حسان الزين

سيرة شاشة أحدثت ثورة اجتماعية وصنعت نجوماً وبعدما قسّمتها الحرب همّشها السلام

دراما «تلفزيون لبنان» على الهواء مباشرة: وزير الإعلام يوقِف البثّ ويُعيده

12 آب 2023

02 : 04

"تلفزيون لبنان" من المؤسسات التي تعبّر عن حال الدولة، وهو منذ سنوات غائب عن المشهد، وصولاً الى توقفه عن البث صباح الجمعة 11 آب، بعدما جرى تداول خبر مفاده أن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري قرر اقفال التلفزيون، لكن مكتبه الاعلامي نفى ذلك، واعداً بعودة التلفزيون الى البث.


وترددت معلومات ان المكاري قرر وقف البث للضغط على نقابة مستخدمي التلفزيون لوقف الاضراب المستمرّ منذ ايام. ومساءً، عاد التلفزيون الى البث، وعقب ذلك شكر المكاري "الموظفين واعضاء النقابة والمديرين الذين اعادوا الروح لشاشة تلفزيون الوطن، واطلقوا عجلة العمل فيه من جديد".


وقال: "عهدنا متابعة الخطوات التي من شأنها ضمان حقوق موظفي تلفزيون لبنان والعمل على استعادة دوره، في كل ما من شأن حماية محطة الوطن وتحصينها".


في هذه الاثناء، تُطرح اسئلة كثيرة عن مستقبل هذه المؤسسة، فعلى رغم تراجع حضورها في المشهد الاعلامي، تبقى من ابرز معالم الدولة وذاكرة البلد. وهناك أجيال تشعر بأنها تخسر مقوّمات "عزيزة" في هذا الوطن.


قصّة «تلفزيون لبنان» لا تخلو من التشويق والمأساة منذ ولادته. وهذه كانت مقرّرة في نهاية العام 1958. لقد حصل وسام عز الدين وجو عريضة على رخصة لاستثمار محطة تلفزيونية تجارية في 9 نيسان 1956. وبعدما اشترت «شركة التلفزيون اللبنانية» من السفارة الفرنسية أرضاً في تلة الخياط في بيروت، وُضع الحجر الأساس في تشرين الثاني 1957 في حضور رئيس الجمهورية كميل شمعون، ورئيس الحكومة سامي الصلح. لكن، وفيما أعمال البناء جارية اندلعت أحداث 1958. ومن سيئات القدر أن تلك الأزمة التي أخرت انطلاقة وسيلة الإعلام المرئية الأولى في لبنان اشتعلت بعد اغتيال الصحافي نسيب المتني، في 8 أيار.

إثر عودة الأمن على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، وانتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، بدأ العد العكسي لتركيب عمود الإرسال وكان ارتفاعه 25 متراً، ويمكن أن يصل إلى 125 متراً، وفق ما سمحت به مديرية الطيران المدني. وفيما اشترت الشركة جهازي إرسال بقوة 500 واط لكلٍّ منهما، لم تغطِّ الأراضي اللبنانية كلّها، فألزمت بفعل ذلك خلال ثلاثة أشهر.

وآنذاك، وفق جان كلود بولس الذي رافق التأسيس، «تقرّر بث البرامج العربية على القناة 7 والبرامج الفرنسية والإنكليزية على القناة VHF9»، اللتين رُخصتا للشركة. وهكذا، بات هناك قناتان تتوجّه كلٌّ منهما إلى جمهور.



الرئيسان كميل شمعون وسامي الصلح أثناء وضع الحجر الأساس لشركة التلفزيون اللبنانية في ١٩٥٧


الصورة الأولى

يروي بولس، في كتابه «التلفزيون تاريخ وقصص»، أنه عند «السادسة والنصف من مساء 28 أيار 1959، تمّ بث أول صورة تلفزيون في لبنان. لا أدري كم من الناس شاهدوها، لكن مستوردي أجهزة التلفزيون حرصوا على تشغيلها في واجهة محلاتهم للفت المارين في الشوارع، وإتاحة الفرصة للبنانيين لاكتشاف هذا الاختراع الجديد الذي لم يكن معروفاً في الدول العربية إلا في العراق».

يضيف: «وجه المذيعة نجوى قزعون كان أول صورة شاهدها اللبنانيون على الشاشة الصغيرة. كانت تسرد لهم بالعربية ما هي البرامج التي سيشاهدونها».

ويكشف زافين قيومجيان، في كتاب «أسعد الله مساءكم: مئة لحظة صنعت التلفزيون في لبنان»: «بدأت مغامرة قزعون التلفزيونية بالصدفة. كل ما فعلته أنها ردّت على اتصال هاتفي. كان المتّصل يسأل عن ليلى. قالت: «أنا ليلى»، وكان ما كان. ليلى هي شقيقة نجوى التوأم. التقى بها المخرج الفرنسي آلان كوت خلال مشاركتها في برنامج طالبي في الإذاعة اللبنانية، فأخبرها أنه يبحث عن وجوه مناسبة لمشروع محطة تلفزيونية في بيروت، وعرض عليها التقدم لاختبار الوجه. أبدت ليلى اهتمامها، وتبادلت معه الأرقام الهاتفية. مرت الأيام... تزوجت ليلى وسافرت، ولم يأتِ الاتصال الموعود».

وينقل قيومجيان عن نجوى: «قلت أنا ليلى من دون تفكير. كانت مجرد مزحة... أساساً لم أكن أعرف ما هو التلفزيون».

ثورة

ومثل قزعون كان معظم اللبنانيات واللبنانيين. لكن الوضع تغيّر بعد ستة أشهر من الصورة الأولى والبث المباشر من معرض تجاري صناعي في المدينة الرياضية ببيروت. يقول بولس: «أظهر تجار كثيرون ثقتهم فاستوردوا خلال هذه الفترة ثلاثين ماركة أجهزة تلفزيونية بما يقدّر بستة ملايين ليرة لبنانية، خالقين فرص عمل لنحو 400 تقني. بدأت شركة التلفزيون اللبنانية بسبعة موظّفين فأصبحوا 115 موظفاً خلال ستة أشهر».

يضيف: «طبعت بداية البث في أيار 1959 صفحة أولى في عهد جديد. وإذا لم يكن كثيرون من اللبنانيين يعون هذه الحقيقة بعد، فإن الحقيقة أن التلفزيون أطلق ثورة اجتماعية حقيقية. في بيروت أولاً، ومع مرور السنة في سائر أنحاء لبنان، وجد النساء والأطفال في التلفزيون وسيلة للاتصال بالعالم، بعدما كانوا متروكين ومحرومين من الإعلام. كانت للرجال في هذا الميدان أفضلية ألغاها التلفزيون. للمرة الأولى، ستصل إلى الشعب اللبناني كلّه رسالة مشتركة عبر أجهزة الترحيل التي استوردتها شركة التلفزيون اللبنانية. وسيكون في متناول الفقير كما الغني أن يرى العروض الأحلى والثقافة الأوسع والمعلومات الأكمل باللغة التي يتكلّمها وفي الإطار الذي يحب».

وكان البث اليومي يبدأ بنشرة الأخبار عند السابعة مساء، وينتهي عند العاشرة. وقبل أن تبدأ الشركة بالإنتاج المحلي عرض التلفزيون أفلاماً عربية أو فرنسية مع ترجمة مطبوعة على الشاشة، وبرامج وثائقية، ومسلسلات هيتشكوك وشرلوك هولمز ورستلس غن، لوسان ودستينايشن داينجر، وغيرها.



سلوى حداد وأديب حداد في مسلسل «أبو ملحم»


إنتخابات 1960 وملكة الجمال

وفيما كان أبو ملحم شيخ الصلح الريفي (أديب حداد)، وأبو سليم الطبل (صلاح تيزاني) الطرابلسي اللهجة والشخصيّة، نجمي الشاشة الصغيرة، فتح التلفزيون في لبنان صفحة مواكبة الانتخابات النيابية، في دورة 1960. وكان ذلك بحاجة إلى خبرة الصحافة المكتوبة، إذ أعدت أسرة جريدة «النهار» ورئيس تحريرها غسان تويني ثلاث أمسيات تضمنت رسائل مباشرة من مراكز الاقتراع مع حوارات في الاستديو.

وفي السنة نفسها، نقل التلفزيون مهرجان الأنوار، وانتخابات ملكة جمال لبنان وملكة جمال أوروبا مباشرة من كازينو لبنان. وبعد ذلك صنع وجوهاً واسماء ما زال اللبنانيون يذكرونها.

منافسة وتدخل رئاسي

هذا التقدم للتلفزيون الذي رسم صورة بهية للبنان مستفيداً من الحركة السياحية الناشطة وتوافد الرأسمال الخليجي إلى القطاع المصرفي، جذب مستثمرين جدداً. ففي 6 أيار 1962، انطلق بث شركة تلفزيون لبنان والمشرق. ما وضع الشاشة الأولى في منافسة، وسرّب جزءاً من الكعكة الإعلانية المحدودة.

ويروي بولس: «اعتمد تلفزيون لبنان والمشرق الفصحى في متابعة برامجه. ولأنه كان يملك عدداً أكبر من أجهزة كينسكوب وأجهزة التسجيل، كان يخطط لتسويق برامجه في الدول العربية التي كانت بدأت تجهز نفسها بمحطات تلفزيونية وكانت بحاجة متزايدة للبرامج».

إزاء ذلك، اختارت الشركة الأولى تصعيد المنافسة. انتقلت إلى البث بالألوان. ويتذكر رئيس الجمهورية شارل حلو: «كان التلفزيون اللبناني- خلال عهدي الرئاسي- ثالث تلفزيون في العالم، بعد فرنسا والاتحاد السوفياتي، يعتمد نظام الألوان سيكام، ما جعل لبنان الدولة الأولى في الشرق الأوسط تبث بالألوان. أذكر في هذا الصدد أن المحادثات مع الجنرال ديغول في شأن اعتماد لبنان نظام الألوان سيكام، بدأت خلال زيارتي فرنسا العام 1965. فقد وضع الوفد الذي رافقني اللمسة الأولى على الاتفاقات التي توجب إعدادها في هذا المجال والتي رفدتها وعود بالتعاون بين فرنسا ولبنان في مجالات الثقافة والإعلام. بعد تلك الزيارة بوقت قصير، قرر مجلس الوزراء اعتماد نظام الألوان سيكام، وبواسطة شركة سوفيراد، باشرت شركة التلفزيون اللبنانية تنفيذ هذه الاتفاقات بادئة البث بنظام سيكام منذ العام 1967. لقد كنت حريصاً على أن يتميز عهدي بمزيد من حرية الإعلام، كما كانت تمليه علي مهنتي الأولى في الصحافة. بالطبع، كان يجب اتّباع سياسة معيّنة لتكريس أسس استمرارية عهد الرئيس فؤاد شهاب. ولكني على رغم إبقائي على الفقرة الواردة في رخصة شركة التلفزيون اللبنانية التي تنص على إعطاء وزارة الإعلام اليد الطولى في الأخبار والبرامج الإخبارية، حرصت على إزالة بعض الممنوعات التي اعتبرت بقاءها يحد من حق المواطن بإعلام مقبول. ففي أثناء الحرب الإسرائيلية - العربية العام 1967 تركت لمحطتي التلفزيون أن توردا تقارير عن تطورات المعارك في سيناء ونتائجها، وهذا ما اعتُبر فتحــــــــــاً في ذلك الوقت، إذ كان من الممنوع حتّى ذكر اســـــــم إسرائيل على الهواء».



سعاد قاروط العشّي إحدى مذيعات «تلفزيون لبنان»


الحرب وانقلاب في الإستديو

ضغط الوضع الأمني والسياسي على التلفزيون في الذكرى العاشرة لانطلاق البث كان واضحاً في البرامج والحذر. لكن سرعان ما استعادت الشاشة الصغيرة وهجها، مع «أخوت شانيه» (نبيه أبو الحسن)، و»نساء عاشقات» للمخرج سمير نصري، وليلى رستم في «سهرة مع الماضي». وفي تلك الأيام، طرأ تحسن بسيط على المشهد نتيجة اهتمام المخرج مارون بغدادي بتفاصيل كادره.

حتى حلّت الحرب. وكان الأمر مأساة على لبنان عموماً وعلى التلفزيون خصوصاً. ففيما بات الموظفون عاجزين عن التنقل عبر خطوط التماس، اقتحم العميد عبد العزيز الأحدب استديو التلفزيون ونفّذ انقلابه الشهير مباشرة على الهواء، وهناك فحسب. وعلى رغم بؤس هذه التمثيلية، إلا أنها نقلت إلى الشاشة المأساة التي كانت تفتك بلبنان وشعبه. وبدأت الانقسامات السياسية والإدارية تنخر شركات هذا القطاع الذي كان من بين المستثمرين فيه لبنانيون وفرنسيون وبريطانيون.

وسط هذا، اختار رئيس الجمهورية الياس سركيس ورئيس الحكومة سليم الحص، الذي كان وزير الإعلام أيضاً، تحويل الخسارة ربحاً. وهما رفيقان من أيام عملهما في مصرف لبنان. بدآ «دراسة وضع التلفزيون في لبنان». وألّفا لجنة لذلك.

يروي بولس: «كان الرئيس سركيس بحاجة ماسة إلى جهاز إعلامي يرسي به سلطته ويعيد السلام إلى نفوس اللبنانيين بعدما زعزعت أسسه حرب كانت تهدد بالعودة. ولم يكن لدى الدولة إمكانات أن تبني محطتها التلفزيونية الخاصة. وصادف أن محطتي التلفزيون في البلاد كانتا تمرّان في أزمة مالية حقيقية وأبلغتا إلى الدولة أنهما مهددتان فعلاً بالتوقف عن البث. كذلك كانت الشركتان بحاجة إلى تجديد رخصتي الاستثمار، فوجدت الدولة فرصة وورقة قوية للتفاوض».

وأفضت المفاوضات إلى شراكة الدولة مع الشركتين، وفي 7/ 7/ 1977 صدر في الجريدة الرسمية مرسوم «الترخيص بإنشاء شركة مغفلة مختلطة تحمل اسم تلفزيون لبنان».

اعتدال

حاول تلفزيون الدولة، في تلك الفترة، تقديم مادة مسلية وتثقيفية في آن، واهتم بإنتاج أعمال «تجمع الأسرة اللبنانية» وتجذب الكبار والصغار: «حياتي» مع هند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب، «لمن تغني الطيور» مع نهى الخطيب وأكرم الأحمر وأنطوان كرباج، «مجالس الأدب» مع جاندارك أبو زيد فياض وجهاد الأطرش، «السنوات الضائعة» مع أحمد الزين ورضى خوري، «ديالا» مع أنطوان كرباج وهند أبي اللمع، «أبو الطيب» مع عبد المجيد مجذوب، «الأسيرة» مع إحسان صادق وفؤاد شرف الدين، «ليالي شهرزاد» مع سلوى وجورج شلهوب، «المغامرة» مع هند أبي اللمع، «رحلة العمر» مع إلسي فرنيني وجورج شلهوب، «حكاية كل بيت» مع آمال العريس وأكرم الأحمر، «الوحش» مع إيلي صنيفر وفيليب عقيقي، وغيرها، وصولاً إلى نقد الحرب وتصوير أثرها العبثي في مسلسل «أربع مجانين وبس» مع فيليب عقيقي وإيلي صنيفر وحنا معلوف وصلاح مخللاتي وليلى حبيش وأكرم الأحمر، بإدارة المخرج والكاتب أنطوان غندور. وفي تلك الموجة، استضاف «تلفزيون لبنان» الرئيس صائب سلام ورئيس حزب الكتائب بيار الجميل في «حوار وطني»، مع عرفات حجازي.



مسلسل «أربع مجانين وبس» رداً على الحرب


إنقسام

وبعدما «انتهج تلفزيون لبنان لغة توفيقية معتدلة»، وفق قيومجيان، «انقسمت شاشة تلفزيون لبنان في عام 1984 في أعقاب انتفاضة 6 شباط التي قادتها حركة أمل ضد عهد الرئيس أمين الجميل، وأدت إلى انشقاق المؤسسات الرسمية والأمنية... ظهرت أولى تباشير انتفاضة 6 شباط بسيطرة مسلّحي حركة أمل على مبنى التلفزيون وبثّهم صورة علم الحركة والبيانات العسكرية والسياسية الصادرة عن قيادة الانتفاضة. وانتهت الانتفاضة بانشقاق قسم الأخبار في تلّة الخياط عن الإدارة العامة في الحازمية، وقيام نشرتين إخباريّتين شبه رسميّتين تعبّران عن واقع الانقسام السياسي والطائفي الجديد في البلاد». واستمر الوضع كذلك حتى توقف الحرب.

وبين عامي 1988 و1996 جرى تداول أسهم القطاع الخاص بين أكثر من مستثمر، كان آخرهم الرئيس رفيق الحريري، الذي اشترى حصة القطاع الخاص بالكامل. وبعد صدور قانون الإعلام المرئي والمسموع (1994)، وإثر الترخيص لعدد من المحطات الخاصة، فقَدَ «تلفزيون لبنان» الحق الحصري الممنوح له بالبث لغاية العام 2012، واشترت الدولة حصة القطاع الخاص. ومذ ذاك، تراجع حضور «تلفزيون لبنان» وتقلّصت مداخيله الإعلانية. وعلى رغم إعادة تنظيمه بعدما كان أُقفل في شباط 2001، وصُرف مستخدموه (550 شخصاً) بقرار من مجلس الوزراء، إلا أنه لم يتمكن من الحضور في المشهد الإعلامي. وما زال على هذه الحال.

تــــصــــعــــيــــد وردّ

أعلن المكتب الإعلامي لوزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أنه «حرصاً على المال العام، اتخذ الوزير المكاري قراراً بتجميد البثّ، في ظلّ إصرار نقيبة مستخدمي تلفزيون لبنان ميرنا الشدياق على وقف بثّ البرامج، واستخدام الشاشة العامة وسيلة لبثّ البيانات الصادرة عنها حصراً، الأمر الذي يكبّد خزينة الدولة نفقات كبيرة».

أضاف: «إن قرار الاستمرار في الإضراب الذي اتّخذته الشدياق ينمّ عن عدم إلمام بكيفية سير الأمور الإدارية، خصوصاً وأنّ وزير الإعلام كان قد وضع أعضاء مجلس النقابة في تفاصيل تحرّكاته، وأطلعهم على الإجراءات والقرارات التي استصدرها لمصلحتهم في فترة زمنية وجيزة، لا سيّما منها الاستحصال من مجلس الوزراء على سلفة مالية بقيمة 70 مليار ليرة لبنانية لسداد الديون المتراكمة منذ سنوات، والتي من بينها التأمين الصحي لمستخدمي التلفزيون وعائلاتهم، كما بذل الوزير المكاري جهداً مضاعفاً منذ استلامه إدارة تلفزيون لبنان، لتأمين المستحقات المالية المتأخّرة منذ شهر تشرين الثاني 2021، وقد حوّل وزير المالية مرسوم سلفة خزينة إلى مجلس الوزراء بقيمة 16 مليار و8444 مليون ليرة لبنانية».

وذكر البيان أنّ «وزير الإعلام استصدر من مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 4 أيار 2023 قراراً يساوي بين مستخدمي تلفزيون لبنان وسائر موظفي القطاع العام، وقد أثمر هذا القرار عن تأمين 4 رواتب لمستخدمي التلفزيون عن الأشهر أيار وحزيران وتموز من العام 2023 وبشكل متواصل».

وردّت النقابة على الوزير مكاري مؤكدة رفضها المسّ ببث «تلفزيون لبنان». وكشفت أنه «بعدما كانت تتجه النقابة وكبادرة حسن نية الى تعليق الإضراب على رغم تحصيل الموظفين جزءاً يسيراً من مستحقاتهم إلا أنها فوجئت بالتصعيد المستغرب من قبل الوزير المكاري الذي طالب بوقف البث كلياً وعدم صرف الأموال إلا بحالة وقف الإضراب أولاً».


MISS 3