



كيف تقيّم تجربتك في مسلسل «دفعة بيروت» الذي عُرض كما «ستيلتو» عبر منصّة «شاهد» وضمّ ممثلين من جنسيات عربية كثيرة؟

كان عملاً عربياً بامتياز ضمّ الكثير من الممثلين من مختلف الجنسيات العربية وطرح مواضيع شائكة فعلاً من المجتمع العربي بالفترة الزمنية التي جرت فيها الأحداث أي ستينات القرن الماضي. هو عمل ممتاز مع كاتبة ممتازة هبة مشاري حمادة ومخرج ممتاز هو علي العلي وشركة «إيغل فيلمز» التي لا تبخل بإنتاجها وتغليف العمل. بالنسبة إلى مشاركتي، أعتبر أنني حللت ضيفاً على المسلسل، وكانت مشاركة جيّدة ساهمت في انتشاري أكثر لأن المسلسل حقق ضجّة في العالم العربي.

هل ستكرّس المرحلة المقبلة لمزيد من الأعمال الغنائية أم ستسعى لتحقيق التوازن بين الغناء والتمثيل؟

لطالما فتّشت عن التوازن ما بين الغناء والتمثيل ولكن ذلك صعب، خصوصاً من دون شركة إنتاج داعمة تموّل الإنتاجات. إحتراماً لشغفي في الغناء، أحاول الاستمرار وتقديم أغانٍ من دون ضغوطات، ومن دون انتظار أي شيء من أحد، ومن دون سعي لإحياء الحفلات لأن هذا ليس هدفي الأساس. أنا فنّان يعمل من أجل فنّه، وستظهر النتيجة في مكان ما، لكن التوازن صعب خصوصاً أن عمري التمثيلي أكبر لكنني أحاول قدر المستطاع.


MISS 3