ريتا ابراهيم فريد

بدعم من البلدية والـWord Vision

شباب الشويفات يبتكرون حلاً لأزمة إنقطاع المياه

28 آب 2023

02 : 05

إجتماعات ونقاشات قبل تنفيذ المشروع

بينما تشتدّ الصعوبات المعيشية التي باتت تطال مختلف الأصعدة في حياتنا اليومية، يصرّ الشباب اللبناني على عدم الإستسلام، ويستمرّ بإطلاق المبادرات في محاولة منه لإحداث فرقٍ في مكانٍ ما. لجنة مؤلّفة من 11 شاباً وصبية تتراوح أعمارهم بين 16 و26 سنة، شاركوا في مشروع لتركيب ألواح طاقة شمسية على بئر في منطقة الشويفات، بهدف معالجة أزمة إنقطاع المياه عن المنازل وتلبية إحتياجات الأهالي، حيث ستعمل الألواح الشمسية على توفير الكهرباء لتأمين المياه لحوالي 25 ألف شخص من سكان المنطقة.



لؤي فخر (17 عاماً)، أحد المشاركين في المشروع، أشار في حديث لـ»نداء الوطن» الى أنّ الفكرة انطلقت عبر الهيئة الشبابية في اللجنة الثقافية لبلدية الشويفات، بدعم من منظّمة الـWorld Vision وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبإشراف رئيس اللجنة الثقافية الأستاذ حسّان أبي فرج. وأضاف أنّ اللجنة أجرت استطلاع رأي للسكان عبر تعبئة استمارة حول الحاجات الأكثر إلحاحاً، حيث تبيّن أنّ الأمن الغذائي هو أكثر ما تحتاج إليه المنطقة. ثم أجروا اجتماعات وحلقات نقاش بحضور شخصيات وفاعليات ومخاتير من المنطقة، فقدّموا لهم عدداً من الاقتراحات بخصوص الأمن الغذائي. واستقرّ الرأي على تركيب ألواح الطاقة الشمسية على بئر، كواحدٍ من أفضل الحلول لمعالجة أزمة انقطاع المياه. بعد ذلك، توجّهت مجموعة من الهيئة الشبابية مع ممثّلين عن الـWorld Vision للكشف على عدّة آبار في المنطقة، واختيار الأنسب منها لتركيب ألواح الطاقة الشمسية عليها.

تجدر الإشارة الى أنّ الإتحاد الأوروبي يواصل تمويل برنامج «عزم الشباب» بنسخته الثانية، حيث وسّع المشروع ليشمل أكثر من 27 موقعاً في مختلف الأراضي اللبنانية، ومن بينها مشروع الشويفات ومناطق أخرى بدعم من الـWorld Vision، فيما تعمل جمعية يوتوبيا، وجمعية التنمية للإنسان والبيئة، ومنظمة غايم على تقديم الدعم لتنفيذ مشاريع في عدد من المناطق في لبنان، بهدف تمكين الشباب وتدريبهم على المشاركة في صنع القرار على المستوى المحلي، عبر تشكيل لجان شبابية محلية من أجل تقييم حاجات المناطق وتنفيذ المشاريع فيها.






الإرادة سبب نجاح المشروع

لا شكّ في أنّ هؤلاء الشبان والشابات هم من صنّاع التغيير، نظراً لأهمية هذا النوع من المبادرات والمشاريع في هذه الظروف. وهُنا يشدّد لؤي على أنّ الشباب هم شعلة الأمل، وهم قوة التغيير الأساسية للمستقبل. ويقول: «كلّ منّا يمتلك في داخله الإرادة اللازمة التي يمكنه من خلالها أن يصنع الفرق. الإرادة هي التي أتاحت لهذا المشروع أن ينجح. طبعاً بمساعدة وتشجيع البلدية والـworld vision، والأهم أننا كنّا جميعنا يداً واحدة، وعملنا تحت شعار التعاون الدائم».

لكن ماذا تعلّم ابن الـ17 سنة بعد مشاركته في هذا المشروع؟ يشير لؤي الى أنّه على الصعيد الشخصي تعلّم أن يوسّع مفهوم تفكيره من المصلحة الفردية نحو المصلحة المجتمعية والوطنية.

وأوضح: «المنطقة التي سوف تستفيد من تركيب الألواح ليست ضمن سكن أي فرد من الهيئة الشبابية التي نفّذت المشروع. من هُنا تعلّمنا أن نعمل على تحقيق الفائدة للآخرين حتى لو لم نستفد نحن منها».

الشباب يحتاجون إلى فرصةمن جهتها، تشير رين صقر، وهي أيضاً من ضمن المجموعة التي شاركت بتنفيذ المشروع، الى أنّهم تطوّعوا بإرادتهم وعملوا بمجهودهم الخاص، لكن لولا البلدية والمنظمات الداعمة لما استطاعوا تنفيذه. من هنا أهمية التأكيد على أنّ الشباب اللبناني يمتلك الأفكار الخلاقة والحماس اللازم، لكنّه يحتاج الى فرصة ودعم لتنفيذ هذه الأفكار.

وأشارت الى أنّهم عملوا أيضاً على تعزيز التوعية حول المخاطر والسلامة الاجتماعية، ومن بينها مسألة الرصاص الطائش، حيث أجريت عدة حلقات توعية للشباب حول خطورته.

العمل التطوّعي يساعد على تخطّي الأزمات

لا بدّ من الإشارة الى أنّ لؤي فخر كان قد شارك أيضاً في ورشة عمل مع Shabab Lab في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث تقدّم مع مجموعة من الشباب بفكرة مشروع حول إعادة التدوير، ونالوا عليها درجة ممتاز، وهو اليوم بانتظار تأمين الدعم اللازم والفرصة المؤاتية لتنفيذها.



الألواح الشمسية ستوفّر الكهرباء لتأمين المياه لحوالي 25 ألف شخص


لؤي فخر ورين صقر خلال حفل إطلاق المشروع




لؤي الذي سيتخصّص في الهندسة الزراعية بعد أن ينهي شهادته الثانوية العام المقبل، يلفت الى أنّهم مستمرّون بالبحث عن مبادرات وحلول جديدة، في محاولة لتقديم المساعدة قدر الإمكان لسكان المنطقة.

من ناحية أخرى، يشدّد لؤي على أهمية العمل التطوّعي في مساعدة الشباب على تخطّي النظرة السلبية التي فرضتها الظروف الصعبة علينا في لبنان، مشيراً الى أنّ الهيئة الشبابية لبلدية الشويفات هي المنظّمة الأولى التي تطوّع فيها. وأوضح: «العمل التطوّعي غيّر كثيراً في أسلوب تفكيري ونمط حياتي نحو الأفضل. لذلك أدعو الشباب الى التطوّع وإطلاق المبادرات عوضاً من الإنحراف أو إدمان المخدّرات أو الغوص في المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا اليوم. العمل التطوّعي من شأنه أن يحيد الشباب عن النظرة السلبية الى الحياة، والاستعاضة عنها بنظرة إيجابية تعود بالفائدة على المجتمع».


MISS 3