فادي سمعان

وائل شهيب لـ"نداء الوطن": وجهُ الرياضة في العالم سيتغيّر بعد "كورونا"

25 نيسان 2020

11 : 49

رأى أمين سرّ نادي الإخاء الأهلي عاليه وعضو اللجنة التنفيذية في إتحاد كرة القدم وائل شهيب انّ مرحلة جديدة مقبلة على الألعاب الرياضية في العالم، وتحديداً كرة القدم، بعد الانتهاء من أزمة "كورونا"، مشيراً الى أنّ لبنان لن يسلم منها وسيكون واحداً من ضحاياها إذا لم يتأمّن للإتحادات والأندية الرياضية الدعم المطلوب.



شهيّب أكد لصحيفتنا انّ وضع الرياضة في العالم عموماً وفي لبنان بشكل خاص يبقى محفوفاً بالمخاطر من جرّاء إنتشار "كورونا"، وإذا لم يتوصل الأطباء والعلماء الى إيجاد دواء أو لقاح له فستبقى هذه الرياضة في خطر دائم، لانّ طريقة انتقال الفيروس تمنع اللاعبين من ممارسة الألعاب الجماعية والاختلاط في ما بينهم. أضاف: "فور انتهاء هذه الأزمة فإنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم سيصرفُ للاتحادات الوطنية مساعداتٍ مالية، وهي بدورها ستمنح الأندية هباتٍ مالية لتصحيح أوضاع لاعبيها ومدربيها، لأنّ هناك خطراً كبيراً من انهيار الأندية، وحتى الأندية العالمية العريقة لم يعد بمقدورها الإلتزام بعقودها مع لاعبيها". أما في ما خصّ وضع الرياضة في لبنان وتحديداً لعبة كرة القدم، فلفت شهيّب الى أنها كانت تعاني الأمرّين من الوضع الاقتصادي المزري، على رغم وجود بعض المردود بفضل عدد قليل من المتموّلين لكنه غير كافٍ، كما أنّ غياب الدعم المطلوب من وزارة الشباب والرياضة والتوقف القسري للموسم الكرويّ بعد 17 تشرين الاول الماضي أدّيا الى تفاقم الأوضاع وازدياد الأمور تعقيداً، إضافة الى استحالة صرف العملة الأجنبية وفقدانها من الأسواق، ثمّ جاءت موجة "كورونا" لتزيد الطين بلة، وباتت أولويات دول العالم كيفية مكافحة هذا الوباء.

وحول الخطوات التي اتخذها الاتحاد بعد ثورة 17تشرين، أوضح شهيّب انّ الاتحاد عقد سلسلة اجتماعات مع الأندية، كما أقرّت الجمعية العمومية مبدأ "القوة القاهرة" مع محاولة مستميتة لإكمال الدوري من مرحلة واحدة لمن يرغب من الأندية ومن دون لاعبين اجانب، لكنّ الظروف الإقتصادية والأمنية حالت دون ذلك، وعلى رغم هذا أطلق الإتحاد بطولة الناشئين واستمرّ بإقامة بطولات عدة، لكنّ فيروس كورونا عاد وشلّ كلّ النشاطات.

وحول الإنتخابات المقبلة للجنة التنفيذية للإتحاد، أعلن شهيّب أنها ستقام صيف العام 2021، وحتى ذاك الوقت "يخلق الله ما لا تعلمون"، مؤكداً أنّ هناك مرحلة جديدة ستشهدها الرياضة المحلية والعالمية، ولا أحد قادرٌ الآن على التكهّن كيف سيكون شكلها وما هو تأثيرها على الإتحادات والأندية واللاعبين على السواء.

وعن أداء إتحاد كرة القدم في المرحلة السابقة، أجاب: "لا اسمحُ لنفسي بتقييم أحد، لكن كعضو في اللجنة التنفيذية اعترفُ بأن الإنجازات جاءت اقلّ من الطموحات، فمستوى اللعبة بقي على مستواه، لكن اللوم لا يقع فقط على الاتحاد بل انّ غياب الدعم المطلوب من الدولة أثر سلباً بدوره، وعند أول اجتماع للجنة التنفيذية سأطلبُ من رئيس الاتحاد بعد موافقة الاعضاء طبعاً إرسال كتابٍ الى الاتحادَين الدولي والآسيوي لتقديم مساعدات عاجلة وصرفها على الأندية اللبنانية التي تعاني ظروفاً قاهرة".

وعن وضع نادي الاخاء عاليه في المستقبل والاستراتيجية الجديدة بعد كورونا، ردّ شهيّب: "كان النادي وصل قبل 17 تشرين الأول الى مرحلة من الاستقرار على كافة الأصعدة، إدارياً، فنياً وحتى مادياً إلى حدّ ما، بالاضافة الى وجود مدرّب كفوء نجح في مهمته على أكمل وجه، كذلك يضمّ نادينا العديد من فرق الفئات العمرية الواعدة للذكور والإناث، وفي حال عادت الامور الى طبيعتها فالجهدُ سينصبّ على صقل هذه المواهب الشابة لنستفيد منها لاحقاً في الفريق الاول". وتابع: "تواصُلنا مستمرّ مع لاعبينا وهم مستعدّون للتضحية معنا، لكنّ الاستراتيجية الجديدة ستكون مختلفة طبعاً في ظلّ غياب الدعم المالي، خصوصاً لجهة التعاقدات الجديدة مع اللاعبين الأجانب، وأتصوّر أنّ معظم الأندية ستعاني من المشكلة نفسها، وهي بحاجة الى دعم الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة، وسبقَ أن قدّمنا تصورنا للوزارة بشأن فرض ضريبة تشمل عدداً من السلع الكمالية كالتبغ والمشروبات الروحية وغيرها لدعم الرياضة".

وختم شهيب حديثه بالتشديد على أنّ الأهمّ الآن العودة الى حياتنا الطبيعية بأقلّ الأضرار، "أما رأيي الخاص فمن الصعب ان نعود كما كنّا قبل كورونا للأسف، والرياضة في المدى المنظور ستتطلب جهوداً جبّارة للوقوف على قدميها مجدداً من مختلف الجوانب".