هكذا تعقّم قناعك الواقي في منزلك

04 : 30

يستنتج الباحثون أن الأقنعة المنزلية والطبية قد تتحمل تدابير التعقيم البسيطة من دون أن تتراجع فاعليتها.

نُشرت نتائج البحث الجديد في "مجلة المجتمع الدولي للحماية التنفسية"، وقد تكون هذه المعلومات مفيدة لتخفيف الضغط على مخزونات الأقنعة الطبية في زمن انتشار فيروس كورونا الجديد.

وفق منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفيروس الذي يسبب وباء "كوفيد - 19" أو "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2" عن طريق السعال والعطس. تحمل قطرات اللعاب وإفرازات الأنف هذا الفيروس، ويمكن نقله مباشرةً إذا سعل أو عطس شخص مصاب بالعدوى وتواجد شخص آخر على مسافة قريبة منه وتنشّق تلك القطرات.

يستطيع الفيروس أن يصمد أيضاً على الأسطح التي تقع عليها قطرات الرذاذ. وقد تنتقل العدوى إذا احتكّ الفرد بتلك القطرات، فيدخل الفيروس إلى جسمه إذا لمس وجهه مثلاً. على صعيد آخر، تبرز أدلة مفادها أن المصابين بالعدوى قد ينقلون الفيروس حتى لو لم يواجهوا أي أعراض أو بقيت أعراضهم محدودة. لهذا السبب، توصي "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بتغطية الوجه في الظروف أو الأماكن التي يستحيل فيها الحفاظ على مسافة مترَين مع الآخرين.

تشجّع هذه المراكز الناس أيضاً على صنع أقنعتهم الخاصة (أصدرت دليلاً حول خطوات تحضير قناع منزلي) لترك الأقنعة الجراحية وأجهزة التنفس للعاملين في القطاع الصحي.

على ضوء هذه التوصيات، بدأ الباحثون في الدراسة الأخيرة يحللون طرق تعقيم الأقنعة بكل أمان للقضاء على فيروس كورونا الجديد من دون إضعاف فاعليتها مع مرور الوقت.

درس العلماء وسائل تعقيم الأقنعة المنزلية وأقنعة العاملين في القطاع الصحي لأن إعادة استعمال الأقنعة نفسها قد تسهم في تخفيف الضغط عن المخزونات المتناقصة. هم يذكرون بحثاً سابقاً مفاده أن تسخين الأقنعة على حرارة 70 درجة مئوية يسمح بالقضاء على فيروس كورونا الجديد. أثبتت تقنيات تعقيم أخرى فاعليتها، لكن يستطيع أيٌّ كان أن يستخدم طريقة التسخين إذا كان يملك موقداً بكل بساطة.





تجربة لمحاكاة التنفس

لاختبار مدى فاعلية الأقنعة بعد تعقيمها عبر تعريضها للحرارة، استعمل الباحثون أنواعاً مختلفة وُضِعت على رؤوس عارضين مصمّمين لمحاكاة عملية التنفس.

من المعروف أن حرارة 70 درجة تقضي على فيروس كورونا الجديد، لذا لم يضطر الباحثون للتلاعب بالفيروس. بل استعملوا السخام من مصباح كيروسين، علماً أن جزيئاته تكون بحجم جسيمات فيروس كورونا تقريباً. ثم اختبر الباحثون كمامتَين من نوع N-95، أحدهما قناع جراحي غير قابل للاستخدام المتكرر، وثلاثة أقنعة منزلية مصنوعة من فستان قطني وسترة قطنية وقماش بوليستر. ثم قاسوا مستويات السخام خارج أجسام العارضين وفي الهواء الذي يمر عبر الأقنعة. في المرحلة اللاحقة، كرر الباحثون الاختبارات وغيروا درجة إحكام الأقنعة واستعملوا نماذج بمواد مختلفة (بلاستيك أو سيليكون)، بما يشبه نعومة الوجه البشري. استنتج العلماء أن كمّامة N-95 والقناع الجراحي (عند شدّهما بإحكام على العارض البلاستيكي) يمكن تعقيمهما عن طريق الحرارة عشر مرات من دون أن يخسرا فاعليتهما.

وصلت نسبة تصفية الجزيئات في كمّامة N-95 إلى 95%، بينما بلغت في القناع الجراحي 70%. لكن فشل القناع الثاني من نوع N-95 في الاختبار بعد استعماله بشكلٍ متكرر على وجه العارض.

لكن حين استعمل الباحثون الأقنعة على عارض أكثر نعومة ومصنوع من السيليكون بالشكل الذي يستعمله الشخص العادي، تراجعت مستويات تصفية الجزيئات بدرجة ملحوظة واقتصرت على 40% في القناع الجراحي وكمامات N-95. وعندما استعمل الباحثون أقنعة قطنية منزلية الصنع على عارض أكثر نعومة، اكتشفوا أن نسبة تصفية الجزيئات بلغت 55%، وهي أفضل من نتيجة الأقنعة الجراحية أو كمامة N-95 عند استعمالها بطريقة عادية. كذلك، لم يُعْطِ تسخين الأقنعة المنزلية أي أثر على هذه النسبة. أخيراً، حلل العلماء فاعلية مشابك الأنف المنزلية على القناع، فاكتشفوا أنها تزيد نسبة تصفية الجزيئات عند استعمالها مع أقنعة مشدودة بإحكام وغير قابلة للاستخدام المتكرر: 98% في كمّامات N-95 و88% في الأقنعة الجراحية.

يعترف الباحثون بأن دراستهم كانت صغيرة نسبياً ولم تأخذ في الاعتبار مدى تغيّر حجم القناع بسبب إيقاع التنفس وحركة المستخدم، لكنهم يضيفون: "كل ما نعرفه حتى الآن يثبت أن وضع أي نوع من الأقنعة في الأماكن العامة يبقى أفضل من لا شيء وأن القناع المشدود هو أفضل خيار، ويمكن استعمال أنواع عدة من الأقنعة بشكلٍ متكرر خارج المنشآت الطبية".



MISS 3