عباس بيضون

كتابات تستحق النشر

كتابات تستحق النشر

30 نيسان 2020

02 : 00

وإذ أُذِن لهذه المدينة بالخروج

اطلقت الشوارع التي ابتلعتها

فسالت أمامها

لم يعد البحر سوى عموم كببر

توزع المارة في الساحات

كإبهامات قصيرة

والذين تركوا غرف الملابس

خرجوا منها

مجهولين

كانت لعبة خاسرة لتبادل الوجوه

وكان هناك الحيوان نفسه

الجد الأصلي

يذكّر الجميع




كنت الذَكَر المتروك على باب المقهى

الذي ناولني قهوة بلا إسم

في فنجان بلاستيكي

سرتُ على الكورنيش

معي وبجانبي

ذلك الثالث

الذي خرج بالتأكيد

من قصيدة

وقّعتُ

من على الرصيف

صخرة الروشة

والمطعم المقابل

تركتُ إسمي على الشوارع

وعلى المرفأ

وعلى العابرين

الذين في الغالب

خرجوا بدون اسمائهم

لقد بدأت هكذا نزهة المغْفلين

وضعتُ بدون إكتراث كمامتي

فوق سطح المبنى

الذي أعمته عدة يافطات

بلغات شتّى

فوق قرميد الفيلّلا

الذي لم يكن حقيقيّاً

فوق رؤوس العابرين

الذين يتباعدون على الأرصفة

لقد شالوا كمّاماتهم

ورموني بعيداً

إنني الآن الرأس المقطوع

لبقيّة المدينة

وأنا أيضا الكمامة الأولى

التي تدمغ كالحقيقة

وكالفيروس الأصلي

إنني أُعدي بكلمة

بفنجان بلاستيكي

بوجه في طبق

وربما بغلطة

أُعدي بإسمي وبكمامتي

وبوجهي الذي أخسره

في اللعب

حين أُذِن للمدينة بالرجوع

بقي البحر مجرد عموم كبير

والذين خرجوا من غرف الملابس

ظلوا مجهولين

النزهة التي انقضت

ولا تزال في نصفها

ليس أمام المخابز

سوى فنجان كريستالي

ووجه على طبق

وتوقيعي على صخرة الروشة