كييف تشنّ "عملية خاصة" في شبه جزيرة القرم

بوتين يُعزّي بضحايا "طائرة فاغنر": بريغوجين أخطأ!

02 : 00

عنصر من "فاغنر" ينحني أمام صورتين لبريغوجين وأوتكين في روستوف أمس (أ ف ب)

في وقت كثرت فيه التحليلات حول مقتل زعيم «فاغنر» يفغيني بريغوجين ورفاقه بتحطّم طائرتهم في منطقة تفير في شمال موسكو خلال رحلة بين العاصمة ومدينة سان بطرسبرغ الأربعاء، خصوصاً مع بروز تكهّنات حول تعرّضه لعملية اغتيال مدبّرة كإنتقام منه على محاولة تمرّده بزحفه نحو موسكو منذ شهرين، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صمته أمس مقدّماً تعازيه «الصادقة» لأقارب ضحايا الحادث «المأسوي»، مشيراً إلى أنّه عرف بريغوجين «لفترة طويلة جدّاً، منذ مطلع التسعينات»، واعتبر أنّه «كان رجلاً ذا مصير معقّد»، و»ارتكب أخطاء جسيمة في حياته»، لكنّه «حقّق النتائج المرجوّة».

وإذ قال «القيصر» أثناء اجتماعه مع قائد منطقة دونيتسك الأوكرانية المحتلّة الذي عيّنته روسيا دينيس بوشيلين: «سنرى ما سيقوله المحقّقون في المستقبل القريب. الفحوص جارية، فحوص فنية وجينية»، لفت إلى أن التحقيق «سيستغرق بعض الوقت»، مشدّداً على أنّه «سيتمّ إجراؤه حتى النهاية والتوصّل إلى نتيجة. لا شك في ذلك».

وأكد أن بريغوجين «عاد من أفريقيا» يوم الحادث الأربعاء، مشيراً إلى أن ضحايا تحطّم الطائرة «قدّموا مساهمة كبيرة في جهودنا المشتركة» في أوكرانيا، فيما تجمّع مناصرون لبريغوجين أمام مقرّ قيادة «فاغنر» في سان بطرسبرغ تكريماً لقائد مجموعة المرتزقة. وقال المواطن الروسي إيغور: «يُمكن القول إنّ الأمر أشبه بخسارة أبيك. كان كلّ شيء بالنسبة إلينا، لأنّ الجميع كانوا دوماً بانتظار ما سيقوله العم جينيا (بريغوجين)».

على غرار إيغور الذي اعتمر قبعة تحمل شعار «فاغنر» وعلم البلاد، كان روس كثر ينتظرون بفارغ الصبر فيديوات بريغوجين ورسائله الصوتية على شبكات التواصل الاجتماعي. وكانت تلك الفيديوات القصيرة المليئة بالعبارات النابية تُناقض بشكل كبير رواية السلطات الروسية الخاضعة لرقابة مشدّدة. وبالفعل، فإنّ انتقاداته الحادة للجيش أكسبته شعبية لدى قسم من المجتمع الروسي، وعداوة لدى كبار القادة العسكريين.

وأعرب المحتشدون عن تعاطفهم مع بريغوجين، الذي أمضى سنوات في السجن إبّان الحقبة السوفياتية قبل أن يجمع ثروة من أعماله في مجال الطعام ليبني لاحقاً أقوى جيش خاص لروسيا. وشبّه المواطن بافيل زاخاروف، بريغوجين، بالرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول، زعيم المقاومة الفرنسية ضدّ النازيين، وقال: «عندما قضى رئيس فرنسا شارل ديغول قيل إنّ فرنسا تيتّمت».

ووضع المحتشدون الورود الحمراء أمام مقرّ «فاغنر»، وهو مبنى زجاجي مؤلّف من طوابق عدّة دُشّن الخريف الماضي في احتفالية كبيرة، كما في مواقع عدّة في مدن أخرى، فيما أطلق الروس تكهّنات عدّة في العالمَين الواقعي والافتراضي حول أسباب تحطّم الطائرة التي كان بداخلها أيضاً ديمتري أوتكين، الساعد الأيمن لبريغوجين المعروف بملامحه الصلبة وآرائه المتعاطفة مع النازيين الجدد.

وبينما لا تزال الظروف الدقيقة المحيطة بالوفاة المرجّحة لبريغوجين غير واضحة، إلّا أن قناعة راسخة بدأت تتولّد لدى العديد من المحلّلين وحتّى المواطنين الروس: بوتين انتقم من «طاهيه» السابق بعدما تمرّد على القيادة العسكرية في حزيران. وتحدّثت حسابات قريبة من «فاغنر» عن إسقاط الطائرة بصاروخ من نظام «أس 300» للدفاع الجوي، بينما أوضح البنتاغون أن «لا مؤشّر» إلى أنّ طائرة بريغوجين أُسقطت بصاروخ.

أمّا في الساحة الأوكرانية، فقد أعلنت كييف أن وحدات من قواتها الخاصة شنّت عملية عسكرية نوعية في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014، مؤكدةً أنها أدّت إلى مقتل جنود روس ورُفع خلالها العلم الأوكراني. وتزامن الإعلان عن هذه العملية مع احتفال أوكرانيا بعيد الاستقلال.

وفي هذا الإطار، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع زوجته أولينا كاتدرائية القديسة صوفيا في وسط كييف في هذه المناسبة. ووضع إكليلاً من الزهور أمام جدار تذكاري يحمل صور الجنود الذين قُتلوا على الجبهة في هذا الحيّ التاريخي من العاصمة، في وقت فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات جديدة على مسؤولين روس وكيانات روسية على خلفية ما تصفه منظمات حقوقية بأنه نقل قسري لآلاف الأطفال الأوكرانيين منذ بدأت موسكو غزو أوكرانيا.

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستور أنّ بلاده ستُزوّد أوكرانيا مقاتلات «أف 16»، لتُصبح بذلك ثالث بلد يتعهّد تزويد كييف هذه الطائرات الحربية الأميركية الصنع، مشيراً إلى أنّ عدد هذه الطائرات والجدول الزمني لتسليمها سيُحدّدان في وقت لاحق، فيما كشف البنتاغون أن واشنطن ستُدرّب طيارين أوكرانيين على قيادة «أف 16» اعتباراً من أيلول.


MISS 3