المعارك تتجدّد حول "المدرّعات" في الخرطوم

02 : 00

لقطة من فيديو تُظهر جنديّاً يُطلق النار في اتجاه عناصر "الدعم السريع" في الخرطوم الثلثاء (أ ف ب)

فيما تتضارب الروايات والأنباء حول الجهة التي تُسيطر على القاعدة الاستراتيجية، تجدّدت المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول قاعدة سلاح المدرّعات التابعة للجيش في العاصمة الخرطوم أمس لليوم الرابع توالياً، ولو بوتيرة أقلّ حدّة نسبيّاً من الأيام السابقة.

وسُمع دوي قصف مدفعي متبادل بين الطرفين بينما تصاعدت أعمدة دخان خفيفة من الأحياء المتاخمة للمدرّعات، تزامناً مع تحليق مستمرّ لطائرات الاستطلاع في أجزاء واسعة من العاصمة، فيما سُمع دوي المضادات الأرضية التي تستخدمها «الدعم السريع».

وأفاد شهود عيان بتجدّد الاشتباكات بين الجيش و»الدعم السريع» في منطقة السامراب والدروشاب من الناحية الشمالية الشرقية من مدينة الخرطوم بحري، وفق قناة «الشرق». وذكر الجيش في بيان أنه تمكّن من التصدّي لمحاولة هجوم وصفها بالفاشلة من قبل «الدعم السريع» على قاعدة سلاح المدرّعات. وشدّد الجيش على أن قواته تبسط كامل سيطرتها على القاعدة، مؤكداً جاهزيّتها للتصدّي لأي محاولات هجوم جديدة، بينما كشفت «الدعم السريع» أنها سيطرت على 101 دبابة و90 مدرّعة و21 عربة قتالية، في قاعدة سلاح المدرّعات.

وأكدت تمكّنها من السيطرة الكاملة على القاعدة عدا بعض الجيوب التي يتمّ التعامل معها، فيما تُمثل قاعدة سلاح المدرّعات إلى جانب حامية عسكرية كبيرة في منطقة «جبل أولياء» على ضفة النيل الأبيض، آخر النقاط العسكرية الحصينة جنوب الخرطوم، بعد سيطرة «الدعم السريع» على مواقع أخرى، من بينها مقرّ قوات الاحتياطي المركزي، وموقع اليرموك للتصنيع الحربي، فضلاً عن موقع جياد التابع للصناعات الدفاعية. وشهدت العلاقة بين قادة المدرّعات وقائد «الدعم السريع» توتراً منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير. وتحدّث محلّلون عن أنّ ضغوط قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، المعروف بـ»حميدتي»، أسفرت عن إقالة قائد المدرّعات اللواء نصر الدين عبد الفتاح آنذاك، بسبب رفضه القاطع اقتراب «الدعم السريع» من مقرّ قوّاته لأي سبب كان، وتهديده بمواجهة تلك القوات، قبل أن يُعيده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الخدمة قبل أشهر.

وعادة ما تتّخذ «الدعم السريع» أسلوب الهجوم على موجات متتابعة لأيام على المواقع المحصّنة بغية الاستيلاء عليها. وتشير تقارير إلى استخدام القوات مسيّرات ومدفعية ومدرّعات في المعركة، ورأى شهود عيان طيران الجيش أثناء قصفه القوات، فضلاً عن استخدام المدفعية والأسلحة المتوسطة والخفيفة لردّ الهجوم.

ويقع مقرّ المدرّعات في منطقة الشجرة على ضفة النيل الأبيض جنوب العاصمة، وهي منطقة حيوية بالنسبة إلى الاقتصاد السوداني، حيث تحتضن مستودعات رئيسية للمواد البترولية والغاز. وأجبر القتال المتقطّع في المنطقة منذ أسابيع، آلاف الأسر في أحياء جبرة والكلاكلة والشجرة واللاماب على الفرار إلى أماكن أكثر أمناً داخل الخرطوم وخارجها.

وفي غرب السودان، أودت المعارك بين الجيش و»الدعم السريع» بحياة 60 شخصاً وأكثر من 250 جريحاً إلى جانب فرار 50 ألفاً من المدنيين جراء اشتداد وتيرة الاقتتال، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، وتتبّع النزوح الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.

ويصاحب كلّ ذلك، أوضاع إنسانية استثنائية بالغة التعقيد يواجهها المدنيون جرّاء حالات النقص الحاد في الغذاء والدواء والتوتر الأمني وانعدام الضروريات الأسرية المعيشية داخل عاصمة جنوب دارفور نيالا والمناطق التي نزح إليها السكان.


MISS 3