العثور على حطام محتمل لمسيّرة على أراضي رومانيا

بلينكن لزيلينسكي: نسير معكم جنباً إلى جنب

02 : 00

زيلينسكي خلال استقباله بلينكن في كييف أمس (أ ف ب)

في رسالة دعم أميركية جديدة لأوكرانيا التي باتت تُعتبر بمثابة «خطّ الدفاع الأوّل» عن أوروبا في وجه مطامع «الدب الروسي» وطموحاته التوسعية، شدّد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن من كييف على أنّ واشنطن «ستبذل قصارى جهدها» لدعم أوكرانيا، وقال مخاطباً الرئيس فولوديمير زيلينسكي: «طلب منّي الرئيس بايدن المجيء لأُجدّد تأكيد دعمنا، ولضمان أنّنا نبذل أقصى الجهود»، مؤكداً أن واشنطن تسير مع كييف «جنباً إلى جنب». وفيما أشار بلينكن إلى «التقدّم المهمّ الذي يُحرز الآن في الهجوم المضادّ»، معتبراً أن «هذا مشجّع للغاية»، حذّر زيلينسكي من «شتاء صعب» ينتظر أوكرانيا، وقال: «هناك شتاء صعب أمامنا. لكنّنا سعداء لأنّنا لسنا لوحدنا خلال هذا الشتاء. سنجتازه سويّاً مع شركائنا»، مبدياً شكره للولايات المتحدة على مساعدتها لبلاده في قطاع الطاقة الذي تعرّض العام الماضي لضربات روسية ممنهجة.

وخلال رحلته بالقطار إلى كييف، تباحث بلينكن مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن التي ألقت خطاباً أمام البرلمان الأوكراني صباحاً. وشكر الوزير الأميركي فريدريكسن على «ريادة الدنمارك» في قرارها الذي أعلنته قبل أسبوعين بالتوازي مع هولندا لتزويد أوكرانيا بمقاتلات «أف 16». ولاحقاً، أعلن بلينكن عن مساعدات جديدة لأوكرانيا قيمتها أكثر من مليار دولار.

وفي سياق الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، أعلن البنتاغون في بيان أنّ الولايات المتّحدة ستُزوّد كييف ذخائر تحتوي على يورانيوم منضب، وهي قذائف فعّالة ضدّ الدبابات والمركبات المدرّعة، موضحاً أنّ هذه الذخيرة من عيار 120 مليمتراً مخصّصة لدبابات «أبرامز» الأميركية التي وعدت واشنطن تسليمها إلى كييف في إطار دفعة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 175 مليون دولار.

وعلى الجانب الروسي، اتّهم الكرملين الولايات المتحدة بـ»إبقاء أوكرانيا في حال حرب»، مؤكّداً أنّ المساعدة الأميركية «لا يُمكن أن يكون لها تأثير على نتيجة العملية العسكرية الخاصة»، وهو التعبير الذي تستخدمه روسيا لوصف غزوها لجارتها.

وفي الوقت الذي يزور فيه بلينكن كييف، قُتل 16 شخصاً وأُصيب 31 آخرون بجروح في قصف روسي بربري استهدف سوقاً تجارية في شرق أوكرانيا، على بُعد نحو 30 كلم من باخموت التي تشهد معركة دامية مع قوات موسكو منذ أكثر من عام.

وفي هذا الصدد، تحدّث زيلينسكي عن أنّ «مدفعية الإرهابيين الروس قتلت 16 شخصاً في بلدة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك»، مشيراً إلى إصابة سوق ومتاجر وصيدلية. وأبدى أسفه لأنّ «عدد القتلى والجرحى قد يرتفع»، في حين أفاد مكتب المدّعي العام عن إصابة 31 شخصاً بجروح.

وأظهرت صور كاميرا مراقبة نشرها زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي، شارعاً تجاريّاً صغيراً هادئاً فيما يُدوّي فجأة صوت مقذوف يليه انفجار قوي. وفي مقطع فيديو آخر، يُمكن رؤية المباني وقد اشتعلت فيها النيران، فيما سارع البيت الأبيض إلى إدانة هذه «الهجمات الوحشية».

كذلك، قُتل شخص جرّاء هجوم بمسيّرات روسية استهدف منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا، على ما أعلن الحاكم المحلّي أوليغ كيبر الذي أوضح أن منشآت مرفئية وزراعية تضرّرت بالقصف.

في الأثناء، صوّت البرلمان الأوكراني بغالبية واسعة على تعيين رستم أوميروف، وهو تتري من شبه جزيرة القرم، وزيراً للدفاع. وقال أوميروف عبر صفحته على «فيسبوك»: «سأقوم بكلّ شيء مُمكن وغير مُمكن من أجل انتصار أوكرانيا حين نُحرّر كلّ شبر من بلادنا وكلّ فرد من أفراد شعبنا».

وكان لافتاً بالأمس إعلان رومانيا عثورها على حطام محتمل لمسيّرة داخل أراضيها، وذلك بعد يومَين من نفيها بشدّة صحّة معلومات رسمية أوكرانية أفادت بأنّ مسيّرات روسية سقطت في أراضي الدولة العضو في حلف الناتو. وأوضحت وزارة الدفاع الرومانية أنه سيتمّ إجراء تقييمات فنية لتحديد «مصدرها»، على أن «تُنشر النتائج في أقرب وقت مُمكن».

على صعيد آخر، تعتزم بريطانيا حظر مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر» باعتبارها «منظمة إرهابية»، وفق ما أفادت تقارير إعلامية نقلاً عن وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، ما يضع «فاغنر» على قدم المساواة مع تنظيمَي «القاعدة» و»الدولة الإسلامية»، وفق صحيفة «ديلي ميل».

ووسط أجواء التنافس الجيوستراتيجي على الساحة الدولية، اختبرت الولايات المتّحدة بنجاح صاروخ «مينوتمان 3» الباليستي العابر للقارات، في عملية أُعلن عنها مسبقاً لتجنّب أيّ تصعيد للتوتّرات مع روسيا. وأوضحت قيادة القوات الجوية في بيان أنّ «هذا الاختبار هو جزء من الاختبارات الروتينية والعمليات الدورية التي تهدف إلى إظهار أنّ وسائل الردع النووية للولايات المتحدة آمنة وموثوق بها وفعّالة».


MISS 3