«هل أنت مستعد للزلزال الكبير التالي»؟ سؤال تطرحه مؤسسة «مياموتو» العالمية للإغاثة من الكوارث في مؤتمرها الأول في لبنان، الذي تنظمه في متحف سرسق الخميس 24 الجاري عند الساعة السادسة مساءً، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار (DGA) وبتمويل من السفارة الأميركية وصندوق السفراء الاميركيين للحفاظ على التراث الثقافي (AFCP). أربعةخبراء سيوجهون للمهندسين وكل المشاركين إرشادات ومعلومات شيّقة تفيدهم عند وقوع الكارثة، سعياً منهم لتحسين حياة الشعوب بتدعيم الأبنية المصدّعة والقديمة والأخرى الأثرية، لتدارك خطر الزلازل قبل فوات الأوان.
لم تكن الهزات الأرضية الأخيرة التي شعر بها لبنان، السبب الرئيس لهذا المؤتمر، بل هو ناتج عن العمل الدؤوب الذي انخرطت فيه «مياموتو» بعد جريمة المرفأ بحيث انكبت على استطلاع الأضرار في الأبنية، جامعةً المعلومات الهندسية والمعمارية اللازمة لطرحها ومناقشتها في مؤتمرها الأول. ويشير في هذا السياق، كارل أبي نادر المسؤول في جمعية « مياموتو» في حديثه لـ»نداء الوطن» الى أنّه لا يوجد اي قانون لترميم المنازل أو دليل يمكن الاعتماد عليه، وهذا أول ما بدأنا العمل على تنفيذه بعد الانتهاء من جولتنا الميدانية اثر الانفجار، فأثمر جهدنا هذا دليلاً متطوراً وموحداً يمكن للمهندسين العمل وفقه.
الّا أنه عاجلاً أو آجلاً سيضرب زلزال لبنان، يضيف نادر، قائلاً: «لا أتكهن! هذه حقيقة علمية لا مهرب منها، مرتبطة بتحرك طبقة الصخور تحت سطح الأرض. لذلك، من الأفضل أن نكون جاهزين».
حلقات حوار متنوعة
4 خبراء من جنسيات مختلفة سيديرون حلقات الحوار المتنوعة وهم الدكتور مياموتو الخبير العالمي الرائد في القدرة على مواجهة الكوارث والاستجابة لها وإعادة الإعمار، الدكتور ديفيز سوندا الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Miyamoto Heritage في إيطاليا، كارل أبي نادر صاحب الخبرة الطويلة في تصميم الهياكل في آسيا الذي قدم خبرته في تقييم وترميم المباني المتضررة من انفجار المرفأ، والمهندس المعماري نهرا ابي رزق المتخصص في ترميم وصيانة المعالم التاريخية والمواقع الأثرية، وعمل مع فريقه المختص على ترميم الهياكل التاريخية التي دمرها انفجار «4 آب».
أمّا حلقات الحوار فتتمحور حول تحسين سلامة المنازل ضد الزلازل، سبل تقوية المباني القديمة والتراثية وزيادة قدرة تحملها على مقاومة الزلازل والمخاطر الناتجة عنها، بالاضافة الى الارشادات المقدمة مثل معرفة المشاكل الاساسية التي يعاني منها المنزل والاجراءات الضرورية لمعالجتها لتحسين السلامة وطرق تحسين البنى التحتية للمباني الأكثر عرضة للزلازل. كل هذه النقاط ستندرج ضمن برامج تدريبية للمهندسين المعماريين للحد من المشاكل التي تعانيها المباني التراثية وغيرها من المباني المهددة بالزلازل، عبر اعتماد تطبيق لجمع البيانات عن المباني وتقييم كافة الأضرار في لبنان. كما سيتم الكشف عن تطبيق جديد خاص بالمهندسين المعماريين يمكنهم الحصول على المعلومات بعد الزلزال بشكل فوري، لتقييم الأضرار الناجمة والاطلاع على التدريبات الجديدة الخاصة بالمهندسين المعماريين.
وفي هذا الاطار، يضيف أبي نادر: «هذا الدليل الذي تحدثت عنه آنفاً، يمكن لجميع الخبراء العمل وفقه، فنحن نسعى الى دفع المهندسين اللبنانيين للقيام بالدراسات المستمرة تحت آلية موحدة. كذلك، يعتبر كل مواطن المعني الاول في هذا الموضوع، اذ بمساعدة المالك أو السكان من خلال اتصالهم بالمهندس واعلامه بالمشاكل التي يعاني منها المبنى الذي يقطنونه، سيتمكن المهندس من رسم الخرائط وتنفيذ مخطط المبنى بحسب الدليل المعتمد، كما يمكن التواصل مع مؤسسة « مياموتو» للحصول على الدعم والمساعدة في الاشراف»، لافتاً الى أنّه «إذا اعتمد كل شخص هذه الآلية وجعلها من صلب أولوياته يمكن حينها تحقيق هدفنا والتقليل من المخاطر».
وختم داعياً «الجميع من دون استثناء للمشاركة في هذا المؤتمر للاستفادة من المعلومات، على أنّ يليه حوار مفتوح مع الخبراء والمهندسين المعماريين والمنظمات وصانعي القرار في البهو الخارجي للمتحف»، موضحاً أنّ «الورشة ستكون متاحة بالصيغة الحضورية (للحجز الاتصال على 71323456) والافتراضية للناس البعيدة عن بيروت».
