أم درمان تُحصي قتلاها... وأطباء بلا تأشيرات!

02 : 00

على أثر المعارك الضارية التي شهدتها مناطق أم درمان شمال الخرطوم وأجزاء أخرى من بحري والخرطوم، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الثلثاء، سقط 6 من ضبّاط جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع السودانية أمس. وأقرّت الأخيرة في بيان نشرته عبر «فيسبوك»، أن أشخاصاً آخرين، لم يُحدّد عددهم، لقوا حتفهم في الاشتباكات مع «الدعم السريع».

وشهدت الخرطوم عقب المعارك أمس، هدوءاً حذراً في ظلّ تحليق مستمر لطائرات الجيش الاستطلاعية وسماع دوي المضادات الأرضية بشكل متقطع، فيما كانت «الدعم السريع» قد أعلنت الثلثاء، أنها قتلت 174 عنصراً وأصابت 300 من قوات الجيش خلال الاشتباكات.

وفي السياق، كشف المتحدّث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله أن قوات الجيش في أم درمان نفّذت عملية تمشيط واسعة شملت مناطق أم درمان القديمة والشهداء وسوق أم درمان حتى استاد الهلال وود البشير وخور أبو عنجة جنوباً، وكبّدت «الدعم السريع» خسائر كبيرة تضمّنت مئات القتلى والجرحى وعدداً من الأسرى.

توازياً، حذّرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا مارثا بوبي خلال إفادة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي من اتساع نطاق الحرب في السودان ليشمل البلاد بالكامل، معتبرةً أن طرفي الحرب لا يُحققان أي انتصار يُذكر في الصراع، وبالتالي شدّدت على أنه «لا بديل عن الوصول إلى حلّ تفاوضي يُنهي الحرب» في السودان.

أمّا على صعيد الأوضاع الطبية والاستشفائية والصحية المستمرّة بالتدهور، فناشدت منظمة «أطباء بلا حدود» السلطات السودانية منح تأشيرات للجرّاحين والممرّضين ومقدّمي خدمات صحية آخرين يعملون لديها، لكي تُواصل تقديم الدعم لأحد آخر المستشفيات العاملة في السودان، حيث أدّت الحرب إلى خروج ثلاثة أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة.

وحذّرت المسؤولة عن عمليات الإغاثة في «أطباء بلا حدود» كلير نيكوليه من أن «تأشيرات العديد من مقدّمي الخدمة الصحية» الذين يُساعدون المستشفى التركي في الخرطوم «أوشكت على الانتهاء، ما يعني أنّه ينبغي عليهم مغادرة البلاد»، لافتةً إلى أنه «لدينا فريق جاهز للسفر ليحلّ محلّ هؤلاء، لكنّه لم يفعل لأنّه ليست هناك تأشيرات».

وفي هذا الصدد، كشف ممثل «منظمة الصحة العالمية» في السودان نعمة عابد أن نطاق الأزمة الصحية في السودان هائل، موضحاً في تغريدة عبر حساب المنظمة على موقع «إكس» أن المنظمة تعمل بجدّ لتعزيز استجابتها من خلال تقديم الإمدادات الطبية الحيوية وغيرها من الإمدادات الصحية الطارئة، مشجّعاً المانحين على زيادة دعمهم لضمان تقديم الخدمات على نحو كافٍ.


MISS 3