جورج الهاني

الرياضة تترنّح... والمطلوب "فدائيّون"

27 نيسان 2020

09 : 00

لم يُفرملْ فيروس "كورونا" حركة الإتصالات التي انطلقت على نطاق ضيّق بين المعنيين والمسؤولين في الوسط الرياضي اللبناني، بشأن إستحقاق إنتخابات الإتحادات الرياضية كافة (بإستثناء إنتخابات إتحاد كرة القدم)، المقرّر في الفصل الأخير من العام الجاري، لكن من دون أن تبلغ ذروتها حتى الساعة بانتظار وضوح الرؤية بشكل كلّي وترقّب ما ستؤول إليه أوضاع الوباء في لبنان والعالم لناحية إنحساره والقضاء عليه نهائياً أو لجهة إستعادة زخمه، وبالتالي إبقاء معظم سكّان الكرة الأرضية تحت رحمته حتى إشعار آخر.

يدركُ الذين يرغبون بخوض مغامرة الترشّح لرئاسة الإتحادات الرياضية في قرارة أنفسهم أنّ الظروف اليوم مغايرة تماماً عن الماضي، فمن سيصلُ الى سدّة المسؤولية هذه المرّة سيحملُ على كتفيه أعباءً وضغوطاً هائلة في ظلّ ترنّح لبنان تحت وطأة الضربات الإقتصادية والمالية الموجعة المتتالية، والتي سيحتاج الى أشهر طويلة - بل ربّما سنوات – للوقوف مجدداً على قدمَيه ونفض غبار هذه الأزمة عنه نهائياً.

إذاً، لقبُ "الرئيس" في الولايات الرياضية المقبلة لن يكون شرفياً أو فخرياً، ولن يأتي الى المنصب الأرفع في الإتحادات إلا من كان جديراً وقديراً و"فدائياً" يملكُ مشروعاً إنقاذياً في هذه المرحلة الإستثنائية، والأهمّ من ذلك أن يكون قادراً على تأمين ميزانية إتحاده ومساعدة أنديته ولو بالحدّ الأدنى، ولو اضطرّ لمدّ يده الى جيبه مرّات كثيرة (وهذا هو المُرجّح بقوّة)، في ظلّ الغياب التام المُرتقب للمُعلنين الداعمين وللشركات والمؤسّسات الراعية، أو ما بقي حيّاً منها، بسبب الركود الماليّ المُخيف الذي سيبقى مسيطراً على البلاد والعباد حتى ما بعد زوال كابوس "كورونا" ومفاعيله وتداعياته.

إذا لم تُجرَ الإنتخابات الرياضية في موعدها المقرّر وطال التمديدُ الإتحادات الحالية المترهّلة والعاجزة بمعظمها فتلك مصيبة، وإذا دقّت ساعة الإستحقاق الجدّي وهذه الإتحادات غير حاضرة وغير مهيّأة للتغيير الجذري البنّاء في هيكليتها بدءاً من رأس الهرم وصولاً الى القاعدة، فالمصيبةُ عندها أكبر، فهل لا تزال تتحمّلُ الرياضة عندنا المزيد من الخضّات والخيبات؟


MISS 3