تصفية مرشّح رئاسي تهزّ الإكوادور

02 : 00

السيّارة التي كان بداخلها فيلافيسينسيو لحظة اغتياله (أ ف ب)

قبيل الانتخابات الرئاسية الإكوادورية المرتقبة في 20 آب الحالي، هزّت البلاد مساء الأربعاء عملية اغتيال بالرصاص استهدفت المرشح الوسطي الذي يحتلّ المرتبة الثانية بين المرشحين للرئاسة، بحسب استطلاعات الرأي، فرناندو فيلافيسينسيو، في ختام لقاء انتخابي في كيتو، ما استدعى فرض "حال الطوارئ" من قبل السلطات.

في الوقائع، قُتل المرشح البالغ 59 عاماً وهو صحافي، عند خروجه من قاعة رياضية في شمال العاصمة بعد لقاء انتخابي. وأشارت النيابة العامة إلى وقوع "9 جرحى من بينهم مرشّحة إلى البرلمان وشرطيان" في الهجوم، كما قُتل أحد المهاجمين برصاص حرّاس. وبدورها، أوقفت الشرطة 6 أشخاص خلال مداهمات في حيّ يقع في جنوب كيتو وفي بلدة مجاورة، على ما أفادت به النيابة أيضاً.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "إل يونيفرسو" المحلّية الرئيسية أن فيلافيسينسيو اغتيل "على طريقة القتلة المأجورين بثلاث رصاصات في الرأس"، فيما كشف الطبيب كارلوس فيغويروا، أحد أصدقاء الضحية الذي كان موجوداً في مكان الاغتيال، أنه سمع حوالى 30 طلقة نارية، مؤكداً أن القتلى قد "نصبوا له كميناً خارج القاعة".

يُذكر أن فيلافيسينسيو معروف بتنديده بعمليات الفساد، لا سيما تلك العائدة لحكومة الرئيس اليساري السابق رافاييل كوريا، كما كان قد أعلن الأسبوع الماضي أنّه تلقّى وفريق حملته الانتخابية تهديدات، إذ كتب يومها عبر منصة "إكس": "رغم التهديدات الجديدة سنُواصل النضال من أجل الشجعان في الإكوادور"، موضحاً أنّه تلقّى "تهديداً غاية في الخطورة" من زعيم عصابة "لوس تشونيروس" الملقّب بـ"فيتو".

إنتخابياً، كان المرشح الرئاسي الراحل في المرتبة الثانية في استطلاعات رأي الناخبين مع نحو 13 في المئة من الأصوات، وفق آخر استطلاعات معهد "سيداتوس"، وراء المحامية لويسا غونزاليس القريبة من كوريا مع 26.6 في المئة. إنما عند إعلان مقتله، أعلنت غونزاليس وزعيم السكان الأصليّين اليساري ياكو بيريس، الثالث في استطلاعات الرأي، ونائب الرئيس السابق اليميني أوتو سونهولسنر واليميني يان توبيك، تعليق حملاتهم الانتخابية.

ومع ذلك، أعلنت المسؤولة في المجلس الانتخابي الوطني ديانا اتاماينت أنّ موعد الانتخابات العامّة المبكرة في الإكوادور أُبقيَ في 20 آب، حيث كشف رئيس الإكوادور غييرمو لاسو في كلمة بُثت عبر "يوتيوب" أن "القوات المسلّحة في حال تعبئة عبر الأراضي الوطنية لضمان أمن المواطنين والهدوء في البلاد وانتخابات حرّة وديموقراطية في 20 آب". كما حذّر من أنّ "الجريمة المنظمة ذهبت بعيداً جداً"، معرباً عن "صدمته واستنكاره". وأكد أن "هذه الجريمة لن تبقى من دون عقاب".

وفي ردود الفعل الخارجية، دان البيت الأبيض اغتيال فيلافيسينسيو، معتبراً أنه هجوم على الديموقراطية، إذ كتب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على منصة "إكس" أن "الولايات المتحدة تُدين هذا العمل الوقح من العنف والاعتداء على الديموقراطية في الإكوادور".

كذلك، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أن "هذا العنف المأسوي هو أيضاً هجوم على المؤسسات والديموقراطية في الإكوادور"، مطالباً بـ"إحضار مرتكبي ومنظمي هذه الجريمة النكراء أمام القضاء".

وفي السياق، استنكرت فرنسا على لسان متحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية مقتل فيلافيسينسيو، واعتبرته "عملاً همجياً وهجوماً على الديموقراطية نُدينه بأشدّ العبارات".             

MISS 3