بيروت تتذكر مجلة «شعر»: «نلسن» تصدر العدد الأخير

02 : 00

بعد 54 سنة من توقف مجلة «شعر» في خريف 1969، أعادت «دار نلسن» نشر العدد الأخير (الرقم 44). وكانت الدار أعادت قبل سنوات نشر العدد الأول من المجلة. ولا يقتصر اهتمام «نلسن» بهذه التجربة الحداثية في الشعر، التي ما زال تأثيرها حاضراً، على إعادة إصدار هذين العددين التذكاريين. نشرت قبل ذلك، «خميس مجلة شعر: من الشفاهية إلى التوثيق والتدوين» لجاك أماتييس السالسي، و «صدى الكلمة: حوارات مع يوسف عبدالله الخال 1955 - 1987» إعداد وتحقيق أماتييس أيضاً، وسيرة يوسف الخال رئيس تحرير «شعر»، و «حبر ترجمات كالخمر يعتق» مختارات شعر من رامبو ولوتريامون وريفردي» وهي مجموعة ترجمها الشاعر شوقي أبي شقرا ونشرها في «شعر»، و «شوقي أبي شقرا يتذكر: كلمتي راعية وأقحوانة في السهول ولا تخجل أن تتعرّى». وإضافة إلى أعمال للشاعر فؤاد رفقة، نشرت «نلسن» «حركة الحداثة في الشعر العربي» الذي يتناول فيه كمال خير بك مجلة «شعر».

وتعمل الدار لإصدار «نصوص من خارج المجموعة» للشاعر يوسف الخال نشرها في منشورات عربية عدة.

وتوسّع الدار المهتمة بالثقافة والإبداع وصروحهما وحركاتهما في بيروت، فتعد لعمل تذكاري لمجلة «حوار» التي أصدرها الشاعر توفيق صايغ (1962 - 1967)، وأثارت سجالاً في شأن حصولها على تمويل أميركي، من دون أن يقلل ذلك من دورها وما أنتجته وتضمّنته.

وكتب الناشر سليمان بختي تقديماً للعدد التذكاري من «شعر»، الذي يطابق المنشور الأول، جاء فيه: «توقفت المجلة ولم تتوقف المغامرة، توقف الوقت ولم يتوقف الشعراء. توقف الكلام ولم تتوقف القصيدة، ولكن يروي يوسف الخال مبررات توقف المجلة وظروفها على الشكل التالي في إجابته على سؤال في حوار صحافي: «حدثت هزيمة 5 حزيران 1967، وكان العدد الثاني ماثلاً للطبع. ومع الهزيمة تغير الجو تماماً وانقلب المناخ وصار القارئ العربي لا يهتم بالشعر ولا بأي أدب ابداعي. باختصار برزت اهتمامات خارجة عن الأدب والشعر والفن تماماً. ومجلة تعنى بالأدب الإبداعي بدون أن تهتم بواقع العالم العربي الذي يفتش عن شيء يقدر أن يمسك به. صارعت المجلة التيار ثلاث سنوات وتوقفت. من هنا، أردنا هذا الاصدار التذكاري للعدد الأخير بمثابة تحية إلى مجلة شعر ومؤسسها، وتحية إلى كل شعراء مجلة شعر».. ويقول بختي «لماذا العدد الأخير عدداً تذكارياً؟ يحدونا الأمل في أن نكمل ما فعله الأسلاف من هنا، من هذه المدينة إلى دنيا العرب والعالم. ونرى كيف سيستمر أثر المجلة في وعي الشعراء وفي تجاربهم المعاصرة».

وتحت عنوان «الخاتم يلمع» كتب الشاعر أبي شقرا: «هكذا كنا منذ البدء منذ التكاوين البكر والأولى، ومنذ صرنا الخمر قبل الخمر وقبل أي مدار سوى نجمة البلاغة. وسوى ضوء الوجود الذي لا ينام. وإذا حالة النوم هي سيطرت على العيون وعلى القامة الملهمة، فنحن الحارس الذي نطل القيوم وخاتمه يلمع في الظلام ولا نهاية ولا ينطفئ».

وصدر العدد الأول من مجلة «شعر» في شتاء 1957، في بيروت. وتوقفت المجلة في العام 1964 وعلى رغم عودتها في 1967 إلا أنها توقفت في 1969.


MISS 3